تناولت الصحف ــ في الفترة الأخيرة ــ قضية الشهادات الجامعية والعليا المزورة الصادرة من الجامعات غير السعودية، والتي كشفتها الدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية التي يعمل فيها أصحاب تلك الشهادات.
وإذا كانت تلك الجهات قد تمكنت من اكتشاف التزوير بعد سنوات من عمل أصحابها، فأحرى بهذه الجهات أن تكون قد اتخذت من الإجراءات التي تتأكد بها من صحة تلك الشهادات قبل أن تقرر قبول أصحابها للعمل لديها.
• كيف يتم التأكد من صحتها؟
•• أنجع وسيلة للاطمئنان من صحتها اشتراط التصديق عليها من قبل الملحق الثقافي السعودي في البلد الذي ينتمي إليه صاحب الشهادة.
• من أين للملحق الثقافي التأكد من أن تلك الشهادة غير مزورة؟
•• تكمن الإجابة على هذا السؤال عبر التجربة التالية:
خلال فترة مضت بين عامي 1407 ــ 1408هـ كنت ملحقا ثقافيا في الباكستان.. ندبا من وزارة التعليم العالي، ومرشحا من جامعة الملك سعود (حيث كنت محاضرا فيها بقسم الإعلام).
كانت مهمة الملحق الثقافي الإشراف على الطلبة السعوديين المبتعثين إلى جامعات الباكستان، وتعزيز العلاقات بين الملحق والمؤسسات الثقافية والتعليمية ونشاطاتها في ذلك البلد.
ومن مهام الملحق أيضا التصديق على الشهادات الباكستانية من مختلف التخصصات كالطب والهندسة وتخصصات أخرى ممن يرغبون العمل في المملكة (بدءا من البكالوريوس مرورا بالماجستير وانتهاء بالدكتوراه).
وحتى لا أضع توقيعي وختم الملحق الثقافي إلا على شهادة حقيقية غير مزورة، قمت بزيارة رسمية لوكيل وزارة التعليم العالي في الباكستان، وعرضت عليه أن نبعث إليه الشهادة التي تردنا من صاحبها للتصديق على صحتها، وذلك للتحقيق من صحتها بالرجوع إلى الجهة التي أصدرتها، وما إذا كان صاحب الشهادة قد درس حقيقة في تلك الجامعة وتخرج فيها. على إثر تلك الزيارة، أضحينا نتلقى خطابا رسميا من الوكيل ــ ردا على خطابنا ــ بأن الشهادة صحيحة. أما الشهادة المزورة، فإن إجابة الوكيل كانت تحمل عبارة: (لا ننصح بالتصديق على هذه الشهادة). وبذلك سلمت الشهادة المصدق عليها من مكتب الملحق الثقافي من التزوير..
لعل هذه التجربة توحي إلى الجهة التي ترغب في توظيف صاحب الشهادة الصادرة من خارج المملكة أن تعتمد على تصديق الملحق الثقافي السعودي في البلد مصدر الشهادة.


osebaei@gmail.com