بات علم المواريث مجهولا ولا يعي الرجل أو المرأة حقوقه المالية أو العقارات والممتلكات والتي ترجع في أصلها لأقاربه.
وتضاءلت أعداد الراسخين في هذا العلم برغم ملامسته لحياتهم وحاجتهم الماسة له، وسبب الجهل كما يعزوه مشاركون إلى صعوبته وجموده، إضافة إلى اتكال الناس على غيرهم وبحثهم عن الميسر.
وعدد مشاركون الأضرار الناجمة عن الجهل بهذا العلم كضياع الحقوق، خصوصا على فئة النساء، لافتين إلى أنه إيذان بقرب علامات الساعة، لأن أول ما ينتزع من العلم هو الفرائض (المواريث). عكاظ فتحت الملف فكان هذا التقرير:
علم ينسى
يؤكد مقسم المواريث الدكتور أحمد المعبي أن انصراف الناس عن هذا العلم وجهلهم به رغم تدريسه لخريجي كلية الشريعة راجع إلى اتكال الناس على غيرهم وعدم إجهاد أنفسهم والصبر على تعلمه أو ممارسته.
وأرجع أحيانا جهل دارسيه إلى نسيانهم، مشيرا إلى أنه علم يقتضي الممارسة وإلا تبخر، وتفلت كما تتفلت الإبل من عقلها، مشبها إياه بالطب فإذا لم يزاول الطبيب مهنته عمليا واقتصر على الجانب النظري لتحقق جهله.
وأوضح أن علم المواريث نصف العلم ومع ذلك لا يعيه الكثير وجيء في روايات أنه ثلث العلم إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (العلم ثلاثة وما سواهن فهو فضل: آية محكمة، أو سنة صحيحة، أو فريضة عادلة)، أي علم المواريث.
وذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم وهو ينسى وهو أول شيء ينزع من أمتي).
وأكد أهمية هذا العلم لأن الله قسم الميراث وفصله من عنده ولذا قلما تجد مساحة شاسعة للاختلاف الحاصل في بعض العلوم، لافتا إلى وسائل تعين على تدارك الجهل فيه كتعليمه الطلاب منذ المرحلة المتوسطة وعدم اقتصاره على القسم الشرعي في الثانوية، وأن تكون مادة مستقلة لا يشترط ولا يلزم فيها بالنجاح، وأن يصاحب طالب العلم الراسخين في علم الميراث لتعزيز معرفته.
وأشار المعبي إلى أضرار تنجم عند الجهل بهذا العلم كوقوع النساء ضحايا الجهل وحرمانهن من ميراثهن، مستشهدا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من حرم وارثا إرثه حرمه الله الجنة).
مبينا أن الميراث في الشريعة الإسلامية أنجع علوم الأرض في تقسيم التركات إذ يتصف بمرونة بالغة إذ ليست المرأة ترث نصف الرجل في كل حالاتها كما جاء في قوله تعالى: (للذكر مثل حظ الأنثيين) فأثبت العلم أن المرأة في أكثر الحالات ترث أكثر من الرجل.
وطالب عموم الناس تقوى الله في توزيع المواريث ومراعاة حقوقه وعدم التحايل لحرمان البعض من الميراث بحجة أنهم لا يسألون عنه أو يتواصلون معه، أو أنهم أكثر غنى منه، وأن أبناءه أهل الحاجة.
ينبغي الاهتمام
وذهب مقسم المواريث سعيد القرني إلى ما قاله المعبي في جهل الكثير لهذا العلم، عازيا ذلك إلى قلة الممارسة، مستشهدا على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (تعلموا الفرائض وعلموها فإنها نصف العلم وهو ينسى وهو أول شيء ينزع من أمتي).
وطالب الاهتمام بهذا العلم في الجامعات ووزارة الشؤون الإسلامية، مشيرا إلى أن خشية البعض من وقوعه في إثم التوزيع جانبهم هذا الطريق.
واعتبر قلة الإدراك لهذا العلم يمكن أن تكون لها علاقة بعلامات آخر الزمان إذ يقبض في آخر الزمان العلم وبات علم المواريث لا يعيه إلا القلة.
وعدد بعض أضرار الجهل بعلم الفرائض كعدم إعطاء الناس، خصوصا النساء، إذ تتنازل المرأة عن حقها أحيانا بغير رضاها لاعتبار ذلك من باب الشيم والنخوة.
وخلص: قسم الله علم الميراث من فوق سبع سماوات لعظمه ولم يأت به أحد من البشر أو وضعته الاجتهادات والقوانين.
الجهل لعاملين
وأرجع الأستاذ في قسم الأنظمة في الجامعة الإسلامية الدكتور محمد النجيمي الجهل في هذا العلم إلى عاملين أولهما صعوبته، يليه إعراض الناس عن تعلمه.
وأكد أن هذا العلم بات هزيلا ولا يعرفه إلا القليل، إذ بات أشخاص في دول إسلامية لا يجدون من يحل لهم مسألة في علم الفرائض لمدة أيام، ناصحا بضرورة العناية بهذا العلم، محذرا الجهل به، لخطورة ذلك على ديننا كونه علما عظيما انفردنا به وهو أعدل قسمة على مستوى العالم وفقدانه يعني خسارتنا لخصائص عظيمة جاء ديننا بها.
وطالب الكليات الشرعية ضرورة العناية به وخصوصا في الدول الإسلامية المقصرة في تعليمه، لافتا إلى أن المملكة واليمن ما زالت عنايتهما به واضحة.
وأشار إلى ورود أحاديث بأن آخر الزمان لا يجد الشخص من يفصل له في مسألة فرضية، داعيا إلى ضرورة تعلمه والتدرب عليه وإكثار التمارين الفرضية الشرعية لترسيخه في الأذهان.
أكدوا أنه بات مجهولاً برغم أهميته .. شرعيون لـ «عكاظ»:
علم المواريث يحتضر بين أيادي الورثة
10 مايو 2012 - 20:07
|
آخر تحديث 10 مايو 2012 - 20:07
تابع قناة عكاظ على الواتساب
محمد المصباحي (جدة)