وفاء أبو هادي
وفاء أبو هادي
-A +A
طالب بن محفوظ (جدة) talib_mahfooz@
مع مكانتها الاجتماعية واهتمامها بالإنسانية والطفولة في كتبها وكتاباتها؛ إلا أنها تعد نفسها طفلة ذات الأعوام الخمسة.. طفلة لم يعرفها الناس ولم يتعامل على أساسها أحد.. هي أمامهم أنثى ناضجة وسيدة مجتمع مرموقة ظافرة، تتقلد المناصب من فترة إلى أخرى، وتنجز أعمالها في فترة قصيرة مقارنة بعمرها.. تلك هي المستشارة الإعلامية الكاتبة الدكتورة وفاء أبو هادي. حين نظرت إلى هموم المجتمعات في كتاباتها الصحفية ومؤلفاتها؛ استقطبتها المنظمات الوطنية والعالمية وقرّبتها لعضوياتها، مثل: سفيرة نادي اليونسكو لاتحاد سفراء الطفولة العرب، وعضو الفيدرالية العالمية لأصدقاء الأمم المتحدة وممثلتها في الأعمال الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة. ولما نظرت إلى ابتسامة الطفولة الكبيرة امتلكتها رغبة الحياة ملؤها السلام.. وعندما أدركت أن بناء الأمة ببناء السلام الداخلي لا الفوضى في نفوس الأطفال؛ سعت بكتاباتها إلى إيجاد أرض خصبة للزراعة لتوفير رعاية كاملة للطفولة في ظروف صحية لجني الثمار، بالتأكيد أن السلام ينشأ من الطفولة البريئة والبيئة الصحيحة التي تعج بالحب والمحبة بعيداً عن العنصرية والتطرف والتفرقة.

وفي اهتمام نبيل لحماية الأطفال من التشرد والتحرش والعنف الأسري؛ استنفرت قواها النظرية والعملية لإكمال عجلة الزمن بتأمين بيئة أسرية خالية من الأمراض النفسية لكل طفل.. ولما اهتمت بالطفولة في المجتمعات وبذوي الاحتياجات الخاصة ممن لم يأخذوا حقوقهم؛ سعت لتحقيق السلام للطفولة في بقاع العالم، وصدحت بصوتها أن «الإعاقة ليست جسدية بمقدار ما هي فكرية». وعند مرحلة حياتية أصابت المجتمع محاولة في علاجه؛ جاء موئلها «رحلة ألم» لتنقل بمشاعر متنوعة صادقة هموم الحياة المجتمعية، في خواطر تخاطب مشاعر الحب وتستنكر الخداع، وتحافظ على العادات والتقاليد، وتقدِّر الأمومة وتضحياتها، وترسِّخ حب الوطن.. ولكنها آمنت أن «الحزن النبيل والحقيقي هو من يصنع الحيرة والألم».