حسن نصر الله
حسن نصر الله
-A +A
زياد عيتاني (بيروت) ziadgazi@
لم يكن حسن نصر الله بأحسن أحواله في إطلالته التلفزيونية الأخيرة، كما لم يكن «حزب الله» كمليشيا بأفضل أحواله أيضا عندما كان يخطب زعيمه عبر الشاشة، وكذلك لم تكن البيئة الحاضنة لحزب الله بأحسن أحوالها وهي تراقب وسائل الإعلام تجول في إحدى المنشآت المتهمة وفقاً لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

إنها ليلة بائسة تلك التي عاشها «حزب الله»، بدءا من أمينه العام وصولاً إلى شباب الأحياء والزواريب الموالية له. نصر الله، وطوال الكلمة التي ألقاها على غير عادته في الشكل والمضمون، غاب إصبعه عن الصورة تماماً فهو إما كان مكتفياً كطالب مدرسة نظامي أو واضعاً يده على رأسه مطرقاً بالتفكير باحثاً عن الكلمات، غابت النبرة العالية كما غابت الابتسامات المجانية المرافقة للتحليل واستعراض الأحداث.


لقد كان نصر الله في هذه الإطلالة بموقع الدفاع بداية تجاه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرغم اعتراضه على اتهامات ماكرون وطريقة عرضها، إلا أنه أبدى انتظامه خلف المبادرة الفرنسية مردداً أكثر من مرة لقب «فخامة الرئيس». كما كان نصر الله مدافعاً تجاه اتهامات نتنياهو أمام الأمم المتحدة لحزبه وتخزينه الصواريخ بين المؤسسات والأبنية المدنية، إذ بدأ خطابه بإعلانه عن جولة إعلامية على المواقع التي أشار إليها نتنياهو!

لقد كانت مليشيا الحزب بائسة وهي تحاول عبر مسؤولها الإعلامي الرّد على نتنياهو واتهاماته، فيما أكثرية اللبنانية تعرب عن عدم ثقتها بما يقوله الحزب عبر وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك الأمر بالنسبة لبيئة الحزب التي صُدمت بما يحصل وبصورة نصر الله في إطلالته فاكتفت بالصراخ والنداء خلال مغادرة الإعلاميين وكأن الأمر مظاهرة لإسقاط نظام!

إنها الليلة البائسة التي ترسم صورة ليالٍ كثيرة تنتظر حزب الله وأمينه العام الذي لا يبدو أنه يملك القدرة ولا الرغبة على العبور إلى الضفة الأخرى التي يمكن أن تنقذ لبنان واللبنانيين، ضفة لا سلاح فيها إلا سلاح الدولة ولا دويلة داخل الدولة ولا مليشيات عابرة للحدود.