عبدالله الدحيم
عبدالله الدحيم
-A +A
محمد الشهراني (الدمام) mffaa1@
لم تزل ذاكرة أهالي المنطقة الشرقية، خصوصا محافظة الخبر، تختزن سباق دخول رمضان لتزيين الحارات القديمة بالفوانيس، وصور هلال الشهر الكريم، بينما تحتفظ النفس بمشهد الأطفال كل يوم، يملأون الحواري، ثم ينصرفون بهدوء لبيوتهم قبل الإفطار لتوزيع الهدايا على الجيران، يتبادلون الأطباق يوميا في عادة رمضانية استمرت لعقود حتى سماع صوت «المدفع» ورفع أذان المغرب.

وحين يستدعي أهالي الخبر ليالي رمضان لا يمكن إلا أن يذكروا موائد الإفطار الجماعي التي تجمع أهالي الحارات، ناهيك عن التجمعات الأسرية التي تستمر على مدار الـ30 يوما ما يعطي مذاقا خاصا للشهر الفضيل، هذا ما أكده عبدالله الدحيم في حديثه لـ«عكاظ» باعتباره شاهداً على تلك السنوات في محافظة الخبر، لاسيما أنه بدأ الصيام منذ صغره أيام المرحلة الابتدائية بتشجيع والديه. ويضيف الدحيم: «رمضان قديماً يحمل الذكريات الجميلة من بدايته حتى نهايته، يستقبل بتزيين الحارة وتنوع الأكلات الرمضانية التي يتبادلها الجيران، خصوصا قبل الإفطار، إذ تكون الحارة كخلية نحل؛ وهذا دلالة على ارتباط اجتماعي في أعلى صوره من تبادل الأكلات التي نفتقدها في زماننا هذا». وأشار الدحيم إلى أنه في ذلك الوقت كانت لعبة كرة الطائرة سائدة في الأحياء، بسبب قلة الجهد التي تحتاجها هذه اللعبة، خلال انتظار صوت المدفع، فنتسابق للمنازل لتناول الإفطار، ومن ثم البقاء في المنازل حتى موعد السحور. واستدرك: «لم تتغير الأكلات الشعبية، فالحاضر يشبه الماضي إلى حد بعيد، بسبب تمسك الناس بعاداتهم الغذائية التي تميز الشهر الكريم».


واعتبر الدحيم الصوم قديماً «معاناة»، فالحر كان شديداً، وسط غياب أجهزة التكييف، يصمت.. ويسترسل مبتسماً: «أما الآن ولله الحمد، تضيء يومك كاملاً في أجواء باردة تعينك على الصوم». ويعود الدحيم للمقارنة بين الصيام قديماً وحديثاً، ليؤكد مرة أخرى أنها متشابهة بدءاً من السحور وتلاوة القرآن من بعد صلاة الفجر، ثم العودة للقراءة من بعد الظهيرة حتى العصر، وهنا يبدأ الاستعداد لوجبة الإفطار وصلاة التراويح، لينتهي اليوم بالزيارات العائلية والجيران التي ظلت واحدة من أبرز عادات أهالي الخبر.