زاكي عبدون
زاكي عبدون




نجل وأقارب الفقيد يودعونه بالدموع.
نجل وأقارب الفقيد يودعونه بالدموع.
-A +A
أحمد الصائغ (جدة) sayegh122@
رحيل بلا ميعاد، هكذا غادر الزميل زاكي أحمد عبدون مصحح صحيفة «عكاظ»، وسابقاً في صحيفتي الحياة والمدينة، إلى دار الحق بلا مقدمات، تاركاً وراءه سيرة حسنة وعطرة بين الجميع، بعد رحلة عطاء دامت لعقود داخل بلاط صاحبة الجلالة، كان خلالها فريداً في صفاته طاهر القلب، لا يحمل إلا الحب والخير للجميع.

حالة من الحزن العميق انتابت محيط معارفه بعد سماع خبر وفاته المؤلم، لاسيما العكاظيون الذين أعربوا عن عميق حزنهم لفراق العم زاكي.


أنبل الناس

نعى رئيس تحرير صحيفة «عكاظ» الزميل جميل الذيابي، الفقيد زاكي بتغريدة: «‏رحم الله الزميل زاكي عبدون.. من أنبل الناس، وأقلهم حديثاً عن نفسه وأكثرهم إخلاصاً لمهنته، محباً للخير، متسماً بأخلاقه الراقية. عرفته نحو 20 عاماً في «الحياة» ثم «عكاظ» وكان هو ذلك الأصيل الذي لا يتبدل، غيوراً على عمله، معتزاً بأصدقائه. كل العزاء لأهله ومحبيه والزملاء في «عكاظ».

طيب السيرة

كما نعى نائب رئيس التحرير الزميل فيصل الخماش الفقيد في تغريدة قائلاً: «رحم الله العم زاكي عبدون وغفر له.. زاملته لأكثر من 16 عاماً في صحيفتي الحياة و«عكاظ»، كان نبيلاً حصيفاً طيب السيرة. خالص التعازي لأنفسنا وأسرته الكريمة ولكل من زامله في الصحف السعودية».

الإخلاص والوفاءوعبر الزميل علي الكاملي عن عميق حزنه لرحيل الفقيد قائلاً: «ليس هناك أشد قسوةً وألماً على المرء أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ وزميل، كان أخاً وموجهاً. على رغم أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى والأصعب والأفجَع على النفسِ، ولا تبقى لنا سوى تلك الذكريات التي كانت تجمعنا به، والدعاء له».

وأضاف: «دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والأسى من كل من سمع نبأ رحيل معلمنا وأستاذنا الزاكي، رحلت عن دنيانا تاركاً لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، وأجمل ذكريات الصداقة والأخوة التي ربطتنا بك، تلقيت نبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر لم أقوَ على تحملها».

وتابع: «رحل الصديق العزيز، ليرحل معه رمز الإخلاص والوفاء والحرص والدقة والتفاني، وعزاؤنا أنه ترك إرثاً ضخماً من المحبة والبشاشة والبساطة، لقد كان مدرسة في عمله، ونبراساً لكل الزملاء.

متصالح مع زملائه

وقال محمد المشرعي: «فقدنا أخاً فاضلاً عزيزاً لا يعوّض، مهما تحدثت عن الزميل والصديق الأخ زاكي عبدون فلن أوفيه حقه، فقد كان مخلصاً في عمله، متصالحاً مع زملائه، شهماً لطيفاً، أخاً وصديقاً للجميع، وكما هو معلوم إذا كان المفقود غالياً فالألم الذي يخلّفه وجع الرحيل يكون مؤلماً أيضاً، ولا يمكن مواجهته إلّا بالصبر، والتسليم بقضاء الله، وتبقى الأفعال والأعمال الخيّرة التي خلّدها الفقيد ذكرى حسنة لن تنسى، فالجميع يشهد له بمواقفه الإنسانية النبيلة، نسأل الله الكريم أن ينزله منازل الشهداء والصالحين، وأن يجمعه بمن يحب في الفردوس الأعلى من الجنة.

