خلف جدران البيوت ثمة حكايات مكتوبة بلغة الشفافية.. حكايات تظل نائمة في زوايا العتمة عن حياة الازواج وهواجسهم وسيرة البدايات وهموم تربية الابناء.
هنا تضيء سميرة حامد دخيل زوجة اجواد الفاسي احد اعيان مكة المكرمة لمحات من خبايا الحياة الزوجية وتصب الزيت على بعض الشوارد وكيف تعرف عليها زوجها.
منذ الوهلة الاولى يتضح ان شخصية شريكة الفاسي تتسم بالصراحة والصدق فيما يتعلق باسرار الحياة الزوجية وهمومها.
في البداية سألتها عن الكيفية التي تعرّف عليها زوجها فقالت: كان زوجي من رواد صالون او مجلس الشيخ احمد جمجوم الذي كانت ترتاده نخبة من وجوه المجتمع. وكان من حضور المجلس بصفة يومية محمد بادكوك زوج شقيقتي وعبدالله الدباغ وعابد شيخ وفي احد الايام جاء اجواد الى المجلس وهو يحس بالضيق فسأله جمجوم عن سبب ذلك فاوضح له انه يبحث عن عروس وعند ذلك سمعه محمد بادكوك وقال له عروستك عندي وفيها كافة المواصفات المطلوبة وهكذا تقدم اجواد الى اسرتي وتمت الخطوبة وقد رآني مرة واحدة قبل الزوج حيث ان النظرة الشرعية احياناً غير مأخوذ بها في ذلك الوقت.
وعن فترة الخطوبة قالت: استمرت فترة الخطوبة اربعة اشهر ولم تحدث فيها أي مشاكل بيننا ولا زلت اذكر ان اجواد كان حريصاً على ان يشتري لي خمس مجلات اسبوعية وكان ذلك في العام 1380هـ وهنا قاطعتها عن ما اذا كان زوجها لايزال يشتري لها المجلات فضحكت قائلة «هل سمعت ان هناك صياداً يطعم السمكة بعد ان يصطادها».
وتضيف انه واصل شراء المجلات والكتب حتى بعد زواجهما.
وفيما يتعلق بحفل الزواج وذكرياته قالت: تم زواجي بالطريقة التقليدية قبل 46 عاماً حيث أقيم الحفل على سطح منزلنا في الكيلو 2 في جدة وكانت الفتاة التي تتزوج على سطح المنزل في ذلك الوقت لكأنما تم زفافها في فندق من فئة خمسة نجوم ولازلت أذكر انه كان يجاورنا سالم بن محفوظ وامارة مكة المكرمة وقد حضر الحفل عدد كبير من اعيان جدة حيث ان والدي-رحمه الله- كان من تجار جدة المعروفين وكان يمتلك سوقاً شهيرة اسمها «بنك دخيل» بالخاسكية.
وفي سؤال عن الحياة والجيران في الماضي قالت: في تلك الايام كان كل شيء جميلاً،. قلوب البشر وحياتهم كما كانت العلاقات الاجتماعية تتسم بالود والتكافل والترابط رغم ان الحياة كانت بسيطة وكلما اتذكر الزمن الجميل أُصاب بالحزن على ما آلت اليه أوضاع الناس في الوقت الراهن حيث تسود البغضاء والحسد ويلهث البشر في صراع محموم حيث لا وقت للمشاعر الانسانية.
وفيما اذا كانت قد واكبت بداية زواجهما بعض المنغصات قالت: لا أذكر ثمة خلافات حدثت بيننا فقد كنا ولا زلنا نكن الود لبعضنا وأذكر اننا أمضينا شهر العسل في القاهرة.
وفيما اذا كانت تشعر في ايام الزواج الاولى ان عمل زوجها يشغله عن الاهتمام بشؤون البيت قالت: كان زوجي يحب عمله حيث كان يعمل بالقطاع العسكري ولم اشعر في يوم ما انه مقصر في الاهتمام بشؤون المنزل، واذكر انه علمني السباحة ورمي السهام والرمي بالمسدس كما انه شجعني على إكمال تعليمي حتى تخرجت من المرحلة الثانوية.
وفي سؤال عن ما إذا كان أي منهما قد تدخل في تخصصات ابنائهما لدى التحاقهم بالجامعات قالت: اطلاقاً لم يتدخل أي منا في تخصصات ابنائنا فعلى سبيل المثال كنت اتمنى ان تلتحق ابنتي الدكتورة هتون بكلية الطب ولكنها اختارت تخصص التاريخ بمحض ارادتها كما اختارت ابنتنا هوازن الادب الانجليزي، وبالنسبة لابننا محمد فهو محام، فقد اختار تخصص ادارة الاعمال ولكن اخته هوازن نصحته بدراسة القانون وهو الآن محام ناجح ولكل من ابنائنا اهتماماته الخاصة وتهوى ابنتي هوازن الشعر ولها مخطوطة ديوان بعنوان «أنا أنثى» اضافة الى دواوين اخرى لم تطبع بعد.
وعن احرج موقف تعرضت له خلال حياتها الزوجية قالت:
في بدايات حياتنا الزوجية كنت وزوجي وابنتنا هتون في تركيا وكان عمرها في ذلك الوقت ثلاث سنوات وكانت شقية وكثيرة الحركة واثناء انشغالنا بحجز الغرفة خرجت من باب الفندق دون علمنا وعندما فطنا لذلك خرجت انا وزوجي نركض في كل الاتجاهات وبعد نصف ساعة وجدها والدها تمشي ببراءة بين الناس على الرصيف وهذا الموقف لن أنساه ما حييت.
شريكة أجواد الفاسي تتذكر الزمن الجميل:
تزوجت على سطح المنزل
7 سبتمبر 2006 - 23:36
|
آخر تحديث 7 سبتمبر 2006 - 23:36
تزوجت على سطح المنزل
تابع قناة عكاظ على الواتساب
عبدالله الاحمدي (مكة المكرمة)تصوير: صالح باهبري