في زحام الحياة وبعيداً عن «فلاشات» الشهرة يعيش ابناء كان اباؤهم شعلة من الضوء ويحلقون باجنحة الشهرة .. هؤلاء الابناء يحفظون في ارشيفهم ذكريات ولمحات عن ابائهم لا يعرفها احد سواهم.
هنا يسرد المقدم الطيار هيثم احمد عبدالغفور عطار لمحات من سيرة والده رجل الصحافة والاديب والشاعر والمؤرخ ويستعيد نتفا من مشوار والده الذي بدأ في حواري مكة المكرمة وكيف ان أباه تلقى ابجدية العلم على يد والدته ومنها انطلق الى سماء المعرفة واصبح واحداً من اقمار المشهد الثقافي والادبي بالمملكة.
نشأة عطار
رأى والدي النور في منطقة تدعى جبل الكعبة المطل على الحرم المكي الشريف وكان ذلك في العام 1334هـ ونشأ في حي المسفلة العريق.
ومنذ طفولته كان تواقا للعلم والمعرفة حيث استفن ذلك الزخم والتوهج في العلم من والده عبدالغفور عطار حيث كان جدي عالما بالكتاب والسنة ودارسا للمذهب الحنفي كما انه كان من تجار العطور والمنسوجات الحريرية والعمائم وقد استفاد جدي من اسفاره في معرفة ثقافات الشعوب بينما تعهد ابنائه بالعلم والمعرفة.
ابجدية المعرفة
ويضيف نجل العطار: اذكر ان والدي رحمه الله ذكر ان رحلته العلمية بدأت علي يد جدتي «والدته» وكان هذا حال الكثيرين في ذلك الوقت حيث تلقى على يديها ابجدية الكتابة والقراءة ومنها انتقل لحلقات العلم في الحرم المكي وفي العام 1343هـ التحق بمدرسة الفائزين في السنة التحضيرية وقد تمكن خلال نفس العام من حفظ كامل القرآن الكريم على يدي معلمه الشيخ عبدالغفور قاري وبعد ذلك استطاع اتمام السنة الاولى والثانية والثالثة بالمدرسة خلال عدة اشهر وتمكن من الالتحاق بمدرسة الفلاح ومن معلميه في تلك المرحلة الشيخ احمد فودة..
وبعد مرحلة مدرسة الفلاح التحق بمدرسة المسعى وخلال تلك الفترة توفي جدي عبدالغفور وتولت جدتي مسؤولية تشجيعه لمواصلة دراسته والنهل من بحور المعرفة وبعد ان اكمل المرحلة الابتدائية بمدرسة المسعى التحق بالمعهد العلمي السعودي الذي انشأه الملك عبدالعزيز - رحمه الله - وكانت تلك اول مدرسة على النظام الحديث في المنطقة وقد انفردت بتدريس التربية وحسب ما هو موجود في ارشيف والدي فقد زامله في المعهد كل من عبدالعزيز الفضل وعلي الخويطر وعبدالمحسن السويل وابراهيم السويل والسيد محمد نائب الحرم.
رحلة صعبة
وقد ابلغني والدي ان رحلته وزملاءه مع التحصيل كانت صعبة للغاية حتى انه كان يستذكر دروسه على ضوء السراج وفي اثناء دراسة ابي في المعهد فقد خصص الملك عبدالعزيز - رحمه الله - مكافأة قدرها جنيهان ذهبيان لكل طالب لتعينه على امور حياته.
شعلة الصحافة
ونصيف نجل عطار حديثه عن والده فيقول انه كان منذ صغره مغرما بالعمل الصحفي وقد كانت هناك مجلة تصدر محلياً تسمى «الرسالة» وقد حفزته الى اصدار مجلة اطلق عليها اسم «الشباب الناهض» وكان يقوم بجمعها وتحريرها يدوياً بمساعدة زملائه في المعهد.
حصاد المجلة
ولأن مجلة الشباب الناهض كانت تحمل مقالات عديدة فقد جمعها ابي في اول كتاب له وهو على مقاعد الدراسة واسماه «كتابي» وفي ذلك الوقت زار الملك فيصل رحمه الله المعهد العلمي حينما كان اميراً للحجاز وفي تلك الزيارة القى والدي كلمة مرتجلة وقدم والدي له مؤلفه الاول فاطلع عليه واعجب بتلك المبادرة واصدر تعليماته لطباعة «300» نسخة من ذلك الكتاب في مطبعة الحكومة في مكة المكرمة وكان ذلك في عام 1354هـ.
ولم يتوقف شغف والدي بالعلم الى هذا الحد بل انه كان تواقاً للاستزادة منه والنهل من بحوره ولم تكن توجد آنذاك معاهد عليا او كليات فقام والدي مع زملائه الطلاب بتقديم اقتراح الى مدير المعهد الشيخ ابراهيم الشوري بافتتاح كلية للاداب واستحسن الشيخ هذه الفكرة ونقلها الى الأمير فيصل.
هيثم عطار يسرد خفايا عملاق الادب والصحافة:
ابي تتلمذ على يد والدته
8 يونيو 2006 - 20:13
|
آخر تحديث 8 يونيو 2006 - 20:13
تابع قناة عكاظ على الواتساب
عادل باصقر (جدة)