الإصابات هي الشبح المخيف الذي حرم العديد من النجوم الرياضيين من ممارسة عشقهم وإبداعهم فليس هناك مفصل أو عضلة في الجسم الرياضي وحتى في الإنسان العادي إلا وهي عرضة للإصابة ولمعرفة كيفية تأهيل اللاعب المصاب واعادته للملاعب سالما معافى وكيفية تجنب الإصابات ومسبباتها حاورت الدكتور علي بن يحيى الشبلي أخصائي أول العلاج الطبيعي وتأهيل الإصابات المشرف العام على العلاج الطبيعي وتأهيل الإصابات بصحة عسير حول كل ذلك فماذا قال؟
- في البداية كم هي درجات الإصابة من حيث الصعوبة ؟
الإصابة من حيث الصعوبة ثلاث درجات ففي الدرجة الأولى تأتي تمزقات الأربطة والعضلات وخلوع المفاصل في الدرجة الثانية أما الكسور فتأتي في الدرجة الثالثة .
- ولماذا تصنفون الخلوع والكسور في الدرجتين الثانية والثالثة ؟
الخلوع والكسور في الغالب لا تحصل إلا عندما تكون الأربطة والعضلات المحيطة بالمفصل قد تعرضت للكثير من التمزق والتهتك ولم تعد قادرة على حماية المفصل الذي لايستطيع القيام بدوره على أكمل وجه ويحدث هناك احتكاك في المفصل ويكون الخلع وهكذا .
- وما هي أكثر الإصابات شيوعا بين الرياضيين وأخطرها ؟
أكثر الإصابات في الملاعب الرياضية شيوعا وصعوبة هي إصابات الأربطة بدرجاتها الثلاث ؟
- لماذا ؟
الأربطة والعضلات عبارة عن ألياف بسيطة دوما ما تكون عرضة للتهتك والتمزق .
- إذا أشرح لنا درجات تلك الإصابات ؟
الدرجة الأولى وهي الأقل صعوبة عندما تكون الإصابة عبارة عن تعرض جزء بسيط من تلك الألياف إلى التمزق ومعها يستطيع اللاعب ممارسة الرياضة واللعبة مع شعوره بألم بسيط في موضع الإصابة يعيقه عن أداء مهامه بالشكل المطلوب .
أما الدرجة الثانية عندما يكون ما يمثل 20% من ألياف العضلة والرباط قد تعرض للتمزق والتهتك ومعها لايستطيع اللاعب ممارسة رياضته ويحتاج إلى علاج وتأهيل .
أما الدرجة الثالثة فهو انفصال كامل للرباط وتكون جميع الألياف مقطوعة وغالبا في هذه الحالة لن يكون للعلاج الطبيعي أي نافذة على تلك الإصابة إلا بعد التدخل الجراحي .
- وماذا عن العضلات ؟
كذلك العضلات بأنواعها عرضة للتمزقات خاصة التي تقع تحت التمرين والنشاط الرياضي كالعضلة الأمامية الرباعية وعضلة الفخذ الخلفية الثنائية وعضلة الساق وأسباب ذلك متعددة من ذاتية وغير ذاتية وداخلية وخارجية.
- وما هي أكثر العضلات والأربطة عرضة للإصابة ؟
كل ما لامس الرياضة التي يمارسها اللاعب يكون عرضة للإصابة فلاعب كرة القدم تكون إصابته في القدم والركبة أشهر لأن الجهد عليها أكثر ولاعبي السلة والطائرة أكثر إصابتهم في الكتف لأنهم يستخدمون ذلك المفصل وهكذا.
مشكلة عالمية
- ماذا عن إصابات عضلات الظهر ؟
جميل أنك ذكرت ذلك فهي من الإصابات الأشهر والأكثر تعقيدا وليست على مستوى الرياضيين فقط بل حتى البشر غير الرياضيين يعانون من ألام الظهر لأسباب متعددة وهي مشكلة عالمية ومنها التمزقات كون الظهر مركز الجسم .
