بعد خمسة أعوام على تطبيق نظام العمرة الجديد هل تحققت الرؤية الواقعية لنجاح موسم العمرة؟.. ما هي الإيجابيات التي أثمرها هذا التنظيم؟وما هي السلبيات التي طفت على السطح؟وما الدوافع التي أجبرت وزارة الحج على سن تشريعات جديدة مع بداية موسم العمرة السادس وأدت إلى خروج أكثر من 100 شركة عمرة محلية من السوق؟ولماذا قفز رقم متخلفي العمرة في نهاية موسم العمرة الماضي إلى 451 ألف معتمر. أسئلة كثيرة ومتعددة طرحناها في ندوة عكاظ بمكتب مكة المكرمة والتي حضرها عدد من المسئولين و أصحاب شركات العمرة المحلية.. فكانت هذه التفاصيل:
عكاظ: كيف ترون نجاح نظام العمرة؟ وما هى سلبياته وايجابياته؟
- د. أسامة البار: نظام العمرة الجديد جاء نتيجة حتمية لمعالجة المشكلات والمعوقات التي حدثت في مواسم العمرة الخمسة السابقة، وأن هذا التنظيم خضع للكثير من الدراسات والنقاشات بغية الوصول به إلى أقصى درجات الكمال، لاسيما أن الرؤية الحقيقية للعمرة كما أعلنها وزير الحج السابق إياد بن أمين مدني حينما تم إقرار نظام العمرة من قبل مجلس الوزراء تتلخص في تقديم خدمات راقية وعالية الجودة والمستوى وذلك بهدف خدمة ما لا يقل عن مليون معتمر شهرياً و عشرة ملايين معتمر سنوياً، ومنذ ذلك الحين ووزارة الحج تحاول جاهدةً النهوض بهذا القطاع بدعم شركات العمرة المحلية والوكلاء الخارجيين، وطوال الخمس السنوات طفت على السطح الكثير من القضايا والأمور الهامة، منها قضية تخلف المعتمرين حتى وصل الرقم في نهاية موسم العمرة الماضي 1426هـ إلى 451 ألف معتمر وهو رقم كبير مرعب أي ما يعادل 16% من أعداد المعتمرين الذين قدموا لأداء العمرة تخلفوا عن العودة إلى أوطانهم.
8 أسباب للتخلف
- د. أمين فطـاني: وزارة الحج بذلت جهوداً طيبة وملموسة وهي محل تقدير، ونحن في مجلس المنطقة نتابع أوضاع الشركات والمؤسسات المتضررة من تنظيم العمرة ونشير هنا الى أن هناك أسبابا عدة لتخلف المعتمرين، ومسئولية الحد من تخلفهم مشتركة من قبل الجميع.. وكل الجهات المشاركة في العمرة معنية بمكافحة ذلك، أما أسباب تخلف المعتمرين فهي واضحة لعل أهمها البحث عن عمل، و انتظار الحج، أو من اجل العلاج، أو بغرض التسول، وكذلك هناك اغراض غير اخلاقية.
نظام البصمة
عكاظ: شركات العمرة متهمة بالتسبب في تخلف المعتمرين ما هي الحلول للقضاء على المشكلة؟
- سعد جميل القرشي: الحلول تتمثل أولاً في ضرورة عمل دراسات دقيقة عن أسباب التخلف والتي تتلخص في تحديد نسب المتخلفين مع ذكر النسبة لكل سبب وذلك لتحديد السبب ونسبته ومن ثم إذا عرف السبب فسوف يتم وضع الحلول الصحيحة لمعالجته، وثانيا هناك نسب لا يستهان بها من المتخلفين بقصد العمل والتسول واغراض غير أخلاقية.
- د. البار: نظام البصمة يجري العمل على تنفيذه من قبل لجنة في وزارة الداخلية وفي مركز المعلومات الوطني ويجري البحث عن بدائل عدة وخيارات متعددة لتطبيق هذا النظام، لكن مشكلة التخلف لا بد لها من معالجات دقيقة بتعاون وتكاتف الجميع، وزارة الحج بتنظيماتها ليس في وسعها الحد من تخلف المعتمرين، وكذلك شركات العمرة والوكلاء الخارجين لأن المسئولية كبيرة وتحتاج إلى دراسات معمقة تحدد المسئوليات وخطوط تقاطعها بشكل دقيق.
