-A +A
أريج الجهني
يميل الناس غالباً في حديثهم عن الأثرياء للاستشهاد بلغة الأرقام، وأجد أنها مجحفة في التقديم لشخصيات لم تمر في التاريخ مروراً عادياً، إنما صنعت لنفسها مكانة وبلغت من الخير مبالغها من الدنيا نعم وهذه هي المعادلة الصعبة أن تنفق من سعتك لتوسع وتيسر على المعسرين. وهذا نهج قادتنا الكرام آل سعود أدامهم الله وأبناءهم، وصاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال -حفظه الله- من الأسماء التي حققت حضوراً قوياً في عالم المال والأعمال وأيضاً الخير، بل جوده في الإسكان سبق عصره ولديه ملف خيري قديم وممتد، وقد شاهدت حرصه وفرحته في ليلة الجود والسمو التي كان عنوانها نسمو لتنمو وهي ببساطة نسمو بشراكاتنا لتنمو مجتمعاتنا.

حيث انعكست هذه الاتفاقية في أوجه دعم عديدة بين مؤسسة الوليد للإنسانية ووزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان؛ منها تمليك المساكن وبناء وحدات سكنية وأيضاً منح سيارات شملت ذوي الاحتياجات الخاصة وتمكينهم من قيادة سيارات مجهزة لهم. ما تم إنجازه للآن مبهر والقادم أجمل، ولست مهتمة بالأرقام كما ذكرت في البداية لأن التركيز على الأرقام يفقد الأمور معناها. مبادرة الوليد هنا ليست مجرد مال منفق إنما هي بناء مجتمع وبناء فكر، وهو صاحب عقلية عبقرية فذة يحق لنا أن نفتخر بهذا النموذج الذي قد يكون من وجهة نظري غير منصف إعلامياً، واللوم هنا ليس على الإعلام المحلي إنما على الترسانة الإعلامية التي يمتلكها الوليد نفسه لكنها بعيدة كما يبدو لي عن عكس هذه المنجزات بشكل أو بآخر.


في طفولتي كنا نرى الوليد كشخصية خيالية لما يمرر فقط عن جانب الرفاه الذي يستمتع به، لكن لم يتحدث أحد كيف يصنع هذا الإنسان رفاهية العديد من الأسر والارتقاء بحياتهم، ولطالما تمطرنا الأخبار والصحف العالمية بأخباره يحق لصحفنا ومنصاتنا أن تنال حصرية الأخبار قبل غيرها. كبار المانحين؟ نعم هكذا أسمت الوزارة شركاء النجاح، ويظل النجاح المعنوي والمفاهيمي مرافقا لكل خطوات معالي الوزير ماجد الحقيل -حفظه الله- الذي كان ولا يزال قائداً تحويلياً من الطراز الرفيع. حضر مبتهجاً وشاهدنا جميعاً انعكاسات هذه التحولات في جودة الحياة وحياة البسطاء أو من نص على تسميتهم بـ(الأسر الأشد حاجة)، وهذا المسمى أيضاً انعكس في حديث سيدي ولي العهد صانع الرؤية الأمير محمد بن سلمان حينما ترأس اجتماع مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية الذي عقد في جدة وجدد التوصية بالعناية بهم ودعمهم.

وطن الجود والمحسنين ومملكة الإنسانية، وطن نحيا به بفضل الله وحكمة قادتنا والكبار بالعطاء. تجاوزنا بحكمتهم الصعاب. الإنسانية في المملكة ليست شعارات رنانة هي برامج ورجال ونساء، هي خطط ومستهدفات ومؤشرات للأداء، الشراكة اليوم بين القطاع الحكومي وغير الربحي في أروع وأكمل صورها، ولعلها تكون محفزة للمزيد من الاستقطاب لكبار المانحين والمتطوعين للمساهمة سواء في برامج الإسكان أو جودة الحياة بشكل عام.

أخيراً، كل الشكر لإنسانية الوليد وروعة ما شاهدناه في الحفل من تنظيم ومن قصص ومشاعر حية توجت بتكريم المستحقين. كانت أجمل بداية لعيد الحج وكل عام ونحن بوطننا آمنون وبخير وعيدكم مبارك.