جاء في الحديث النبوي أن اليد «العليا» كناية عن اليد التي تعطي، خير من اليد السفلى, كناية عن اليد التي تأخذ، ولكن الحديث الشريف وصفهما بأن في كليهما خيراً، ولكن صفة الخير لليد العليا ولليد السفلى لا يمكن أن تتحقق إلا إذا كان عطاء اليد العليا لوجه الله تعالى ومن أجل الحصول على الثواب والأجر منه عز وجل لا من أجل هدف دنيوي رخيص، كما أن صفة الخير لا تصبح اليد السفلى مستحقة لها إلا إذا كان أخذها للعطاء عن حاجة ملحة ومن غير تقديم تنازلات مادية وخلقية مُهينة، وإلا لما فازت اليدان بصفة الخيرية في الإسلام!
أما إن أعطى صاحب اليد العليا عطاءه لصاحب اليد السفلى من أجل تسخير ذلك العطاء لتحقيق مآرب خاصة عن طريق اليد السفلى التي قد يكون صاحبها غير محتاج للعطاء ولكنه يسمح لنفسه بأخذه بل ربما مد يده السفلى طالباً العطاء وهو في غنى عنه ثم يجد صاحب اليد العليا يعطيه إياه وهو يعلم أنه غير محتاج، وتكون وراء عطائه أهداف لا علاقة لها بالخير والبر، ففي هذه الحالة تكون اليد التي أعطت هي يد سُفلى واليد التي أخذت ذلك العطاء هي يد أسفل منها فليس منهما يد عليا لأن صفة اليد العليا لا تنطبق على يد صاحب العطاء وبالتالي فلا خير في اليدين معاً لأن المعطي والآخذ لم يحققا في عملية العطاء والأخذ شروط الخيرية بل حققا صفات الانتهازية والوصولية، لأن ذلك العطاء إما أن يراد به شراء الذمة والكرامة، أو تسخيره لتحقيق أهداف صاحب العطاء، وجعله بوقاً من أبواقه وأراجوزا في محفله.
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة
يد سفلى وأخرى أسفل منها ؟
31 يناير 2009 - 20:35
|
آخر تحديث 31 يناير 2009 - 20:35
تابع قناة عكاظ على الواتساب