تمكنت قوة المهمات الخاصة من القبض على وافد من الجنسية البنغالية يعمل حارساً لإحدى الاستراحات بالثمامة يقوم بامتهان تصنيع الخمور وترويجها وحيازتها وتهريب الخادمات وإيوائهن وإعداد الاستراحة وكراً للدعارة، وامتهان الفساد وإحياء السهرات الماجنة... هذا مقتطف من خبر نشُر في جريدة (عكاظ) بتاريخ السبت 26 شوال. قد يبدو الخبر عادياً ونرمقه سريعاً لكثرة ما تطالعنا به الصحف من حالات مشابهة تواتر فعلها باطراد من قبل فئة همها الأكبر الكسب السريع والانغماس بوحل المتعة الرخيصة.. وجر ضعاف النفوس لهذا المستنقع الآسن.
السؤال الكبير هل بمقدور هذه الفئات (المسعورة) والمتعطشة للرذيلة أن تمارس غيها دونما الإحساس بالأمان والطمأنينة من قبل كفلائهم أصحاب الاستراحات ؟ الجواب الحاسم والجازم لا (مشددة) وهذا لا يحتاج لكبير عناء لإثباته فمن غير المنطقي أن يقدم حارس مهما بلغت به الجرأة في المجازفة على الإقدام لتنفيذ تلك الأفعال المشينة دون العلم مسبقاً بوقت مجيء كفيله..
خصوصاً أنهم يعلمون جيداً العقوبات المترتبة على تلك الممارسات الوضيعة. فالمؤكد أن هذه الزمرة الخبيثة تعلم وبشكل يقيني أوقات قدوم كفلائهم وهم في الغالب لا يأتون إلا لماماً. وحتى إن هم جاءوا لن يكلفوا أنفسهم عناء التفتيش أو ملاحظة بعض الأمور الغريبة والتي ربما تكون واضحة لكل ذي عين (وأنف) يشم به. اكرر هذه الفئة تملك من الدهاء والحيطة ما لا يمكن تصوره فهم يدرسون بل قل يتحرون عن شخصيات كفلائهم ومواعيد حضورهم وربما خط سيرهم ومن العبث الاعتقاد أنهم سذج ولا يخشون العواقب بل هم حريصون كل الحرص على عدم افتضاح أمرهم كي يستمروا في امتهان الفساد والتمرغ بالرذيلة، فهم ينطبق عليهم القول : لا يكن ظنك إلا سيئاً إن سوء الظن من أقوى الفطن. وفي السياق لن نبالغ كثيراً بمناشدة أصحاب الاستراحات بالتواجد باستراحاتهم ليل نهار أو التردد جيئة وذهاباً بغية الحد من تلك المفاسد.
كل ما نتوسله هوالمتابعة والزيارات المفاجئة في أوقات متفرقة. باختصار يجب أن لا يعرف العامل أو الحارس مواعيد حضور الكفيل. أما في حالة السفر فيفترض أن يكلف أخاً أو ابناً أو حتى صديقاً للذهاب للاستراحة وذلك بهدف تفويت الفرصة على كل من تسول له نفسه مجرد التفكير بجلب المفاسد. أما أن تصبح المتابعة لدى البعض لزوم ما لا يلزم أو ليست من الأوليات فذاك مدعاة لتسهيل مهمة هؤلاء وهو كمن يجعل استراحته مسرحاً لسهرات المجون من حيث يدري أو لا يدري. ولعل ذلك يقودنا للقول إن هذه المفاسد ليست وليدة اللحظة بل هي في حقيقة الأمر نزوات شيطانية تتوالد و تترعرع في غياب الرقيب، فعدم المبالاة وكلمة لا أدري أولا أعلم أو لم أتوقع وغيرها من المفردات العدمية ليست ملاذاً للهروب من المسؤولية، بل هي التي تذكي المفاسد و أوشك أن أقول هي البوابة الحاضنة ليس في ما يتعلق بما ورد بل في غيرها من خطايا وشرور، وما يدرينا فربما ما في الفخ أكبر من العصفور.
ف/ 012275755
zamelonline@gmail.com
استراحات.. أم..!!
8 نوفمبر 2008 - 19:56
|
آخر تحديث 8 نوفمبر 2008 - 19:56
تابع قناة عكاظ على الواتساب