عفيف النفس

وقال محمد الزهراني: «زاكي عبدون.. أستاذي تعلمت منه ومن ثلاثة معه في بداية حياتي ما لم أتعلمه في الجامعة.. زاملته قبل 25 سنة في قسم التصحيح بصحيفة المدينة وأنا لا أزال طالباً جامعياً.. افترقنا بعد تخرجي وتعييني معلماً في أقصى شمال بلادي.. عدت إلى جدة وإلى صحيفة المدينة بعد 4 سنوات، فوجدت زاكي، لكنه لم يستمر إلا أشهراً معدودة وغادرنا مرغماً.. بعد انضمامي لصحيفة «عكاظ» في أواخر العام 2015 عاد إليّ زاكي زميلاً من جديد، وقد غيّرت السنوات بعض ملامحه، أما مبادئه وطباعه فبقيت ثابتةً كما عرفتها: أمانة السوداني الأصيل، إخلاصه، صدقه، حرصه، صبره، سماحته، طيبته، تضحيته، عفة نفسه حتى وهو في أمسّ الحاجة، فزعته، هذا هو الزاكي باختصار..

غادرتُ الزاكي مرةً وعدتُ، وغادرني مرتين عاد في الأولى، ولن يعود في الثانية.. رحمك الله يا أبا سامي».

باشَّ الوجه

الزميل فايز الغامدي قال: «عمّ زاكي» هكذا عرفتُه، وهكذا كان: زكيَّ السيرة، زاكيَ السريرة. اعتاد على العمل في صمت، وها هو اليوم يودّعنا بالصمتِ ذاته، في عام الحزنِ الطويلِ هذا.

زاملْتُه في «الحياة» و«عكاظ»، فكان القدوة والمرجع والدليل، نبيلَ الخُلق، باشَّ الوجه، لطيفَ الحديث.

لا نملك في يوم وداعك المُرّ إلا أن نرفع أكفّنا بصادق الدعاء لك بأن يرحمك الله، ويعيننا على فراقك، أيها المكافح الصابر الصبور، وعزاؤنا لأسرتك وأهلك كافّة، ولزملائك الذين ستتذكرك أخطاؤهم التي لطالما صوّبتَها، وخطاياهم التي لطالما غفرتَها.

حكيم القسم

وعبر موسى حكمي عن حزنه قائلاً: «العم زاكي.. كما أحب أن أناديه مذ عرفته.. تفوح من ثوبه الفضفاض أخلاق وطيبة إخوتنا السودانيين.. كان حكيم القسم.. تعلمت منه الهدوء والروية وطولة البال.. اتصل بي قبل ذهابه للمستشفى.. نبرات صوته المتعبة ما زالت لا تفارق سمعي.. أبلغني في الظهيرة «أنا مريض جداً ولا أستطيع العمل اليوم» وطلب مني أن أنجز العمل وأن أبلغ بقية الزملاء.. فقلت له «سأحل مكانك.. لا تقلق.. اهتم بصحتك فقط»، كان حريصاً على العمل حتى آخر لحظة.. هكذا هو العم زاكي مذ عرفته.. وقار شيخ كبير وعزيمة شاب يافع.

علّمني الكثير

وذكر نايف الحزنوي أن من أصعب اللحظات التي تمر علينا عندما نتذكر إنساناً عزيزاً على قلوبنا.. رحل زاكي عبدون وفارق الحياة إلى دار الآخرة.. بعد صراع مع المرض، ولكن قلبي يعتصر حزناً عندما أتذكر الأيام الجميلة التي قضيتها بجواره في قسم التصحيح في صحيفة «عكاظ»، هو ليس زميلاً فحسب، هو أخي وزميلي ومعلمي، علّمني الكثير، واستفدت من خبراته العملية، كان مخلصاً في عمله، صاحب ابتسامة دائمة.. وخلق رفيع.. رحل وترك ذكريات جميلة.. وأياماً لا تمحى من الذاكرة.. رحمه الله رحمة واسعة.

