-A +A
فواز الشريف
في اليوم العالمي للصحافة الرياضية الذي مر من أمامي مؤخراً بالكثير من الوعود والعهود والمواثيق أجد نفسي مرة أخرى وحيداً إلا من كتاباتي، غريباً إلا من زاويتي هذه، فقيراً إلا من تراثي وثقافتي، فؤادي كفؤاد «أم موسى» خاوٍ فلم تخذل الصحافة والإعلام الرياضي في السعودية أحداً مثلما خذلتني، إلا منكم، و«عن التعب» أكتب على طريقة النمساوي «بيتر هاندكه» حيث دخلتها شاباً جميلاً متخماً بالأمنيات والآمال والأحلام والتطلعات وعلى مشارف مغادرتها الآن نصف كهل لا ماضي ولا حاضر ولا مستقبل. في كثير من الأحيان تصطدم بواقع أقوى منك، تندر فيه الفرص وتحيطك الخيانات واللامبالاة والتجاهل من كل الاتجاهات، وبقدر شعورك بالألم والضربات الموجعة بقدر ما تتشكل سعادة الآخرين، فشتان بين من يبني فكرة ومن يهدمها، وشتان بين من يتقاضى راتبه دون جهد ومن يشعر أن قيمة جهده لا تقدر بثمن، فلعبة «الكلمات المتقاطعة» هي أشهر لعبة أدبية فيها ستتعرف على الفروقات بين ما هو حرف مع ما هي كلمة مع من هو صانع هذه الكلمات وراسمها. أكثر من ثلاثين عاماً كنت فيها رمانة العمل وأيقونة العطاء شاركت مع رفقاء الذكريات في بناء ثلاث صحف رياضية حضرت حفلة ولادتها وتأبينها لحظة موتها، وشاركت في نهضة قناتين أجنبيتين وبعض القنوات التلفزيونية الرياضية العربية والمحلية وفي كل مرة تكون الغلبة والفوز والنصر لمن واجهني، قلتها مراراً بأني أكثر فاشل يفتخر بفشله حين يكون انتصار الأغلبية مبنياً على «الكثرة تغلب الشجاعة». ثلاثون عاماً كالعصفور الصغير يحلق بالقرب من عشه فوق «شجرة» واحدة لا يتسلق أغصانها إلا من تسلح بقلب من حجر وسكين حادة وضمير ميت، شجرة تخرج في أصل الجحيم شاحبة لا روح فيها ولا أمل، طلعها كأنه رؤوس الشياطين، ومع غصتي ومرارة ما أشعر به اليوم في فراغات المرحلة أجدني أعود أكثر قوةً وتمسكاً بالمبادئ والقيم والعادات والتقاليد، ذاته فواز الذي حرث حقل صحافته الجميل حتى أنبت ورداً. لقد أعادت رؤية سمو سيدي ولي العهد حفظه الله الأمل في دواخلي والكثيرين مني فمني أكثركم وأجملكم، وتخيلت لوهلة «ماذا لو كانت هذه الرؤية قبل ميلادي؟»، إنها يوم ميلادي وميلاد جيل متسلح بالعلم ومتطلع للأفضل، جيل كتب عليه أن يكابد خطيئات أجيال لأجل هذا الوطن الفاره العظيم، ويسابق الزمن على الرغم أن الزمن كان بين يديه حتى قيل لنا «الصحة والفراغ»، جيل «ترك فود»، وتنظيم المهرجانات، والعمل على نجاح المناسبات، جيل تعلم أن العمل «مرجلة» والصبر سلاح، وها هو ينعم بالآتي القريب.

اليوم العالمي للإعلام الرياضي ليس إلا تذكرة فيما بين الإعلامي المخلص لمهنته وصانع الإعلام المخلص لفكرته وفي كلتا الحالتين أعتقد أننا نفتقد لهاتين الشخصيتين وشكراً.


@FawazAlshreef