أجبرت ندرة الفرص الوظيفية والمهنية أمام عدد من الفتيات من حملة البكالوريوس على الخروج عن المألوف وتخطي حاجز «العيب» بعد انحسار الخيارات الوظيفية أمامهن في مجالات تخصصاتهن الجامعية و امتهانهن العمل في مجال الحراسات الأمنية في المراكز التجارية. وبالرغم من عدم قبول تلك المهنة بين فئات المجتمع للفتيات إلا أن الحاجة الماسة في توفير مصدر دخل ثابت يغني عن السؤال كانت الدافع الأقوى وراء توجههن الإجباري-إن جاز التعبير-. تقول فاطمة الشمراني المتخرجة من كلية المعلمات توظفت قبل تسعة أشهر في الشركة الأمنية وتم تعييني كحارسة أمن في أحد المراكز التجارية، وحول الدافع وراء امتهانها الحراسة الأمنية أشارت إلى أن عدم توفر وظائف في مجال تخصصها كان السبب الرئيسي في عملها كحارسة . فمن المفترض أن أكون مدرسة حسب تخصصي في الكلية ولكن الضغوط المادية والظروف الصعبة قلصت الخيارات أمامي ، مضيفة أن المجتمع قد لا يقبل و جود حارسات أمن و ربما ينظر إليهن بنظرة دونية ولكن لا يهمني هذا الأمر طالما أني أكسب رزقي بالحلال ولا أمد يدي إلى الغير ولوكانت هناك مجالات أخرى متاحة لما أضطررت للعمل حارسة أمن. وتردف منيرة العصيمي قائلة: أغتاظ كثيرا حينما يسألني أحد عن مؤهلاتي ووظيفتي فالعديد من الناس قد يصدرون الأحكام دون أن يعرفوك، فبعد تخرجي من قسم الخدمة الاجتماعية تمنيت أن أعمل في مجال تخصصي إلا أني لم أجد فرصة وظيفية في المستشفيات أو المدارس لندرتها.
وتضيف منيرة سمعت عن الوظيفة عن طريق إحدى صديقاتي فتقدمت لها وتم قبولي وشعرت بالسعادة حينها والأسى في نفس الوقت، فسعادتي كانت بالحصول على الوظيفة و سد جزء من الحاجة المادية، إلا أن حزني الأكبر كان على شهادتي التي لم استفد منها سوى ضياع سنوات عمري.
المشرف العام في شركة الحراسات الأمنية بأحد المراكز التجارية على الزهراني يقول: هناك إقبال من قبل السيدات للعمل كحارسات أمن وغالبية الفتيات يحملن شهادات جامعية ولكن هناك اتفاقيات مع المراكز التجارية حيث يطالبون بعدد معين من الحارسات لذلك لانستطيع التحكم في توظيف السيدات إلا حسب المطلوب. مضيفا أن الحارسة لا تختلط بالرجال فهي تعمل في الأماكن المخصصة للسيدات و بما أن الأسواق تكتظ بالسيدات فتواجد الحارسات أمر مهم للغاية ،حيث يمكنهن الوصول إلى الأماكن التي قد لا يصل إليها حارس الأمن مثل دورات المياه والمصلى المخصص للسيدات فتلك الأماكن بحاجة ماسة إلى وجود حارسات أمن في حال إذا ما نشب عراك بين السيدات أو سرقة و ما إلى ذلك من الأمور التي تستدعي تدخل طرف لحلها.