الصحف البريطانية.. شغلت في الفترة القريبة الماضية، بعصا لوح بها الحفيد على ما أظن في وجه كلبة مدللة من كلاب القصر، فهبت القلوب الإنسانية في الإعلام البريطاني.. تصيح دفاعا عن كرامة الكلبة المهدرة سفاحا!!!
أما في أمريكا العظمى.. فالصورة المحزنة لم تكن أقل فجيعة.. أواه ياللهول.. ماتت كلبة الرئيس ولم يبق منها غير الذكرى! وتسابق المعزون يقدمون واجب العزاء للرئيس المكلوم وعائلته المفجوعة!! آه لو كانت إحدى الكلبتين في غزة المحتلة! ربما تردد القصف الإسرائيلي عن ارتكاب جرائمه الفاحشة إكراما لهما!! ربما توقف عن ممارسة وحشيته المقززة والتي لا ترحم حتى المدارس والمستشفيات والمساجد وقوافل الإغاثة التي لا تحمل سلاحا إنما جاءت كي تنقذ.. ما يمكن إنقاذه من الأفواه النازفة والجائعة! ماذا لو تجرأت إسرائيل وقصفت كلبة الرئيس!! أو لوحت بقنابلها في وجه كلبة القصر البريطاني؟!
عندما تقرأ عن حقوق الإنسان في الثقافة الغربية يملأ صدرك الإعجاب.. يا الله ما أجمل "عدالتهم"!!! وعندما تنظر إلى الواقع تكتشف الصدمة العنيفة.. جور هذه العدالة إلى حد ممارسة أبشع أنواع الظلم الإنساني!! فكلابهم أغلى، فأي خير يرتجى في إنسانية تتوحش مع إنسان لأنه ليس كلبا!! أي حضارة إنسانية تلك التي تجعل مقاييسها الاعتبارية عنصرية إلى هذا الحد.. ووحشية إلى هذا الحد.. وإجرامية إلى هذا الحد.. ولا تعترف بالإنسانية مع أحد غيرها.. وغير الكلاب!! إن الحرب في غزة معلوم خسائرها التي لا تعوض عند العرب، لكن المعلوم أكثر أن خسائرها على الغرب الأجنبي لا تقل هولا وإن انتصرت إسرائيل بقوة السلاح! لأن ترسانة الأسلحة ليست وحدها التي تحمي السمعة.. وتقدم الصيت وتحفظ ماء الوجه! لقد ظل الغرب الأجنبي يحفر في سنينه الماضيات صخر المناطحة كي يثبت استحقاقه بلقب العالم المتحضر.. اليوم بوحشية إسرائيل غير المسبوقة في التاريخ ومباركته لها يفقد سمعة ما بناه خلال السنين! إنهم اليوم في غزة يجددون لهيب شعور الكراهية ضدهم والنفور منهم وحب الانتقام!! إن تزامن الأحزان على كلابهم مع أحزاننا على أبنائنا يكشف الحقيقة الغربية الخادعة ويسقط القناع عن الوجه القبيح! وماذا لو فعل العرب ما تفعله إسرائيل الآن ليس بشعب من الشعوب بل بتيوسهم وبعارينهم وأغنامهم! ماذا لو شن العرب على إبلهم وتيوسهم حرب إبادة كما تفعل إسرائيل مع غزة؟ ماذا لو قام العرب بقصف هذه الحيوانات الضعيفة وطردوها من مواقعها الأصلية؟!
ألن تقوم قائمة الغرب الأجنبي ويقولون هذا هو التخلف العربي العنصري الوحشي الأخرق! لن يسمحوا بقتل حيواناتنا فكيف يتفرجون على مقتل أبنائنا هذا هو العار الغربي فلا عاد تتساءلون لماذا يكرهوننا!!
للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة
بين السلم والحرب
17 يناير 2009 - 21:13
|
آخر تحديث 17 يناير 2009 - 21:13
تابع قناة عكاظ على الواتساب