-A +A
أسامة يماني
حالياً الرئيس الأمريكي بايدن والإدارة الأمريكية الشغل الشاغل للعالم شرقه وغربه، وشماله وجنوبه. فالسياسات الأمريكية سوف تؤثر في الاقتصاد والتوازن الدولي والسياسات والإستراتيجيات والقضايا العالمية.

منطقة الشرق الأوسط إحدى أهم المناطق الجيوسياسية الهامة سيكون لها نصيب الأسد في المنظور السياسي الأمريكي للإدارة الأمريكية الجديد.


الشرق الأوسط ٢٠٢١ ليس الشرق الأوسط في ٢٠١٣ عندما كان الرئيس أوباما في سدة الحكم. لقد حدثت تغيرات جوهرية في هذه الفترة الزمنية القصير بالنسبة للتاريخ السياسي.

أهم هذه التغيرات جاءت مع تولي الأمير محمد ولاية عهد السعودية، وكذلك انتهاء حكم الإخوان في مصر وتولي الرئيس السيسي زمام الحكم في مصر، الأمر الذي أعاد الخارطة السياسية في المنطقة، وشكل قوة صاعدة جديدة. ومن الطبيعي أن تتحسس وتتوجس القوى العالمية من مثل هذا الظهور والصعود.

ومثال لهذا التوجس والتخوف في التأريخ موقف القوى العظمى من محمد علي باشا الذي سعت تلك القوى لتحجيمه وإضعاف نفوذه في المنطقة.

السياسة في حقيقتها تهدف إلى رعاية كافة شؤون الدولة الداخلية، وكافة شؤونها الخارجية، ولهذا تسعى القوى العظمى -من خلال سياساتها- إلى التأثير على القرار الداخلي والخارجي للدول الأخرى لتعظيم مصالحها.

لهذا فإن الإدارة الأمريكية تسعى من خلال مواقفها السياسية تحقيق أكبر قدر من المكاسب لإضعاف القوى الصاعدة في المنطقة واستمرار حالة الميوعة والتشرذم في المنطقة.

ولي العهد الأمير محمد يمثل أهم القوى الصاعدة في المنطقة، واستقرار صناعة الطاقة العالمية وبقاءها في هذه البلاد.

استقرار المنطقة العامل الأساسي للازدهار والتنمية. والسياسات الأمريكية في العراق مثال صارخ على أن الفوضى هي إحدى أهم الوسائل لتعظيم مصالحهم في الشرق الأوسط.

وفي نظري لمواجهة هذه الإدارة الجديدة هناك جبهتان هامتان يجب التحرك عليهما بقوة؛ أولهما الدول المؤثرة في المنطقة التي يجب التنسيق معها مثل مصر والإمارات. وتفعيل التعاون المشترك مع باقي الدول الشقيقة في الإقليم.

لذا فما تواجهه المنطقة يحتاج مزيدا من الالتفات إلى الداخل والاهتمام بالتنمية الشاملة لجميع المناطق والعدالة الاجتماعية في كثير من دول المنطقة. وما نشاهده اليوم من نقلات نوعية ما هو إلا مؤشر لتوجه الدول في هذا الاتجاه.

كاتب سعودي

‏com.‏yamani.osama@gmail