يعتقد باحثون أن الفايروس يستخدم مخالبه ليتمكن من الإبحار إلى الخلايا السليمة.
يعتقد باحثون أن الفايروس يستخدم مخالبه ليتمكن من الإبحار إلى الخلايا السليمة.
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
حذرت مجموعة من المستشارين العلميين للحكومة البريطانية؛ يتصدرهم سير ديفيد كينغ، الذي شغل منصب كبير علماء حكومة رئيس الوزراء العمالي السابق توني بلير، أمس، من أن بريطانيا مقبلة على 30 ألف وفاة إضافية بسبب فايروس كورونا الجديد. وقالت المجموعة إن ذلك سيكون بسبب استعجال حكومة بوريس جونسون المحافظة، رفع تدبير الإغلاق والحجر المنزلي. وأضافت أن معدل التفشي لم ينخفض في بريطانيا، لأن الحكومة سمحت للسكان بالتلاقي والخروج من دون قيود. وطبقاً لأرقام المكتب الوطني للإحصاءات، فإن نحو 3000 شخص يصابون بالفايروس يومياً في إنجلترا. وكان كبير أطباء حكومة جونسون البروفيسور كريس ويتي قال الأسبوع الماضي «إنه يتوقع أن تبقى الإصابات الجديدة عند مستواها الراهن خلال الشتاء، وحتى الربيع القادم». وحذرت مجموعة سير ديفيد كينغ من أن استمرار الوفيات بمعدل 100- 150 يومياً سيعني وصول العدد الكلي للوفيات إلى نحو 80 ألفاً بحلول مارس 2021. واتهمت عضو المجموعة المستقلة المحاضرة بجامعة كينغز كوليدج البروفيسور كريستينا باغل حكومة جونسون بأنها تقول للشعب إن الوباء قد انتهى، «وتلك ليست الحقيقة». وطالب عضو المجموعة أستاذ الصحة العمومية بجامعة برستول البروفيسور غابرييل سكاللي رئيس الحكومة جونسون بإعلان إستراتيجية كاملة للأشهر التسعة القادمة، لمنع وفاة مئات الأشخاص كل يوم. وفي شأن آخر؛ نسبت صحيفة (التلغراف) أمس الأول إلى أستاذة الوبائيات بجامعة أكسفورد البروفسور سونيترا غوبتا قولها «إن فرض الحجر المنزلي فترات طويلة لحماية الجمهور من الجراثيم يمكن أن يؤدي إلى إضعاف مناعتهم، وجعلهم عرضة للإصابة بالفايروسات». وأضافت: أن ذلك يشمل فرض التباعد الجسدي لفترة طويلة، لأن الناس لن يكونوا معرضين للإصابة بالجراثيم والفايروسات، وبالتالي لن تكون لديهم مناعة قوية لصدّها. وعرفت البروفيسور غوبتا بمطالبتها بالسماح بتكون ما يسمى «مناعة القطيع». وأشارت إلى أن الوضع في أوروبا قبل 100 سنة كان أشبه بالعزلة، بسبب عدم توافر وسائل النقل، ما أدى إلى استشراء وباء الإنفلونزا الإسبانية، التي قضت خلال الفترة 1918- 1919 على نحو 50 مليوناً.

كوفيد «الشرير جداً».. له «مخالب» !


أكد علماء جامعة كاليفورنيا أن فايروس كورونا الجديد يشوه الخلايا البشرية، ويجعلها تنمّي «مخالب»، قادرة على التمدد في بقية الجسم. والتقط العلماء صوراً مجهرية لتلك العملية التي وصفوها بأنها «شريرة جداً». وتبدو المخالب مثل المسامير، وتكون محملة بالجزئيات الفايروسية. ويعتقد الباحثون أن الفايروس يستخدم تلك المخالب ليتمكن من الإبحار إلى الخلايا السليمة، ليحقنها بسمه الفايروسي. وظل العلماء قبل هذه الدراسة يعتقدون أن فايروس كورونا الجديد، مثل أي فايروس آخر، يلتحم بالخلايا السليمة ليحولها إلى آلة لاستنساخ الفايروس نفسه. وتعني الدراسة الأمريكية الجديدة أن فايروس كوفيد-19 خضع لتحور وراثي جديد، جعله قادراً على إعداد خطة بديلة تتيح له مواصلة تخريبه إذا كان جهاز المناعة البشري قادراً على صدّه. ووصفت نتيجة هذه الدراسة بأنها قفزة كبيرة في الحرب على كوفيد-19. وقد تفتح الأبواب أمام خيارات جديدة لمعالجة هذا الوباء.

الفايروس «المحتال» !

في شهادة أمام لجنة العلوم والتكنولوجيا بمجلس اللوردات البريطاني، أكد أستاذ الطب التجريبي بجامعة كينغز كوليدج في لندن البروفيسور بيتر أوبنشو أمس الأول، أن العلماء حائرون حقاً حيال التصرفات المعقدة للفايروس الجديد، مشيراً إلى أن فايروس كوفيد-19 يملك عدداً من «الحِيَل» لمراوغة جهاز المناعة، على رغم أنه لم يقفز من الحيوان إلى الإنسان إلا قبل ستة أشهر فحسب.

لافتاً إلى أن الفايروس الجديد أضحت له قدرة مدهشة على التفشي، وعلى التحايل على جهاز المناعة؛ على رغم أنه لم يقفز من الحيوان للإنسان إلا قبل أشهر. وزاد: إن العادة جرت على أن يستغرق أي فايروس سنوات عدة للتعايش مع الإنسان حين يصبح الإنسان مضيفه الجديد (بعد الحيوان). لكن كوفيد-19 تحور بشكل سريع مذهل.