- هل للعيوب الخلقية لدى اللاعب دور في حدوث الإصابة ؟
نعم للعيب الخلقي دور في الإصابة ويجعله عرضة لكثرة الإصابات مهما تدخل العلاج والتأهيل فالأمثلة كثيرة فقد ثبت لدى الأجهزة الطبية أن العديد من النجوم تركوا الملاعب لعدم استطاعة علاجهم بسبب العيوب الخلقية التي تجعل من عضلته أو رباطه عرضة للتمزق .
- وما هي أكثر الأربطة والعضلات عرضة للإصابة ؟
من وجهت نظري المتواضعة أن الرباط المتصالب الأمامي وهذا هو أسمه العلمي الأكثر عرضة للإصابة وذلك لأسباب متعددة منها الظاهر ومنها الباطن ونحن نعرف أسبابها وكيفية التعامل معها.
اصابات الرباط
- ولماذا هذا الرباط عرضة للإصابة بشكل دائم ؟
الرباط المتصلب الأمامي بحد ذاته له تركيبة تشريحية معقدة ووضع وظيفي معقد جدا وفي أكبر وأعقد مفصل في جسم الإنسان وهي الركبة فإذا لم يكن هناك إعداد بدني جيد للعضلات المحيطة بهذا المفصل لا يتقوى بها الرباط ولم تكن هناك الملاعب ذات استواء جيد ولا ألبسة يراعى فيها الاعتبارات الطبية والاعتبارات المناسبة للاعب كالأحذية وغيرها ولم يكن هناك الوعي الكافي لدى اللاعب والأجهزة الفنية والإدارية ففي غالب الأمر يكون هذا الرباط عرضة للإصابة.
- اللاعب قد يكون له دور في حدوث لإصابة ولكن ماهو دور الجهازين الفني والإداري في ذلك ؟
هناك البعض من الأجهزة الإدارية والفنية تطلب من اللاعب مزاولة النشاط الرياضي وهو ليس في كامل جهازيته واستعداده بعد إصابة بسيطة فغالبا ما يكون الرباط المتصالب عرضة للإصابة ومع الأسف فان رحلة العلاج ليست بالقصيرة ولا البسيطة .
- ولكن هنالك بعض اللاعبين يخضعون للجراحة والعلاج والتأهيل ومع الأسف لا يستطيع العودة للملاعب ماهي الأسباب ؟ وأين يكمن الخطأ ؟
ليست عملية العلاج والتأهيل محصورة في طبيب جراح أو أخصائي العلاج الطبيعي أو الفنيين فقط فالجميع يشكل فريق عمل متكامل بجوار اللاعب ذاته ومدربه والجهاز الفني والاداري فالطبيب لاينتهي عمله عند حد إجراء الجراحة بل يتواصل مع أخصائي العلاج الطبيعي والتأهيل والذي بدوره يجب أن يأخذ بمشورة الجراح كونه أول شخص تعامل مع موضع الإصابة وشاهدها بالعين المجردة .
استعجال العودة
-عرفنا دور الجراح وأخصائي العلاج ولكن ماهو دور المدرب والأجهزة الفنية والإدارية واللاعب ؟
دور الأجهزة الإدارية والفنية دور هام وذلك بعد الاستعجال على عودة اللاعب للمشاركة قبل تأهيله التأهيل الكامل فهناك من يشرك اللاعب ولم يكتمل تماثله للشفاء من أجل حصد البطولات وحسم اللقاءات الحاسمة والهامة فيعود ذلك سلبا على اللاعب نفسه وربما تعاوده الإصابة وبشكل أقوى واللاعب كذلك يجب أن يتحمل المسئولية ومعرفة برنامجه التأهيلي وأن ينتظم في الجلسات العلاجية وأن لا يزاول اللعبة إلا بعد إنهاء فترة التأهيل وسماح الجهاز الطبي المشرف على علاجه بذلك.
- اذا حدثت الإصابة لاسمح الله فكيف يمكن التعامل معها ؟
اللاعب عندما يتعرض لإصابة يشكو من ألم في موضع الإصابة فما على المعالج سوى النظر إلى ذلك الموضع فان وجد به تورم وانتفاخ فليعلم بان هناك أمر غير طبيعي خفيف أو قوي وهذا هو المعيار الأول .
- لكن لو كان اللاعب صاحب بنية جسمانية قوية كيف نفرق بين التورم والعضلة ذاتها ؟
الأمر بسيط وما على المعالج سوى النظر لموضع الإصابة والجزء المقابل له في الجهة الأخرى فإذا وجد اختلاف فهناك إصابة وان لم يكن هناك اختلاف فلا وجود للإصابة.
تحديد الاصابة
- وكيف يتم معرفة مدى قوة الإصابة وإمكانية عودة اللاعب للمشاركة من عدمها ؟
بعد وضع الثلج على موضع الإصابة تجرى للاعب اختبارات سريعة بالوقوف والحركة فان تجاوزها فباستطاعته المشاركة وان لم يتجاوزها فالإصابة قوية وخصوصا إذا كان اللاعب يصرخ بقوه وهناك استفراغ وحالة غير طبيعية تصدر من اللاعب لا شعوريا فمعنى ذلك أن الإصابة قوية للغاية ويجب نقله بالإسعاف فورا لأقرب مستشفى .
- هل للإرهاق والإجهاد دور في حدوث الإصابة ؟
بالطبع فهناك إجهاد ذهني وفكري وإجهاد بدني فإذا كان اللاعب في حالة إجهاد وإرهاق سواء ذهني أو بدني فان كل يؤثر على الأخر فهناك ترابط بينهما وقد يتعرض اللاعب للإصابة من جراء ذلك ويكون هو المتسبب فيها دون أن يلتحم معه أي منافس أخر والسبب الإرهاق الذهني والبدني وبكل شفافية أرى انه يجب عدم إرهاق اللاعب بكثرة المشاركات في المنافسات وأنا من ناحية طبية أطالب بتفريغ لاعبي المنتخب حتى يتم إعدادهم ذهنيا وبدنيا ونفسيا وإبعادهم عن الضغوط التي قد تؤثر على أداءهم فالمهمة الوطنية أهم من الدفاع عن ألوان الأندية المختلفة التي نكن لها الاحترام لكن الوطن أهم .
- وماذا عن زيادة الوزن ؟
اللاعب إذا لم يكن ذو وزن مثالي فانه لن يستطيع العطاء وسيتعرض للإصابة بسرعة وربما قبل الدخول في المنافسة وما أعرفه أن الأجهزة الطبية والفنية في الأندية والمنتخبات الوطنية لأتسمح للاعب بالمشاركة إلا ذا كان صاحب وزن مثالي.
الفترة المثالية
- دعنا نسألك عن فترة إعداد اللاعب أو الفريق المناسبة قبل بدأ المنافسة أو الموسم الرياضي وهل هنالك اختلاف بين الإعداد لمنافسة خلال الشتاء والإعداد لمنافسة خلال الصيف ؟
الفترة المناسبة لإعداد اللاعبين والفرق تتراوح مابين 8 أسابيع إلى 12 أسبوع أما الإعداد للمنافسة خلال الشتاء وخلال الصيف فهناك فرق وكل مايجب هو إعداد اللاعب والفريق في نفس أجواء المنافسة وبفترة كافية حتي تتأقلم العضلة مع الأجواء وأن لا يحدث لها أي تقلصات أو تمزقات من جراء عدم تكيفها مع الطقس والعضلة في الشتاء تكون أكثر عرضة للتقلص ثم التمزق إذا لم يتم إعداده الإعداد الجيد ولا يجب إجراء التمارين وعمليات الإحماء في الصالات المغلقة ومن ثم أداء المنافسة في الأجواء الباردة المكشوفة كون العضلات كانت في تيار حار ومن ثم تتعرض لتيار بارد مما يؤدي للتقلص ومن ثم التمزق أما الصيف فغالبا ما تكون أجواءه مناسبة ولكن يجب التعود على تلك الأجواء .
اعداد حسب المسافة
- وماذا عن إعداد فرق العاب القوى ؟
بالنسبة لألعاب القوى فيتم الإعداد لكل منافسة حسب مسافتها وحسب قوتها وجهدها فالمسافات الطويلة يكون الإعداد لها طويلا والمسافات القصيرة يكون الإعداد لها قصيرا وبشكل سريع والألعاب الأخرى كل حسب قوة المنافسة.