-A +A
طاهر الحصري (النشر الإلكتروني) tito_ibrahim0@
يبدو أن الحب هو الذي لم يتغير فقط في زمن الكورونا، بعدما تبدل وجه الأرض وخريطة العالم، فأضحت قصص الحب العنيف التي تدوم لسنوات، يتخللها شعور الطرفين أن كليهما هو الأنسب لقضاء بقية العمر، قد لا توجد في الحقيقة إلا على شاشات السينما والتلفزيون.

ففي استطلاع «عكاظ»، لقرائها على مستوى العالم، بعنوان (أيها أكثر استقرارا وأطول في العلاقة «الزواج التقليدي، الزواج عن حب، زواج الأقارب»). جاءت نتائج الأصوات البالغ عددها 4.251 صوتا مدهشة، إذ أيدت 52% من الآراء الزواج التقليدي، و31% الزواج عن حب، و17% فقط زواج الأقارب! فماذا جرى للحب؟ هل فشل الحب في تقديم قصص حقيقية تدحض حكايا الواقع وخبرة الذين سبقوا بأن الحب شيء والزواج شيء آخر؟ ولماذا صوتت أغلب الآراء للزواج التقليدي، رغم أن أصحاب تلك الآراء يعيشون زمن الألفية الثالثة حيث الانفتاح على العالم؟ ولماذا حل زواج الأقارب في المنزلة الأخيرة على عكس التوقع من أن ما يعرفه الإنسان أفضل مما لا يعلم عنه شيئا؟


نتائج الاستطلاع تقودنا لتكرار التساؤل والبحث، هل الخوف من الفشل هو السبب في تراجع الحب للمرتبة الثانية؟ وهل للدراما العربية دور في زيادة أو نقصان الإقبال على خوض تجربة الحب المنتهي بالزواج؟

قد تكون الإجابة التي يحمل نتائجها الاستطلاع، في الشعور بالقلق من أن يتحول الحب إلى «علاقة فاترة» بعد الزواج، من ينجو منها هم مجرد استثناء؛ لذا اتجهت أغلب الآراء لتأييد الزواج التقليدي.

وربما لأن قرار الزواج «قرار مشترك» يتخذه كل من العقل والقلب، مع قليل من الإعجاب أو مستصغر لشرارة حب، مع تأييد التوجه بأن الحب يتأتى بعد الزواج؛ لذا اتجهت الأصوات حيث تقليدية الزواج.

وربما أن معظم من مر بالتجربة، كانت لديهم أسرارهم الخاصة التي ما لبثوا أن عمموها لتسود مجموعة من المبادئ، منها أن الحب مجرد وهم سرعان ما يتلاشى ويذوب بعد شهر العسل، وأنه ليس بالضرورة يأتي في البداية، فللحياة ومعتركها الكلمة الفصل، والبدايات ليست دائما تحدد النهايات.