بعد 25 عاما غربة بعيدا عن حضن الوطن عاد المواطن عويد دغفق المطرفي الى المملكة مؤخرا قادما من العراق ليعلن ندمه على كل ساعة قضاها بعيدا عن دفء الوطن. اذا كان عويد نجح في تقرير مصير عودته سريعا كما نجح في الوصول الى الحدود السعودية فان مصير 5 عائلات سعودية اخرى تسكن الصحراء العراقية مازال غامضا وكل املها العودة الى المملكة.
ورغم الصندقة التي يعيش فيها عويد العائد مع اسرته المكونة من ابنه سليم 22 عاما وابنته فهيمة 12 عاما وزوجة ابنه سليم واحفاده الخمسة والتي استأجرها له اقاربه وجماعته الا انه اكد انه للمرة الاولى تنفس بهدوء ونام ليلته الاولى في امن وأمان بعدما افتقده لسنوات داخل العراق..
ولم يكن قرار عودة عويد بالسهل اذ انه كان يعيش في صحراء العراق وطريق العودة يمثل له صعوبة ان لم يكن استحالة في ظل عدم العثور على مرافق او من ينقلهم الى حدود المملكة.
بداية الغربة
بدأت تفاصيل اغتراب عويد 67 عاما عندما كان عمره نحو 42 عاما وقال: كان الوضع في العراق جيدا والمراعي هناك متوفرة وبحكم حياتنا في الصحراء وقربنا من الحدود كنا نذهب للعراق باستمرار لقرب المسافة ومع مرور الزمن اضطررنا للاستقرار هناك ولم نكن ندري ماذا يحدث حولنا من احداث حيث كنا دائمي التنقل من مكان لآخر.
واضاف عويد انه تزوج هناك وانجب عددا من الابناء ورغم تغير الاوضاع الا انه بكل اسف لم يعر ذلك اي اهتمام.
واوضح ان الامور تغيرت للأسوأ فقرى الصحراء لم تسلم من المداهمات والسلب والنهب فافتقد الجميع الامن والامان ويصبح الخروج من القرية التي يسكنها والقريبة من القائم الى مدينة الرطبة صعبا جدا ومخاطرة كبرى وتخضع منازلنا لمداهمات من قوات التحالف وسبق ان دهمونا ليلا وقاموا بتقييدنا والتحقيق معنا بحجة اننا سعوديون وانه يوجد بيننا متسللون وبعدما تأكدوا من عدم وجود اي متسلل او ارهابي واننا نعيش في هذه المنطقة منذ سنوات تم اطلاق سراحنا..
واضاف عويد ان احد اقاربه «سعودي» لقي مصرعه بطلقات نارية خلال ذهابه الى مدينة القائم لشراء بعض الاحتياجات حيث تصادف مروره مع مناوشات بين القوات العسكرية وبعض المعارضين مما يفسر صعوبة الخروج من القرية.
طريق العودة
ومع تدهور الوضع الى ما يحتمل قرر عويد العودة واهتدى به الحال الى العثور عن طريق اشخاص عراقيين لمن يمكن ان ينقله واسرته الى الحدود السعودية مقابل 400 الف دينار عراقي وفي اليوم الموعود اصطحبهم الشخص مع حلول الظلام حتى اوصلهم على مقربة من الحدود ودعاهم لاكمال المسيرة سيرا على الاقدام.
ويضيف عويد «سرنا مسافة بسيطة حتى رأتنا دورية حرس الحدود السعودية ونقلتنا مباشرة الى منفذ جديدة عرعر الحدودي ووجدنا معاملة مميزة جدا وهناك تم التحقيق معنا حول وجودنا على الحدود وبعد التأكد من هويتي وبانني سعودي خرجنا بكفالة بعد موافقة سمو وزير الداخلية على ذلك.
وثمن عويد تعامل رجال حرس الحدود ورفع شكره لسمو وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الامير نايف بن عبدالعزيز حيث أمر سموه بالسماح له ولاسرته بالدخول فورا كما عبر عن تقديره لسمو امير منطقة الحدود الشمالية الامير عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد على دعمه له ولاسرته فور وصولهم واوضح عويد انه عاد بنصف اسرته فيما ترك النصف الآخر هناك في القرية التي كان يسكنها وعددهم ثمانية ابناء (6 ذكور وابنتان) وهم سالم ، غانم، دحام، سلام، وسام، حسام، مريم، ريام وقال للاسف لم استطع احضارهم جميعا لعدم وجود من ينقلهم وهم هناك في خطر ويرغبون في الوصول الى ارض المملكة الا انهم لا يحملون هوية في ظل حياتهم في الصحراء وعبر عويد عن امله في ان يلتئم شمله بابنائه واحفاده في وطنهم وان يحفظهم الله من المخاطر التي تحوم حولهم.
واشار الى انه يعرف مالا يقل عن خمس عوائل سعودية اخرى تقطن بالقرب من منطقة القائم ترغب في العودة للمملكة في ظل الاوضاع المتردية في العراق الا ان مسألة العودة صعبة عليهم ولا يجدون سبيلا.وكان اقارب عويد استأجروا له صندقة في عرعر ولبوا جميع احتياجاته فيما تقدم لادارة الاحوال المدنية لتجديد بطاقة الاحوال القديمة التي يمتلكها ولم تستغرق عملية التجديد وقتا ليحصل على بطاقة جديدة.ويحتفظ عويد بحفيظة النفوس التي تعود لوالده المتوفى منذ سنوات طويلة.
5 عائلات سعودية تبحث عن مخرج من العراق
4 أكتوبر 2006 - 23:35
|
آخر تحديث 4 أكتوبر 2006 - 23:35
5 عائلات سعودية تبحث عن مخرج من العراق
تابع قناة عكاظ على الواتساب
ثامر قمقوم (عرعر)