هدوء صاخب

وقال إبراهيم حلواني: تداعى في مخيلتي ليلة أمس، وأنا أتلقى خبر وفاة الزميل العزيز العم زاكي رحمه الله، موقفه معي عند مغادرتي لمنزلي الثاني «عكاظ»، تجاه ما ساقته لي الأقدار حينها، فقد كان متأثراً جداً برحيلي، اخترقت كلماته الحانية شغاف قلبي، استشعرت يومها حرصه واهتمامه، من خلال نصائحه الأبوية الصادقة، تمنى لي الخير كعادته، وودعني على أمل أن يجمعنا الله يوماً ما.

كل من عرف الراحل الجميل، يعلم بأنه كان من نوعية الأشخاص الوديعين، تكاد لا تسمع له همساً في حضوره، يقْدم يومياً إلى الصحيفة في سكينة ويغادرها في هدوء، صاخب جداً فقط عندما يتعلق الأمر بإنجازه لأعماله المنوطة به، نحلة دؤوبة في إتمام واجباته المطلوبة منه.

ما يربو على عشرين عاماً قضاها بين ردهات أكبر الصحف السعودية، ممارساً لمهنته التي عشقها.. «التدقيق اللغوي»، مقوماً لاعوجاج الكلمات تارة، ومصححاً لسياقها تارة أخرى.

قدوة يحتذى به

من جهته، تحدث فهد صالح عن الفقيد بقوله: عرفت الفقيد منذ 20 عاماً في جريدة المدينة؛ جاورته، نهلت من علمه ومعرفته ونبل خلقه، تشربت هدوءه، تسامحه، قناعته، التزامه بإنسانيته كما هو ملتزم بدينه وواجباته الدينية. أعطى للحياة والناس جهده وخبرته وتجربته وحبه لهم. تمتع بخصال حميدة جلها الإيمان ودماثة الخلق وحسن المعشر وطيبة القلب، والتواضع الذي زاده احتراماً وتقديراً ومحبة في قلوب الناس وكل من عرفه والتقى به..

الابتسام حاضر دائماً، فكيفما صادفته أو لمحته كانت الابتسامة تعلو محياه، كان قدوة ومثلاً يحتذى في البساطة وعمل الخير وسمو الأخلاق وطهارة النفس والروح ونقاء القلب والعفوية والتسامح..

ثمرة العمر

وقال يوسف سلطان: «بادرته يوماً ممازحاً «لا تقلق يا عم زاكي فأنت ما زلت في شبابك»، فضحك وأجابني بحمد الله على ما مضى من العمر والجهد في سبيل بناء مستقبل مشرق لأبنائه، إذ إن 3 منهم أطباء وهذه هي ثمرة العمر، أما أنا فقد بذلت ما بوسعي ليكونوا من بعدي على قدر المسؤولية والنجاح وأن يدعوا لي دائماً»، مضيفاً: «اطمئن أيها العم «زاكي» النقي جميعنا نلهج بالدعاء، سبقتنا إلى رب كريم».

نموذج في الأخلاق

وقال سعيد آل منصور: كنت أتعامل مع الفقيد بشكل يومي، كان من أنبل الزملاء، نموذج في الأخلاق، تعرض لجلطة أول رمضان ودخل على إثرها العناية المركزة إلى أن توفاه الله، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته.

عطر الإخلاص

وقال عبدالعزيز المالكي: «تمر بنا الأيام سريعا كلحظات حلم عابر، لا نبرح أن نستيقظ منه على وقع الفراق في جنبات الحياة، فنستعيد في لحظاتها شريط الذكريات بحلوها ومرها.. أيام جميلة قضيناها مع الفقيد فاح منها عطر الإخلاص والوفاء..

وها نحن اليوم نعيش لحظات وداعه، لحظات تتعانق فيها أرواحنا بلهفة، وتلهج فيها ألسننا بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.. رحمك الله وأسكنك فسيح جناته».

وكان قد تم تشييع جثمان الزميل الزاكي عبدون و ووري الثرى في مقبرة ذهبان (الخميس)، وسط حضور جمع من أهله ومحبيه وزملاء مهنته وتلاميذه، داعين الله أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه الصبر والسلوان.