في أزقة قرية الكليبية في الاحساء يتصاعد من البيوت الشعبية نشيد نمطي لصانعات «الطواقي» وهي حرفة ضاربة جذورها في عمق السنين وقبل ازالة سوق القيصرية الأثري كانت النسوة صانعات الطواقي من ملامح هذه السوق وبعد ازالته لا زالت هناك من تحن الى هذا السوق الأثري ولكن تبقى الكليبية هي اشهر القرى لصناعة الطواقي.
لا زالت ذاكرة ام محمد تختزن ملامح بسطتها القديمة في سوق القيصرية وامامها العديد من «الطواقي» وعن ذلك تقول:
كنت أبيع الطواقي التي اقوم بصناعتها بجوار سوق القيصرية القديم لأكثر من (30 عاماً) وكنت سعيدة بعملي لانها مهنة تعلمتها منذ طفولتي وبعد ازالة السوق خصصت بلدية الاحساء مكاناً بجوار احدى المكتبات للنسوة بائعات الطواقي واستمر هذا الحال لمدة خمس سنوات ثم تم نقلنا الى سوق السويق، ورغم ان السوق الجديد متوفر به كافة الخدمات الا ان سوق القيصرية لا يعوض من حيث المكسب وكثرة الزبائن الذين يطلبون الطواقي.
كتابة الاسم
واضافت في السابق كنا نصنع الطاقية دون مواصفات من الزبون ولكن في الوقت الراهن فان بعض الشباب يطلبون كتابة اسمائهم على الطاقية باللغة الانجليزية.
صناعة قديمة
وتستعيد ام سعد ذكرياتها مع صناعة الطواقي قائلة:
تعرف عن قرية «الكليبية» بمهارة صنع الطواقي وقد تعلمت هذه المهنة من والدتي رحمها الله وانا في السادسة عشرة من عمري وكنت اجلس مع والدتي وجمع من النساء في اثناء صنع الطواقي و«ليف» للجسم وبعد ذلك اخذت هذه الحرفة وبدأت اصنع وابيع وهي صناعة يدوية احسائية..
واثناء البيع ايضا في السوق اما صنع ليف الجسم وهو من خيوط القطن ومنها نايلون اما الصوف نصنعه حسب طلب الزبائن..
وان كنت ازاول هذه المهنة بجوار سوق القيصرية حوالى اكثر من 40 سنة، كما تعودنا نحن بائعات الطواقي ان لا نستغني عن بعض فقد تعودنا على بعض، نأتي في وقت واحد وننصرف في وقت واحد.
وتقول ام سعيد: زاولت هذه المهنة بجوار سوق القيصرية حوالى 11 سنة وبجوار سوق القيصرية الجديد حوالى 5 سنوات وبجوار سوق السويق سنتين، وتعودت في الجلوس في هذا المكان ومزاولة المهنة والبيع في هذا المكان واتمنى من الله عز وجل ان يعيد ذاكرة سوق القيصرية القديم وهو الخير كله، وبين جلوسي في السوق أقوم بصنع الطاقية والليف ويستغرق من الوقت الطويل وهذا يعتمد على نشاط المرأة وخفة يدها..
اما انا فاصنع في اليوم طاقية واحدة فقط لا يزيد عن ذلك، اصنع واضعها في العرض للبيع وكل طاقية لها مواصفات في الطول والعرض والشكل..
وهذه المهنة تعلمتها في اثناء تجمع نساء القرية «الكليبية» في مكان في احد المنازل لصنع طاقية جربت معهم وتعلمت حتى اصبحت امارسها بكل سهولة..
اما العمل في هذا المكان الجديد بجوار سوق السويق بالهفوف يوجد عمل ولكن ليس مثل مكاننا في سوق القيصرية القديم هو المكان الأصلي والمكان البارز عن بقية الاسواق.
وتقول أم مجبل: مارست هذه المهنة «بيع الطواقي» لأكثر من 30 سنة وتعودنا بالجلوس مع بعض وتصور عند ذهابنا للمنزل نشتاق لبعضنا ونحن ليس فقط صديقات بل أكثر من اخوات..
فانا لا اعرف كيفية صناعة طاقية أو ليف بل اشتريها وابيعها لاستفيد بعض الشيء كنت احاول في تعلم الصناعة ولكني لم افلح لان الشخص الذي يزاول هذه الحرفة ينبغي ان تكون لديه المقدرة وخفة اليد.
خلف الجدران بقرية الكليبية
صناعة الطواقي تقاوم النسيان
1 يونيو 2006 - 19:44
|
آخر تحديث 1 يونيو 2006 - 19:44
صناعة الطواقي تقاوم النسيان
تابع قناة عكاظ على الواتساب
ناصر الكري (الاحساء)