لم يعد الإعلام الحديث مجرد أداة نقل للأخبار بل التحليل والمتابعة بعد الخبر.
آخذ على سبيل المثال لا الحصر، ما نشر في هذه الصحيفة يوم الاثنين الماضي: 16 / 10 / 1433 هـ للكاتب/ عبده خال بعنوان: (أبناء في مهب الريح)، وذلك لطفل لم يتجاوز الستة سنوات من عمره ليتم شحنه في سيارة والده داخل كرتون ورقي مع الأمتعة بقصد تهريبه خارج المملكة، لم يقصد الكاتب ــ طبعا ــ تكرار الخبر الذي سبق نشره في هذه الصحيفة، وإنما نظر لأبعد من الخبر من خلال الأستنباط والتحليل للجانب المصاحب لمثل هذه الحالات، وأشار الى الحلول بما بتوافق ووضع المقال الصحفي، وسعة المساحة المخصصة له..
ومقالين آخرين في نفس الصحيفة وبنفس تاريخ الإصدار لكل من الكاتب/ فوزي المطرفي بعنوان: (صارية وقنديل في معنى الطاسة ضايعة)، والكاتب/ محمد الأحيديب بعنوان: (أوقفوا لجان التمويه) يعرضان فيهما أوضاع إدارية، وواقع اجتماعي بمنتهى الوضوح والصراحة بجانب الحلول، وبالطبع بما يتوافق مع وضع المقال الصحفي وسعة المساحة... وغيرهم بهذا الأسلوب كثير.. ثم ما صرح به مدير عام التعليم بجدة (بأنه لا ملاحظات مع انطلاقة العام الدارسي)، مناقضا ما سبق نشرة فى أعداد صحفية سابقة من ملاحظات منذ بداية العام الدراسي.
وفي الخبر المعنون بي: (150 طالبا في هجر مسيحة الشرقية) المعد من قبل الصحفي/ خالد الحميدي ــ أضيف على سبيل الايضاح لتصور تحليل الخبر مجانبا ما أتجه اليه الكاتب/ عبده خال في مقاله أعلاه من تحليل ــ أليس هذا الأمر من أسباب ترك الهجر التي تعتبر الموطن الأصلي للقاطنين بها؟ وبالتالي لجؤهم للزحف للمدن المجاورة؟! والمسبب لتفاقم ظواهر التكدس السكاني الذي نراه حاليا في العديد من مدن المملكة، ومنها مدينة جدة.
وما أود قوله من كل ذلك: هناك جهد كبير مبذول فى العرض والبحث والمتابعة والأعداد من قبل هذه الصحيفة خاصة وبقية الصحف عامة، وبالطبع من قبل الصحفيين والكتاب بهذه الصحف، ولكن يبقى عملهم من غير نقطة ختام، اذا لم تكن هناك جهات تنفيذية ورقابية تأخذ من هذا العمل تقريرا يوميا تقوم بالاطلاع عليه بدقة وتحليله واستنباط ما بين سطوره، لتوظيفه لخدمة وتنمية المجتمع وتطويره من خلاله. وذلك للحرص والدعم على استمرار واقعية الإعلام ومتانته، وتحقيق جزء مهم من أهدافه ممثلا فى تغيير واقع موجود وفرض واقع جديد.
عادل محمد زواوي