جميع من كتب وسبقني بالكتابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز ــ يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته ــ لم يوف سموه جزءا بسيطا من عطائه ومكارمه التي لا تحصى ولا توصف، فهو أكبر بكثير من ذلك، فهو له مواقف فريدة مع والدي ــ يرحمه الله ــ الذي توفي قبل ثمانية أشهر، حيث كان يعمل في القوات المسلحة برتبة عميد وكان على تواصل مع (معزبه) الأمير سلطان طيلة فترة تقاعده، ومن المواقف التي لا تنسى في أزمة الخليج عندما دخل على سموه في مجلسه العامر وبعد السلام عليه طلب أن يلقي قصيدته بمناسبة أزمة الخليج فداعبه سموه ــ يرحمه الله ــ بقوله (ماهي بالمشاعيب يا مجنون)، فقال عليهم اعتبرني يا أبو خالد مجنونا حتى نهاية الأزمة، فابتسم سموه وسمح بإلقاء القصيدة حتى نهايتها، وكان في مجلس سموه القائد عبد الهادي الفلسطيني قائد القوة السعودية في جنوب المملكة عام 1382هـ عندما كان الوالد في القوات البرية السعودية برتبة ملازم ضابط إشارة، وكانت له مواقف جبارة مع قائده عبدالهادي الذي قال بعد نهاية القصيدة يا سمو الأمير العميد عسكر الشيباني من ضباطك الأكفاء في القوات المسلحة فما كان من سموه إلا بالرد بقوله (ليس مستغربا على شعب المملكة ذلك فالعميد عسكر ابن حمولة ويحمل رتبة)، ومن مدات خيراته أنه في أحد الأيام كان سمو الأمير سلطان ــ يرحمه الله ــ يجلس في مزرعته في العواجية في محافظة الطائف وعندما حضر الوالد للسلام على سموه قال (ياطويل العمر أنا اشتريت الإبل وأبيك تشرفنا بحضورك) فقال الأمير سلطان (مادام صرت وبال وايت الإبل من عندي)، فأصبح الوالد يتنقل مع إبله في الصحراء في أماكن الحيا وكل ما ورد على الوايت من إنسان أو حيوان إلا وقال أسقوه من الماء فهذه عطية سلطان جعلها في موازين حسناته له ولوالدينه، هذه هي كلمته دائما وأفصح بها في مكتب سموه للفريق أول علي الخليفة واللواء منوخ أبو اثنين، فما كان علينا إلا الدعاء بالرحمة والغفران لسمو الأمير سلطان بن عبد العزيز ــ يرحمه الله ــ وأن يسكنه فسيح جناته وأن يرحم أمواتنا وأموات المسلمين، فبهذا نرفع التعازي لمقام خادم الحرمين الشريفين وسمو النائب الثاني والأسرة المالكة الكريمة والشعب السعودي النبيل.
العقيد فارس بن عسكر بن عديس الشيباني
مدير شعبة أنظمة الاتصالات في محافظة جدة