اذا ما ذكر التعليم في نجد، فلا بد من الحديث عن مدرستين هامتين يشار اليهما على انهما او احداهما المدرسة النظامية الاولى في منطقة نجد. ثمة سجال طويل حول هذه المسألة، ففي بريدة يجزم الاهالي ان مدرسة «الفيصلية» هي المدرسة الاولى فيما لا تساور اهالي عنيزة اي شكوك في ان مدرستهم «العزيزية» هي المدرسة الاولى.
أيا ما كان الامر فإن للقصيم قصب سبق في تسجيل نفسها على انها ضمت المدرسة الاولى في منطقة نجد بأكملها سواء أكانت العزيزية او الفيصلية.
ويؤكد محمد بن عبدالكريم الحنايا امين الادارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة القصيم ان الفيصلية هي المدرسة الاولى مسترشدا بوثيقة مؤرخة في 29/5/1355 موجهة الى «حضرة الأفخم صاحب السمو الملكي نائب جلالة الملك وموقعة باسم رئيس ديوان جلالة الملك.
نص الوثيقة
«بعد التحية، بالاشارة الى مذكرة سموكم رقم 213 تاريخ 7/5/1355 الجارية حول موضوع تأسيس مدرسة في كل من «الرياض» خلاف مدارس الامراء و «الاحساء» و «القطيف» و«الجبيل» و«المجمعة» و«شقراء» و«بريدة» و«عنيزة» و«حائل»، اتشرف بأن اخبر سموكم بموافقة مولاي صاحب الجلالة على قرار مجلس الوكلاء المتخذ نحو هذا الموضوع فأرجو انفاذ أمر جلالته ودمتم».
غير ان عبدالرحمن البطحي (وهو مؤرخ شهير في محافظة عنيزة) يعتبر ان هذه الوثيقة لا يمكن ان تكون دليلاً على ان الفيصلية هي المدرسة الاولى في نجد: «اذ تضمنت الوثيقة محافظة عنيزة ايضا وهي اشارة الى المدرسة العزيزية التي تسمت اولا بالسعودية».
البطحي الذي يؤكد ان العزيزية بعنيزة هي المدرسة الاولى يوافق فقط على ان الفيصلية: «ربما كانت أول مدرسة تخرج طلاباً».
وعلى أي فقد كانت بداية التعليم في القصيم كغيرها عن طريق الكتاتيب، وكان يقوم على التدريس عالم او مجموعة من طلاب العلم او ممن يجيدون مهارة أو فناً من الفنون في ما كان يعرف بالكتاتيب.
ويقول الحنايا ان الملك عبدالعزيز -رحمه الله- اهتم بالتعليم اهتماما كبيرا: «وقد أصدر رحمه الله مرسوما بافتتاح تسع مدارس نظامية في نجد والشرقية في 29/5/1355 وعهد بتنفيذه الى نائب جلالة الملك».
ويضيف: «كان نصيب مدينة بريدة مدرسة واحدة هي الأولى تحت اشراف مديرية المعارف التي سميت بعد ذلك بـ «الفيصلية» وكان افتتاحهما عام 1356هـ بعدد طلاب تجاوز الثمانين».
موسى افتتحها
علي بن براك البراك مدير مدرسة الفيصلية الابتدائية ببريدة يجزم ان موسى عطار كلف في تلك الفترة بافتتاح المدرسة والاشراف عليها واختار معاونا له هو محمد بن علي بن ربيع من اهالي المدينة ثم انتقل الى المدينة المنورة بناء على طلبه.
ويتابع: «بعدما اختار الاهالي الشيخ عبدالله بن ابراهيم بن سليم في السنة التالية لافتتاحها فتم تكليف الشيخ صالح بن سليمان العمري معاونا للشيخ ابن سليم في المدرسة حتى عام 1367هـ وحينها انتدب الشيخ السليم لفتح مدرسة الرياض «التذكارية» بأمر من الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ثم حل الشيخ صالح العمري مديرا لمدرسة بريدة الاولى».
ويعتقد البراك ان الحفلات التي كان يحضرها العشرات من الاهالي: «كان لها الأثر البالغ في ازدياد اقبال الناس على الحاق ابنائهم في هذه المدرسة»، لافتا الى أن المدرسة الاولى (الفيصلية): «كانت قلب النواة التي سارت عليها المدارس فيما بعد».
