سكان ماكاو الصينية يصطفون للخضوع لفحص كورونا. (وكالات)
سكان ماكاو الصينية يصطفون للخضوع لفحص كورونا. (وكالات)
لقاحا موديرنا وفايزر المعدّلان يستهدفان أوميكرون بعد غيابهما التام عن المشهد الصحي. (وكالات)
لقاحا موديرنا وفايزر المعدّلان يستهدفان أوميكرون بعد غيابهما التام عن المشهد الصحي. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (واشنطن) OKAZ_online@
حسمت لجنة من الخبراء المستقلين، بتكليف من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية، قضية الساعة في الأوساط العلمية والطبية، المتعلقة بمكافحة وباء فايروس كورونا الجديد (كوفيد-19). فقد ظل الوسط العلمي والصحي الأمريكي في جدال طويل عريض منذ أشهر، في شأن ما إذا كان يتعين «تحديث» أو «تخليط» اللقاحات المضادة لكوفيد-19، بحيث تصبح هذه اللقاحات قادرة على استهداف السلالات المتحورة من فايروس كورونا الجديد، حتى يمكن إعطاء الأمريكيين جرعة تنشيطية من اللقاح المعدّل بحلول الخريف القادم. وتأمل الحكومة الاتحادية أن يتم تحديث اللقاحات، حتى يمكن تعزيز حصانة الأمريكيين قبل اندلاع موجة فايروسية محتملة خلال الشتاء القادم. غير أن إنجاز ذلك خلال فترة وجيزة يعني أنه لن يكون هناك هناك وقت كافٍ لإجراء تجارب بشرية. وسيتم الاكتفاء في هذه الحال بتسريع ابتكار اللقاح المحدّث اعتماداً على الاختبارات المعملية، والتجارب على الحيوانات المخبرية. وكانت التجارب السريرية البشرية العامل الرئيسي وراء الموافقة على اللقاحات الحالية المضادة للفايروس. وقد استغرق آخرها خمسة أشهر، على رغم صغر مجموعة المتطوعين. بيد أن الفايروس يتحور وراثياً بسرعة أكبر مما يقتضيه ابتكار لقاحات تناسب التحورات الجديدة. ويعني ذلك أن سلالة جديدة قد تتحور قبل اكتمال التجربة السريرية على لقاح معدل يستهدف السلالة التي سبقتها. وكانت شركتا فايزر-بيونتك وموديرنا الدوائيتان الأمريكيتان تدرسان في وقت واحد لقاحاً معدلاً يستهدف على وجه الخصوص سلالة أوميكرون، التي أضحت مهيمنة على المشهد الصحي الأمريكي خلال الشتاء الماضي. وغامرت الشركتان بأموالهما، إلى درجة البدء في تصنيع اللقاح المعدل، مراهنتين على أن الحكومة الأمريكية ستختاره ليكون الجرعة التنشيطية التي سيحصل عليها الأمريكيون في الخريف القادم. المشكلة أن أوميكرون نفسها أضحت من الماضي؛ إذ أقصتها من الصورة سلالات متفرعة منها قبل نحو ثلاثة أشهر. ولذلك يرى قطاع كبير من العلماء أن التهديد المتمثل في أوميكرون لم يعد موجوداً. ولذلك جمعت هيئة الغذاء والدواء الخبراء المستقلين أمس (الثلاثاء) وطرحت عليهم سؤالاً واحداً: هل يجب تعديل اللقاح المعدّل أصلاً ليكبح أوميكرون، ليستهدف إحدى السلالات المتفرعة عنها؟ وكان العلماء يعلقون أملاً كبيراً على التوصل إلى «اللقاح الثنائي التكافؤ» (Bivalent)، تبقى خصائص تركيبته التي تستهدف السلالة الأصلية للفايروس، وسلالة أوميكرون، وتضاف إليه مادة تستهدف السلالات الفرعية الطارئة. وتمسكت موديرنا وفايزر بأن لقاحيهما المعدّليْن أسفرا عن توليد قدر كبير من الأجسام المضادة القادرة على دحر سلالة أوميكرون.

لكن علماء عدة اعتبروا إعلان فايزر وموديرنا بهذا الشأن غير كاف ليترك انطباعاً حسناً في نفوسهم؛ إذ إن عدد الأجسام المضادة للفايروس زاد في النسخة المحدّثة أقل من الضعفين فحسب. واعتبروا أن هذا اللقاح لم يعد ملائماً، لأن أوميكرون نفسها لم يعد لها وجود! ويدفع بعض العلماء التابعون للحكومة الاتحادية الأمريكية باتجاه تصنيع لقاح ثنائي التكافؤ، يستطيع بوجه الخصوص استهداف سلالتي BA.4 وBA.5 المتفرعتين من أوميكرون، اللتين تتسببان حالياً في أكثر من ثلث عدد الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة. ويعتقد هؤلاء العلماء أنه حتى إذا ظهرت سلالات جديدة بحلول الخريف فستكون قريبة جداً من تَيْنِك السلالتين الفرعيتين. غير أن ابتكار لقاح ثنائي التكافؤ تعتوره صعوبات عدة. أولها أن الشركتين المذكورتين لم تكرّسا أي قدر من طاقتهما لصنعه. كما أنه لا أحد يعرف على سبيل اليقين كيف يمكن أن يؤدي هذا اللقاح إلى النتيجة المرجوة منه. ويضاف إلى ذلك أن ابتكاره وتجربته على متطوعين سيستغرق أشهراً، وتضاف إلى ذلك فترة شهرين هي التي يستغرقها تصنيعه. ويعني ذلك ببساطة أن مثل هذا اللقاح سيكون جاهزاً بعد اندلاع الموجة الفايروسية القادمة. ويقود ذلك بدوره إلى أن على المسؤولين الاتحاديين إذا أرادوا تحقيق ذلك الهدف فسيتعين عليهم إقرار اللقاح المحدّث اعتماداً على بيانات التجارب المخبرية على الحيوانات المعملية فحسب. وحتى لو وافقت الحكومة الأمريكية على ضرورة إيجاد لقاح معدل قادر على استهداف سلالتي BA.4 وBA.5، فإن تصنيع جرعاته بحلول الخريف سيكون تحدياً كبيراً، حتى لو تمت الموافقة على بيانات التجارب الحيوانية. وفيما تعهدت شركة فايزر بتصنيع ذلك اللقاح بحلول أكتوبر القادم؛ قال المدير الطبي لشركة موديرنا الدكتور بول بيرتون الأسبوع الماضي إن الشركة لن تكون قادرة على إتاحة لقاحها المعدل إلا بحلول وقت متأخر من نهاية 2022 أو بداية 2023. ويخشى علماء أمريكيون أن يولد اللقاح المعدل ميتاً؛ إذ إن سلالتي BA.4 وBA.5 قد تبلغان ذروة هجمتهما خلال الشهر القادم، أو الذي يليه. ويتوقع في هذا السيناريو أن تظهر سلالة جديدة تقصي السلالتين الفرعيتين المذكورتين من المشهد تماماً. ويرجح علماء أن السيناريو الأفضل يتمثل في التمسك باللقاحات الراهنة، التي توفر حماية كبيرة من تفاقم المرض الناجم عن الإصابة، وبالتاللي تقلص احتمالات الوفاة؛ وإن كانت لا تستطيع منع حدوث الإصابة نفسها. وتوقع مدير قسم اللقاحات في هيئة الغذاء والدواء الدكتور بيتر ماركس- في حديث إلى أسوشيتدبرس- أن يُصار إلى اتخاذ قرار حاسم بهذا الشأن خلال أيام من اجتماع الخبراء المستقلين أمس (الثلاثاء).


موسم العودة

لـ «الكمامة» في فرنسا وباكستان

فيما أعلنت وزيرة الصحة الفرنسية بريجيت بورغوينون أمس الأول أن على الشعب الفرنسي الحرص على ارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة، خصوصاً وسائل النقل العمومي؛ لاتقاء شر موجة فايروسية جديدة تدهم فرنسا حالياً؛ أبلغت هيئة الطيران المدني الباكستانية الشعب الباكستاني بأنه بات إلزامياً ارتداء الكمامات على متن الرحلات الجوية الداخلية، بسبب ارتفاع متزايد في عدد الإصابات الجديدة بفايروس كوفيد-19. وأوضحت وزيرة الصحة الفرنسية أنه يتعين ارتداء قناع الوجه في أماكن العمل، والمتاجر. وأعلنت فرنسا الإثنين أنها سجلت 17601 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية، وهو أكبر عدد من الحالات منذ 18 أبريل الماضي. وفي باكستان، أعلنت السلطات أن نسبة النتائج الموجبة للفحوص في مدينة كراتشي- كبرى مدن البلاد- ارتفعت الإثنين إلى 21%، في حين لا تتجاوز النسبة في بقية أرجاء باكستان 2.8%.