من زمن لآخر يختلف رمضان فعادات كانت سائدة تنتهي وأخرى تحل محلها وهكذا كما تتنوع الاكلات والعادات الرمضانية من منطقة لاخرى ومن محافظة لاخرى. تقول العجوز نورة محمد البيشي ام ظافر كنا نتلهف حلول رمضان وكلما اقترب اشتقنا له اكثر حيث تستعد المرأة البيشية له بتوفير حزم الحطب وتحضير بعض الاغذية وما ان يحل يوم التاسع والعشرين من شعبان يذهب الرجال الى اعالي الجبال لتحري رؤية الهلال فاذا شاهدوه نادى المنادي: (غدا رمضان) فيستبشر الاطفال والنساء بقدومه فيما يتحلق الرجال حول الراديو لسماع الاخبار وفي الصباح الباكر تستعد المرأة لرمضان بتشطيف المنزل وحلب الماعز وتحضير اللبن وغسل الملابس وجمع الحطب وجلب الماء بالقرب ومنازلنا بلا مراوح ولا مكيفات ونقضي نهارنا في المزارع وفي جني التمر من النخل ولا نشعر بحرارة الجو في المزارع نظرا لبرودة الارض من تحتنا وارتواء الاشجار بالماء ثم تقوم المرأة بعملية فرز للتمر (نقو) وبعد العصر تقوم بتحميص القهوة وطحنها وتحضير مشروب (المريسة) وهو عصير التمر بلليمون وشوربة البر والجريش وعمل القطائف المحلاة بالسكر وهي اكلة مكية اخذها الاجداد عن المكيين ولكنها ليسة بشهرة (المريسة) والافطار عند الكل مكون من القهوة العربية واللبن والتمر والمريسة والقطايف والشربة وخبز الصاج الذي يعمل على جمر الحطب أو في القوعه وهو مايسمى (الميفى) كذلك اكلة الحويسة وهي عبارة عن حب شعير مطحون ودقيق وتمر وتعجن وتشكل.
واردفت أم ظافر بعد تنهيدة عميقة بقولها: المريسة اندثرت في هذا الزمن وحل مكانها اللقيمات وغيرها ليت ايام زمان تعود فزمان كل واحد كان يعطي من افطاره حتى لو كان قليلا المهم أن يعطي وهو من باب المحبة والتلاحم.
أما العشـــاء فيكـــون بعد صلاة التراويح وهو عبارة عن عريكه مع الســـمن او عصيدة مع المرقة واللحم او كبســة تقـــدم لاهــل المنزل وللضيوف بعد أن يتسامرون وان رفض الضيوف العشاء فيقدم لهم التمر مع الحميس وهو شحم اللحم بعد ان يطبخ على النار ويسيح حتى يصبح كالســـمن بعد ذلك يخلد الجميع للنوم أما وقت السحور فينادي المنادي «سحورك ياصايم» وعادة مايكون السحور خفيفا من ماء وقهوة وتمر ولبن وخبز فقط.
عجوز بيشة تتذكر :
المريسة سيدة الموائد الرمضانية
11 سبتمبر 2008 - 19:31
|
آخر تحديث 11 سبتمبر 2008 - 19:31
تابع قناة عكاظ على الواتساب
مريم المليحي -بيشة