يعقد اليوم في الرياض اللقاء الأول لمعبري الرؤى والأحلام الذي تنظمه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، بمشاركة علماء الشريعة والأكاديميين والأطباء النفسيين والمتخصصين في هذا المجال. وأوضح وكيل الوزارة لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السديري، أن اللقاء يهدف لدراسة واقع تعبير الرؤى، ومعالجة السلبيات، وتقديم ضوابط شرعية وتنظيمية للمعبرين، مشيرا إلى أنه يتناول عدة محاور، أهمها؛ النظرة الشرعية والدعوية والاجتماعية والطبية والنفسية لتحرير مصطلحات وتحديد مفاهيم الرؤى والأحلام، كما يتم التطرق لهذا العلم وتاريخه وواقعه، ويقام لقاء آخر يحدد موعده لا حقا للرقاة الشرعيين. نوه باللقاء الأول لمعبري الرؤى والأحلام دخلاء المهنة من جانبه، يؤكد مفسر الأحلام والأستاذ المشارك في كلية المعلمين في الرياض الدكتور محمد بن إبراهيم الرومي، أن مثل هذه اللقاءات مهمة في ظل تهافت البعض على المشعوذين، ومن لا يملكون العلم الشرعي لتفسير رؤاهم وأحلامهم، محذرا من دخلاء المهنة والمتاجرين بها، ومدعي التعبير من المتعالين والجهال وأهل الكذب والشعوذة والخرافة الذين يدعون علم الغيب، ويروجونه على الناس بدعوى تعبير المنام، مشددا على أهمية دور وسائل الإعلام في تنوير الناس تجاه مثل هذه القضايا، ودعم مثل هذا اللقاءات العلمية.
الظنية والقطعية
ويوضح مفسر الأحلام الدكتور صابر شحاته محمد أن علم تفسير الأحلام ظني وليس قطعيا، لأن المفسر مهما توقع حدوث الرؤيا فإن الله يقدر كل أمر، لكن الشيخ صابر يشير إلى أن الرؤى بحسب ما تعبر فإنها تقع في الغالب، مطالبا بالتوسط في تفسير الأحلام، فلا يكون مغاليا في تفسيره ولا يكون مفرطا، موضحا أنه ليس شرطا أن التفسير يقع على أول تأويل للرؤيا، مناديا بتمكين أهل التخصص والعلم عند تفسير الرؤى، محذرا من خطورة الخوض في تفسير وتعبير الأحلام بغير علم، لقول الله عز وجل: {ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب، إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون}، مطالبا من أراد أن يفسر حلما باختيار من لديهم علم وتخصص ودراية بهذا العلم، حتى لو كان التفسير خاطئا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم وسلم: «إن الرؤيا على جناح طائر إذا فسرت وقعت»، مشيرا إلى أن أغلب الظن في بعض الرؤيا تقع حتى دون تفسير، مع الأخذ بأن كل شيء بقضاء الله وقدره، وأن التفسير إنما هو بمثابة الرادار، فالمفسر عليه أن يعطي ما لديه والله سبحانه إذا أراد أمرا فلن يستطيع أحد أن يرده، مشيرا إلى أن الله قد يشرح صدر المسلم بالتفسير لرؤياه، وفي هذه الحالة عليه أن يستفتي قلبه لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «استفت قلبك ولو أفتاك الناس وأفتوك»، ما دام قلبه أرشده فعليه الأخذ به.
وأوضح أن هناك قواعد كثيرة ومناهج متعددة في الرؤى، اعتماد المعبر في التفسير على كتاب الله سبحانه وتعالى: {ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة}، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم أقوال الصحابة -رضوان الله عليهم- والتابعين، ثم العلوم الخادمة لعلم تفسير الأحلام، مثل علم النفس التربوي وعلم البرمجة اللغوية العصبية.
وتطرق الشيخ صابر إلى الفروق بين الرؤى وأضغاث الأحلام، موضحا أن الحلم يشمل الاثنين، وأن كل خير يأتي للمسلم فهو رؤية، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «الرؤيا الصالحة من الله»، أما أضغاث الأحلام فهو حديث النفس كأن يفكر الشخص في مسألة معينة ثم ينام ويرى أن نفس الموضوع قد طبع ونقل طبق الأصل، فالعقل الباطن هنا قام بتخزينه ثم نقله مرة أخرى أثناء نومه.
الرؤيا والمبشرات
ويؤكد الداعية الدكتور محمد راتب النابلسي أن الرؤى بالقرآن واردة، موضحا أن الرؤيا الصالحة من المبشرات، يراها الرجل الصالح أو ترى له، وأن الرؤيا أسلوب من أساليب الاتصال المباشر بين الله والمؤمنين، مشيرا إلى أن الرؤيا لا يمكن أن يبنى عليها حكم شرعي، بل هي للاستئناس وليس ليبنى عليها حكم شرعي، كما لا يبنى عليها تقييم للأشخاص.
وأوضح أن بعض العلماء قال: من أراد أن يفسر الرؤيا عليه أن يتقن فهم القرآن والسنة واللغة العربية واشتقاقاتها، وكثيرا من العلوم الاجتماعية والنفسية، وأن يعرف أصول التعبير، ويدرك أحوال السائلين، لأن هناك أشياء كثيرة تدخل في تفسير الرؤيا.
للتعبير قواعد
ويحذر الشيخ صالح بن محمد بن حسن الأسمري البعض الذين يلجأون لكتب تفسير الأحلام لتعبير رؤاهم، موضحا أنه لا يجوز ذلك، لدخوله في عموم القول بلا علم، مشيرا إلى أن تعبير الرؤى والأحلام علم قائم، له أصوله وقواعده، مع ارتباطه بعلوم الشريعة، موضحا أنه قيل للإمام مالك رضي الله عنه: أيعبر الرؤيا من لا علم له بها؟ فقال رضي الله عنه: أبالنبوة يلعب؟، موضحا أن تعبير الرؤى والأحلام تختلف باختلاف الأشخاص والأحوال، والأزمان وأوصاف الرائين، فعلمها غويص يحتاج إلى مزيد معرفة بالمناسبات.
تنظيم تفسير الأحلام
17 أبريل 2009 - 20:00
|
آخر تحديث 17 أبريل 2009 - 20:00
تابع قناة عكاظ على الواتساب
طالب بن محفوظ، عبدالله الداني، ياسمين الحمد ـ جدة، فوزية الشهري ـ الطائف