سنة التأسيس
اسست المدرسة الفيصلية عام 1356هـ، وكانت تسمى «الأميرية»، وهي كانت عند تأسيسها تطبيقا لنظام المدارس الاميرية وكان ذلك لمدة عام حتى 1357هـ.
ويقول الحنايا انها تحولت من اسم الاميرية الى «المدرسة السعودية» وبقيت على هذا الاسم من 1357هـ وحتى 1367هـ حين جرى تغيير اسمها الى «مدرسة بريدة الاولى» حتى نهاية عام 1369هـ، وهو العام الذي اتخذت فيه اسم «الفيصلية» حتى اليوم.
ويقول الحنايا ان هذا الاسم كان نسبة الى الملك فيصل يرحمه الله.
تتموقع المدرسة الآن في مبنى شرق مالية بريدة، المبنى حكومي ويمتد على مسافة 4000 متر مربع ويبلغ عدد فصولها المهيأة للدراسة 18 فصلا.
اما موقعها الاول فيقول البراك انه كان يقع شمال سوق شعبي للمدينة (المجلس) وكانت اجرة المبنى 80 ريالا وكانت مسحته 400 متر مربع.
بعد ذلك انتقلت الى موقع آخر يبعد قرابة 500 متر عن الموقع الاول شمالا.. وتبلغ مساحته 1200 متر واجرته 120 ريالا وكان ذلك عام 1359هـ.
ويضيف: ثم انتقلت المدرسة الى حي النازية (غرب مستشفى الملك فهد التخصصي ببريدة)، وظلت كذلك حتى انتقالها للموقع الحالي.
ووفقا لما ذكره الشيخ صالح بن سليمان العمري في كابه «التعليم في القصيم من الماضي الى الآخر» فقد خرّجت الفيصلية عددا من الأمراء، منهم سمو الامير عبدالعزيز بن عبدالله بن فيصل ال فرحان وســــمو الامير عبدالله بن فهد بن فيصل آل فرحــان وكيل امين مدينة الرياض سابقا والامراء فيصل وعبدالعزيز الفهد الفيصل وسمو الامير فرحان بن عبدالله آل فرحان وسمو الامير تركي بن فهد والامير محمد بن فهد وناصر بن فهد.
اما المسؤولون فيأتي على رأسهم معالي الشيخ صالح بن عبدالله بن حميد رئيس مجلس الشورى ومعالي الشيخ صالح بن فوزان الفوزان عضو هيئة كبار العلماء والشيخ عبدالرحمن بن عبدالله العجلان رئيس محاكم منطقة القصيم سابقا، والشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن المسند الرئيس العام لتعليم البنات سابقا وحمد بن ابراهيم الرشودي مدير عام الجمارك سابقا ومعالي الدكتور خالد بن صالح سلطان مدير جامعة الملك فهد للبترول ومعالي الدكتور محمد بن سليمان الجابر نائب محافظ مؤسسة النقد ومعالي الشيخ عبدالعزيز بن علي التويجري وكيل الحرس الوطني سابقا والشيخ سليمان بن عبدالله العجاجي نائب رئيس هيئة الرقابة والتحقيق ومعالي الشيخ الدكتور علي بن مرشد المرشد الرئيس العام لتعليم البنات سابقا ومعالي الدكتور عبدالرحمن بن حمد السعيد المستشار بالديوان الملكي والشيخ محمد بن عبدالله العجلان عضو هيئة التمييز ود.فهد بن صــالح سلطـان الأمين العام لمجلس الغرف السعودية وم.احمد بن صالح سلطان امين منطقة القصيم والشيخ علي بن ابراهيم الرشودي مدير عام المجاهدين بالداخلية سابقا ود.احمد بن علي الرقيبة وكيل جامعة القصيم والشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد رئيس محاكم منطقة تبوك والدكتور عبدالحليم بن ابراهيم العبداللطيف مدير عام التربية والتعليم سابقا والاستاذ صالح بن عبدالله التويجري مدير عام التربية والتعليم بمنطقة القصيم حاليا وغيرهم الكثير.
تخرج فيها عدد من الأمراء والمسؤولين
الفيصلية.. المدرسة النظامية الأولى في نجد
28 أغسطس 2006 - 19:46
|
آخر تحديث 28 أغسطس 2006 - 19:46
تابع قناة عكاظ على الواتساب
أحمد ضيف (بريدة)