أصواتنا لا تصل
-خالد أبو ملحة: المشكلة الحقيقية أن أصواتنا لم تصل للمسئولين في وزارة الحج وفي كل مرة يلقون باللائمة على مؤسسات العمرة ويطبقون غرامات وعقوبات لم ترد في النظام مطلقاً، وأنا هنا أقول بصوت عالٍ أن سبب مشكلات العمرة ترجع لاجتهادات خاطئة أضرت بشركات ومؤسسات العمرة المحلية، من ضمن المشكلات التي تعيقنا عن العمل هي عدم وجود جمعية مهنية قطاعية تمثل قطاع العمرة وتنظم العلاقة فيما بين شركات ومؤسسات العمرة والقطاع الرسمي و عدم تفسير وشرح مواد كثيرة باللائحة مثل المادة الخاصة بالعقوبات والجزاءات و اعطاء الوكيل الخارجي دورا مهيمنا في نظام العمرة، وعدم مراجعة اللائحة حسب نص التنظيم كل ثلاث سنوات.
الخصم والحكم
-خالد الهويدي من ضمن المشكلات التي تواجهنا قيام وزارة الحج بإيقاف 100 شركة عمرة محلية الأمر الذى دفع المتضررين للجوء للجهات المختصة لمقاضاتها على هذا الإجراء، كما أن اللجنة الثلاثية المكلفة بالنظر في المحاضر التي تقول عنها وزارة الحج أنها مخالفات وتطبق بموجبها الغرامات المالية ترأسها الوزارة وبعضوية وزارة التجارة وإمارة المنطقة وفي الغالب الرأي المرجح هو رأي وزارة الحج بمعنى أنها الخصم والحكم في ذلك.
الافتراش المشكلة المزمنة
عكاظ: لكن شركات العمرة متهمة ببيع التأشيرات والتورط في عدم توفير اسكان للمعتمرين مما فاقم الافتراش؟
- أحمد عبد الرحمن كريشان: هناك عدد من الأسباب الحقيقية للافتراش منها التساهل مع المعتمر الذي يحرص هو بنفسه على الافتراش و كذلك عدم وجود آلية لمعاقبته على خطئه هذا بالرغم من قيام المؤسسات والشركات بتوقيع عقود إسكان في فنادق متفق عليها مع الوكيل الخارجي ومدونه في عقد كل معتمر، كما أنه هناك أسباب منها التغرير بالمعتمر من قبل الوكيل داخل بلده واختلاف السكن عن البرنامج المسجل بالنظام الآلي بسبب الوصول بموسم أو موعد، وكذلك عدم التزام المرخص له بتحقيق برنامج السكن المسجل بالنظام، و من أهم الحلول التي نطالب بها ضرورة الإيعاز إلى وسائل الإعلام المختلفة وشركات النقل برا وبحرا وجوا بالمساهمة الفاعلة في بث برامج توعية أثناء الرحلات للتوعية بمخاطر الافتراش و أن تتولى اللجنة الوطنية للحج والعمرة في حال إنشائها آلية للسكن المؤقت للمعتمرين.
محاضر غير دقيقة
- سعد الصائغ: هناك مشكلات أخرى نعاني منها وتؤدي إلى افتراش المعتمرين منها أن لجان وزارة الحج تقوم بتسجيل محاضر غير دقيقة وبالتالي تطبق غرامات مالية علينا، ونحن هنا ندعو إلى ضرورة اعتماد آلية عقاب للمعتمر نفسه سواء كان السبب هو او المرخص له بخدمته وتسكينه فهناك جهات يستطيع المعتمر اللجوء اليها وأخذ حقه اضافة لضرورة اعتماد الافتراش كمخالفة يعاقب عليها القانون وغيرها مثل التسول والتخلف، كما أنها من الضروري جداً ختم عبارات توضح ان الافتراش مخالفة يعاقب عليها القانون على جواز المعتمر.
- الدكتور فؤاد أزهر: هناك أخطاء كبيرة تتمثل فى عدم تطبيق مبدأ الشراكة مع مؤسسات العمرة، خذ مثلاً مسألة الافتراش نجد أن هناك غرامة للشركات المخالفة دون أن يكون هناك تنويه عن الافتراش بأنه من ضمن المحاذير المعلنة على الوافدين بالمملكة، فضلاً عن وجود أمور تساعد على تنامي ظـاهرة الافتراش ومنها توفر الإعاشة والصدقات بساحات الحرمين مجاناً، وهناك مخالفات نتيجة عدم وجود حجز مؤكد للمعتمر وهي مسئولية الوكيل الخارجي وبالتالي عدم قدرته على السفر في الموعد المحدد، وأضاف نحن لا نبرّئ شركات العمرة هناك أخطاء ومخالفات ولكن المطلوب أن يكون لدى الوزارة رغبة جادة في إيجاد شراكة حقيقية لتحقيق النجاح.
«4» ملايين معتمر
- سعد القرشي و ضيف الله الصالحي: وزارة الحج الآن وفي الموسم السادس بدت مرنة نوعاً ما، على الرغم من قيامها بإيقاف 100 شركة محلية، ونتيجة لهذه المرونة هناك زيادة مقدارها 24% في أعداد المعتمرين القادمين من خارج المملكة عن نفس الفترة في العام الماضي ونحن نتوقع وصول عدد المعتمرين إلى 4 ملايين معتمر.
