زهرة الغابة التي اروي حكايتها محض زهرة اقحوان
الاشجار ماتت.. الحقول اخضرت.. المدن قامت
الخيول الهاربة العظيمة في اسطبلاتها البعيدة تدبك الارض بسنابكها
قريبا ترحل الخيول الهاربة العظيمةقريبا تتراءى المدن
الجحافل تعدو عابرة أزقتها
يصلصل بلاطها المرصوف لموقع الحوافر ويومض
الحقول يحفرها موكب الخيل
تجرجر الذيول في الهباء وتنفث البخار المناخير
تمر الخيول امام الزهرة
وتتلكأ طويلا ظلالها
لكن ما مصير الخيول الشاردة التي كانت تنذر بالشؤم اردافها الرقطاء؟
وعندما ينقب شخص ما سيعثر ربما عن حفرية غريبة انها حدوة من حدوات الخيول
الزهرة التي رأت الخيول مازالت تزهر دون تراخ او وهن
وهاهي الاوراق تنمو على ساقها
وها هو السرخس يمتد لهيبا ويلتف على نوافذ البيوت
لكن ما مآل الاشجار؟
والزهرة - لماذا تزهر؟
ها هي السماء تنسدل
أفكر في البعيد في الاعمق بداخلي
الازمنة التي ولت تشبه اظافر تكسرت على ابواب موصدة
في الريف حين يدنو فلاح من الموت محاطا بثمار الموسم الماضي
وبصوت الجليد المطقطق على زجاج النوافذ وبالملل الذاوي اذ تخبو كما تخبو زهور القنطر في المرج
تتجلى الخيول الهاربة
تتجلىحين توقد مسافر في مستنقع من سراب اشد انكسارا من التجاعيد على جباه الشيوخ فيرقد على الارض المزلزلة
تتجلى
حين ترقد فتاة عند جذع شجرة البتولا وتنتظر
تتجلى راكضة محدثة اصوات قوارير تتكسر وخزانات تصر
ثم تختفي في الهاوية
صهواتها لم تنهكها السروج.. اردافها الوهاجة تعكس صورة السماء
وترش وهي مارة جدرانا لما يجف طينها بعد
والجليد المقرقع والثمار اليانعة والزهور البرية، والماء الاسن والتربة الرخوة في المستنقعات المتشكلة ببطء كلها تري الخيول الهاربة
الهاربة

* شاعر ناثر فرنسي معاصر
الترجمة عن الانجليزية، وأصل النص بالفرنسية