-A +A
بشرى فيصل السباعي
يقول الخبر إنه حسب دراسة فـ«جيف بيزوس» مؤسس شركة أمازون سيصبح أول تريليونير بالعالم عام 2026، ويليه مارك زوكربيرغ مؤسس فيسبوك حيث سيصبح تريليونير عام 2036 -التريليون = مليون مليون أو ألف مليار- وسبب قدرة الدراسة على التنبؤ بدقة بحجم زيادة ثرواتهم والزمن الذي سيستغرقه وصولهم إلى التريليون هو أنهم ببساطة يكنزون ثرواتهم، أي يتركونها تتراكم، وتبرعاتهم مع مصاريفهم تبدو طفيفة بالمقارنة مع الحجم المتصاعد لثروتهم، وبالطبع كنز تلك الثروات هو من حقهم، لكنه يبدو أمرا غير إنساني وغير أخلاقي أن يكنزوا تلك الثروات بينما الناس حولهم في بلادهم، ناهيك عن غيرها من البلدان حرفيا، يموتون من الجوع والتجمد بالشوارع بسبب التشرد، والآن في ظل وباء كورونا يموت عالميا العشرات من الطواقم الطبية بالوباء بسبب عدم توفر ميزانية لوسائل الحماية الطبية الأساسية اللازمة لهم كما يموت المرضى بسبب عدم توفر ميزانية للتجهيزات اللازمة لإنقاذهم، وفي البلدان الفقيرة التي لا تستطيع حكوماتها القيام بالحد الأدنى من الإجراءات الصحية اللازمة لمحاصرة الوباء يصبح عدم تبرع أثرياء تلك البلدان لسد العجز المالي الطبي موقفا إجراميا يتسبب بمقتل عشرات الآلاف من الضحايا وسيحاسبون أخرويا عن ذلك لأنهم الوحيدون الذين كان يمكنهم القيام بشيء لإنقاذ كل هؤلاء، لكنهم آثروا كنز ثرواتهم ليتفاخروا بمكانتهم في قائمة أثرى الأثرياء التي أراها قائمة للعار وليس الفخار، فليس هناك ما يدعو للفخر بأن يكون لأحد تلك الأرقام الفلكية من الثروات، بينما هناك من يموت من الجوع بالعالم، وهم بلا شك عليهم أوزار كل من كان يمكن إنقاذه بتبرعاتهم، مع أنهم يحظون بإعفاءات ضريبية أكبر من التي للفقير الجائع لكي لا تهاجر ثرواتهم، وهم بالفعل تحت ضغط كبير من الرأي العام للتبرع حتى قبل كورونا لكن تبرعاتهم وإن كانت بالنسبة للشخص العادي تبدو كبيرة فهي تبقى طفيفة لدرجة أنها غير مؤثرة بشكل حقيقي، فلكي تكون مؤثرة بشكل حقيقي لا يكفي التبرع بتكلفة شحنة غذاء إنما يجب إقامة أنظمة محلية تعالج أسباب العجز فيها كبناء شبكة ري تعوض عدم هطول الأمطار أو سدود تحمي الناس من الفيضانات السنوية للأنهار، وإقامة مدارس وجامعات مجانية توفر التعليم اللازم للتنمية مع قروض غير ربوية للفقراء تساعدهم لبدء مشاريع صغيره تغنيهم عن الحاجة للتبرعات، مع العلم أن العاملين بشركة أمازون باستمرار يقومون باحتجاجات على شدة انخفاض رواتبهم وافتقارهم للمزايا الأساسية التي تقدمها حتى الشركات الصغيرة.

كاتبة سعودية


bushra.sbe@gmail.com