- محمد أبو ملحة: يبدو الأخ سعد القرشي متفائلاً شيئاًَ كثيراً، من واقع الإجراءات الحاصلة وخروج عدد من شركات العمرة المحلية من السوق فإن أعداد المعتمرين القادمين لن تتجاوز بنهاية الموسم 2 مليون معتمر، ويجب أن يفرق المسئولون بين التأشيرات الممنوحة والعدد الفعلي القادم الذي استفاد منه البلد.
أسباب الفشل
- عكاظ: طالما كل هذه السلبيات موجودة فما هي أهم الأسباب التي أدت إلى عدم نجاح موسم العمرة؟
الدكتور أمين فطاني: هناك سلبيات متعددا منها عدم فهم بعض الشركات والمؤسسات بتركيبة البرنامج السياحي من خلال أول عامين من عمر التنظيم. التنافس بين شركات ومؤسسات العمرة أدى إلى المضاربة بالاسعار مما أثر على نوعية الخدمات. حداثة التنظيم وتضارب التعليمات ادى الى فقدان الشركات والمؤسسات جزءا كبيرا من مدخراتها مما نتج عنه خسائر مالية .
- الدكتور أسامة البار: من أجل تجنب كل هذه الخسائر طبقت وزارة الحج آلية جديدة تستند على الملاءة المالية لشركات العمرة المحلية والخبرة الإدارية لأن الواقع كان يؤكد عدم قدرة بعض الشركات على إجراءات الترتيبات المناسبة لخدمة المعتمرين بالشكل المطلوب ومن بينها حجوزات الفنادق واستئجار الطائرات وغير ذلك ومن المؤمل أن تفضي هذه التنظيمات الجديدة التي أقرتها وزارة الحج إلى التسهيل على المعتمرين وخدمتهم بشكل أفضل وأشمل وأسهل.
- الدكتور محمد أمين فطاني: في مجلس المنطقة نحن نعمل على دراسات متعددة لخدمة هذا القطاع، ومحور الحج والعمرة في المجلس سيحقق الكثير من النتائج الإيجابية، ولكن على الشركات أن توحد جهودها وأن تحقق الأهداف التي دعت لتطبيق موسم ناجح للعمرة.
فنادق مؤجرة للوكلاء الخارجيين
- ضيف الله الصالحي: من ضمن المشاكل التي تعترض طريقنا هي مسألة احتكار الفنادق لأن العاملين فيها من الوافدين حيث لا يمكننا مطلقاً عمل حجوزات وتوفير هذه الخدمة للوكيل الخارجي، حيث تقوم الفنادق ودور الإيواء وشركات النقل بإجراء اتصالاتهم بشكل مباشر بالوكلاء الخارجيين حيث أصبحت تباع الغرفة في الخارج بنصف القيمة التي تباع بها في محيط الفندق بأرض الحرمين مع عدم توفير حجوزات.
- محمد كريشان: لقد عجزت عن إجراء أية حجوزات في فنادق الخمسة نجوم المحيطة بالحرم الشريف، رغم إبلاغي لهم استعدادي للدفع المقدم لكن المشكلة الحقيقية أن هذه الغرف محجوزة وهميا لصالح الوكلاء الخارجيين، المشكلة تتعدى هذا أيضاً حتى شركات النقل اصبحت تبيع حجوزات النقل داخل محيط الفندق وتعطي للوكيل الخارجي مميزات لا يمكن أن نحصل عليها لنا في الداخل.
المشاركون في الندوة
الدكتور أسامة البار عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج.
الدكتور محمد أمين فطاني رئيس محور الحج والعمرة بمجلس منطقة مكة المكرمة.
سعد جميل القرشي نائب رئيس لجنة الحج والعمرة بمجلس الغرف السعودية.
سعد الصائغ رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة.
أحمد كريشان رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية الصناعية بغرفة جدة.
خالد الهويدي نائب رئيس لجنة الحج والعمرة بالغرفة التجارية الصناعية بمكة المكرمة.
ضيف الله الصالحي صاحب شركة عمرة.
محمد أبو ملحة صاحب شركة عمرة.
د . فؤاد أزهر صاحب شركة عمرة.
اتهامات متبادلة بين أصحاب الشركات والمسؤولين في «ندوة عكاظ»
خلافات حادة حول نجاح موسم العمرة والمسؤول عن التخلف والافتراش
26 يونيو 2006 - 20:10
|
آخر تحديث 26 يونيو 2006 - 20:10
تابع قناة عكاظ على الواتساب
أدار الندوة: فالح الذبياني( مكة المكرمة)