حجم الدمار الذي خلفه تفجير مرفأ بيروت.
حجم الدمار الذي خلفه تفجير مرفأ بيروت.
-A +A
فهيم الحامد (جدة) falhamid2@
لن ينعم لبنان بحالة الأمن والسلام إلا بإنهاء اختطافه من «حزب الله» والسيطرة على سلاحه وتفتيت مليشياته الطائفية؛ كون لبنان يعيش حالة تمرد دائمة منذ عقود وانطلاق الحراك الشعبي، إذ ازدادت الأوضاع تدهوراً من النواحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية حتى أصبح للأسف الشديد دولة فاشلة بسبب سياسة الاستفراد من قبل «حزب الله» وتنفيذ أوامر نظام خامنئي لتدمير لبنان.. وجاء تفجير مرفأ بيروت بمثابة رفع الغطاء عن حكومة دياب و«حزب الله» وانهارت مؤسسات الدولة وتبقى الرئيس اللبناني ميشيل عون يغرد وحيداً في بعبدا؛ ولم يعد «بيّ الكل» الذي أطلقه مناصروه عند انتخابه رئيساً في الـ31 من أكتوبرعام 2016.

لقد كشف رفض الرئيس اللبناني ميشال عون، فكرة التحقيق الدولي في تفجير المرفأ عن سوءة النظام الرئاسي؛ عندما أجمع الحليفان عون ونصرالله، على رفض التحقيق الدولي وهو المطلب الذي طالب به المجتمع الدولي كون عدم إصرارهما على الرفض وموافقتهما ستؤدي لفضح وكشف دور «حزب الله» الجوهري في حادثة التفجير، حيث أصر الاثنان على وضع الملف بعهدة المجلس العدلي، الذي يلقب بمقبرة الأحكام، وبالتالي سيكون مصيره، كمصير عشرات ملفات الاغتيال ولم يتم التوصل لأية نتائج بشأنها.


لقد حوصر ذراع إيران في لبنان؛ وبحسب مصادر سياسية لبنانية رفيعة، فإن هناك تغييرات قادمة ستضرب النظام الطائفي برمته وقد يحاول البعض من القيادات «الهروب من السفينة الغارقة»، كون استقالة حكومة دياب لا تكفي، حيث يجمع الشعب على ضرورة محاسبة المسؤولين ضمن تحقيق دولي شفاف، وعلى رأسهم الجنرال عون.. لبنان أمام منعطف أعمق، وأخطر مما يتصوره أحد كون تفجير مرفأ بيروت كان بمثابة «القشة التي قصمت ظهر البعير»، إضافة إلى المآزق السياسية والاقتصادية والصحية التراكمية. ويرغب الشعب في مشاهدة التغيير الحقيقي الذي سيأتي عن طريق نبذ «العقليات الطائفية» والانتقال إلى المواطنة الحقيقية للأرض اللبنانية وليس لقم وطهران ومشهد وهذا لن يتأتي إلا بعد تغير موازين القوى.

لقد كان الجنرال عون مدركاً لصعوبة مهمته عندما قال في خطاب القسم في حين وصف نفسه بأنّه رئيس أتى في زمن عسير، ويؤمّل منه الكثير في تخطّي الصعاب. ومن الواضح أن عون أثبت أنه لم يستطع تخطي الصعاب؛ كونه تخندق مع النظام الطائفي وأغرق لبنان في الأزمات وأفشل في دخول لبنان في توافق وطنيّ، مثل اتّفاق الطائف الذي عارضه في عام 1989 ودفع ثمن معارضته له بإخراجه من القصر الرئاسي ونفيه إلى فرنسا نتيجة التدخل العسكري السوري - أكتوبر 1990.

الجنرال لم يعد «بَيّ الكل» كونه أصبح وحيداً في بعبدا.. عون بانتظار نيران المرفأ.. الجنرال الهدف القادم.