أصبحت الدعوة للإصلاح في شتى أمور الحياة شعار الأغلبية والكل ينادي به والهدف الذي يسعى له، وهذه ظاهرة صحية وجميلة إذا كان المطلب واقعياً وله تأثير في الإصلاح والعمل من أجل هدف سامٍ يخدم هذا المجتمع الكبير في ظل إطار ديني واجتماعي وعادات تقليدية فيها آمال وتطلعات الأغلبية.. حتى أن هناك أناساً ينادون حسب توجهات الآخرين ومع المثل كما يقول «مع الخيل يا شقرا» ولكن مجرد فلسفة وحوار لا معنى ولا طعم له..
وهنا أقول بأن المشاركة والطرح من نقد هادف أو اقتراح من أجل الإصلاح في مختلف الأمور يفترض احترامه والاهتمام به والسعي من أجله..
ولكن الإصلاح الحقيقي أولاً هو إصلاح النفس حتى تكتمل عوامل الإصلاح الأخرى. النفس وماذا في داخلها وكيف عملت وتتعامل في ظل العلاقة والزمالة والجيرة والقرابة والتواصل.. هل كان لها دور في إحياء مثل هذا أو العمل من أجل الاهتمام به.. هل نحن كبشر نقوم بتقييم ما لنا وما علينا من خلال توجهات وتحركات النفس..
أشياء وأشياء تمر بنا في هذه الحياة من آلام ومرارة وكراهية وبغض وحسد وعدم تواصل، ماذا قدمت النفس وما هي خطتها الاستراتيجية نحو ذلك..
لماذا نعلق شعارات الإصلاح ويطول الحديث والطرح حولها ونحن من داخل أنفسنا لم نقم بشيء يذكر في التغيير والإصلاح الداخلي حتى نتمكن من العمل الجاد الصادق فيه المحبة والإخاء والعلاقة والود والتكاتف والاحترام.. الدين والمبادئ القيمة والعادات والإطار الاجتماعي هي الشعار الصادق..
وقبل ما نحلّ ونفكر في ما حولنا الأهم ما في داخلنا إصلاح وإصلاح والذي يعد أولاً في الاهتمام والتأمل وإعادة النظر في مثل هذا المسار واللهم اجعله لنا صلاحاً دائماً داخلياً في أنفسنا ثم نجاح الإصلاح في أعمالنا واهتمامنا وأمور حياتنا.. ودائماً وقفة التأمل لإصلاح النفس ومراجعة الأمور تتيح الفرصة لإعادة ومعالجة الأمور في زمن الوفاء والمحبة والصدق إن شاء الله..
* شواطئ صيفية :
- هناك محلل مالي وآخر رياضي وقد يكون اجتماعياً أو غيره ولكن يبرز المنظر المدعي للإصلاح وهو لم يصلح نفسه داخلياً ويصول ويجول بدون نكهة.
- للإصلاح ثوابت وشروط وحقائق والذي يطالب بها يتأكد من سجله في إصلاحه الداخلي إصلاح النفس ويدعي ويحكي..
- دعواتنا دائماً بالصلاح والفلاح لنا وللذرية ولكل المصلحين.. اللهم آمين.
إصلاح النفس أولاً ؟
5 يوليو 2006 - 19:54
|
آخر تحديث 5 يوليو 2006 - 19:54
تابع قناة عكاظ على الواتساب