لحظة من فضلكم، لم تعد المسألة تتعلق بخلاف في وجهات النظر، ثمة طرف ما يبحث عن صورة أخرى للنقاش، قد لا يكون له علاقة مباشرة بالمختلفين هنا أو هناك، لم تشاهدوا صورته في الجرائد، ليس عضوا دائما في أحد منتديات الإنترنت، يعتقد أن المسألة لا تستحق كل هذا العناء، وأن الحرق أو التهديد بالتصفية الجسدية هو السبيل الأمثل لإقناع جميع الأطراف بالرأي الذي يحمله، يظن أن الآخرين يجب أن يشاركوه في هذا الحمل الثقيل (رأيه!) كيلا يكون الشخص الوحيد الذي يشقى بتعصبه!.
حريق خيمة النادي الأدبي في الجوف شرارة صغيرة يمكن أطفاؤها بنفخة واحدة، ويمكن أن تتحول إلى نار عظيمة إذا اشتدت الريح، من الخطأ تحميل اتجاه معين مسؤولية هذا العمل الإرهابي فالإرهاب لا اتجاه له ولا دين، ومن واجب الجميع إدانة هذا الفعل الشنيع وإيضاح موقفهم من فكرة تحدي القانون العام.
ليس ثمة مواطن سليم العقل يسعده أن يكون العنف والإرهاب هو اللغة التي سوف تسود الحوار الثقافي في وطنه، مهما كان موقف هذا المواطن من الأندية الأدبية، حتى لو كان يكره جميع المثقفين ويشك في نواياهم، إلا أنه يدرك أن الحلول العنيفة هي عمل غير وطني، وحدها العقول التي دمرها التعصب تحاول أن تختطف الحوار وتلقي بجميع المتحاورين والمستمعين في قلب النار، وقلب النار لا ينبض إلا حين تسود القلوب.
لقد أوضح سماحة المفتي أن هذا العمل الإرهابي منكر وخطر، فالمسألة لا تتعلق بحجم الحادثة ونوعها، إنها مسألة مبدأ، هذا تحد صريح للدولة والمجتمع.. ولن يكون الأمر مريحا إذا ما أدانته مجموعة صغيرة بينما تسعى مجموعة أكبر لتهوين الأمر، إنها مسألة لا تحتمل المناورات الإعلامية أو الحديث بنصف لسان، فتجاهل الإرهاب الصغير يعني ترحيبا ضمنيا بالإرهاب الكبير .. فهل نسمع مزيدا من الأصوات التي تدين بوضوح هذا العمل الإجرامي وخصوصا تلك التي عرفت بطرحها الوسطي؟!.
أما الأصوات التي تحاول تغطية الجريمة من خلال البحث عن مبررات لهذا الفعل فهي بلا شك شريكة في الجريمة، بل إنها محرض علني لاتخاذ الحرق والتدمير وسيلة لفرض أفكارها بالقوة، فيما مضى .. كان بالإمكان تفسير سلوك البعض بالتعصب والجهل حيث كانت المسألة لا تتخطى رفضهم أي شكل من أشكال الحوار، أما حين يروجون لمثل هذه الأفعال ويحجمون عن إدانتها فهم بالتأكيد محرضون متعصبون ينتظرون اللحظة التي تستيقظ فيها كل الخلايا النائمة!.
ترى هل نحن بحاجة لأن يموت شخص ما في حريق خيمة نادي الجوف الأدبي كي نتفق أن هذا الحريق عمل أرهابي شنيع؟!.


Klfhrbe@gmail.com

للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة