-A +A
عبدالعزيز النهدي
تفقد الجوائز الرياضية قيمتها كلما ضلت طريقها، وكلما أخطأت السواعد الجديرة التي استحقت أن ترفعها.

كان يوما حزينا لكرة القدم حين سُرقت جائزة الكرة الذهبية «البالون دور» من البولندي روبرت ليفاندوفسكي للسنة الثانية على التوالي. وكانت لحظة أعتقد أنها ستبقى خالدة في الأذهان إلى وقت طويل كواحدة من أكبر لحظات الظلم والإجحاف في تاريخ اللعبة. لحظة قال بعدها ماتيوس «لم أعد أفهم العالم. مع كل الاحترام لليونيل ميسي وجميع اللاعبين الآخرين المرشحين، لم يستحقها أحد مثل ليفاندوفسكي».


كان ليفاندوفسكي الأحق بالجائزة من الجميع، ولا يعني هذا التقليل مما حققه اللاعبون الآخرون، ومنهم بنزيما الذي قدم موسما تاريخيا حمل فيه ريال مدريد فوق الأكتاف وذاد عنه في أصعب اللحظات برباطة جأش مقاتل لم ينهزم. وآخرون، يتقدمهم ميسي الذي حقق حلمه الشخصي بتحقيق لقب قاري، في بطولة تدنى أداؤها الفني وتأهلت فيها جميع المنتخبات من المجموعات للأدوار الإقصائية، ومع ذلك كان مشهدا مبهجا أن يرى فيه العالم ميسي حاملا حلمه القاري.كل مرشح له ما يشفع له في الانضمام للقائمة الكبيرة لمرشحي «البالون دور»، لكنهم بكل بساطة يقفون جميعا خلف ليفاندوفسكي في سباق الأرقام والتأثير.

لقد فقدت هذه الجائزة مصداقيتها تماماً، وباتت مليئة بالفوضى، خالية من أي معايير تحفظ لها الحد الأدنى من المصداقية والنزاهة.

ويظل أصدق ما قيل في أعقاب «سرقة ليفا»، أن «البالون دور» عبارة عن مجموعة من الصحفيين والأشخاص الذين يصوتون لأصدقائهم، وهي مقولة ينسبها العالم إلى عبقري فاز بهذه الجائزة 3 مرات، اسمه يوهان كرويف.