الروبوت سيكون في استقبال نزلاء الفنادق.
الروبوت سيكون في استقبال نزلاء الفنادق.
فحص حرارة مسافر بمطار هيثرو بلندن.
فحص حرارة مسافر بمطار هيثرو بلندن.
-A +A
«عكاظ» (لندن، بروكسل) OKAZ_online@
مع تقدم العلم بشأن مدى حصانة المتعافين من مرض كوفيد-19، الذي يسببه فايروس كورونا الجديد؛ بات ممكناً رسم ملامح السفر والضيافة في عالم ما بعد «كوفيد-19». ويعلّق العلماء أملاً كبيراً على تلك المعرفة للسماح للحكومات بتعليق إجراءات الإغلاق والحجر الصحي الراهنة. وذكرت صحيفة «التايمز» أخيراً، أن باحثين في جامعة أمستردام بهولندا توصلوا، بعد فحص 10 رجال على مدى 35 عاماً، من 4 من سلالة فايروس كورونا تسبب نزلة البرد العادية، إلى أن التعافي منها يمكن أن يوفر مناعة لمدة لا تتجاوز 6 أشهر. وقالت البروفيسورة ليا فان دير هاوك، وهي إحدى عالمات جامعة أمستردام، للصحيفة: إن مسألة «مناعة القطيع» Herd Immunity باتت مشكوكاً في أمرها، لأن اختبارات وجود الأجسام المضادة تؤكد أنه حتى مع وجود لقاح فإن المتعافين يمكن أن يصابوا مجدداً خلال فترة تراوح بين 6 و12 شهراً. وقال عالم الفايروسات بجامعة ريدينغ البريطانية إيان جونز إنه إذا كانت المناعة جزئية فحسب، فسيكون من الصعب القول إن خطر الفايروس تم تحييده.

مسافرون بـ«الكمامات»


وأضاف أن العلماء لم يعرفوا بعد إلى أي مدى يمكن أن تكون لدى المتعافي مناعة من الإصابة بـ«كوفيد-19». بيد أن الإشارات المشجعة عن نتائج فحوصات الأجسام المضادة دفعت الحكومة البريطانية للتفكير في التوسع في خططها الرامية للعودة إلى الحياة الطبيعية باستصحاب تلك المؤشرات. وترددت خلال اليومين الماضيين في لندن مصطلحات من قبيل «جوازات الخلو من الفايروس»، و«ممرات السفر»، لتمكين الناس من السفر دولياً. ومن شأن حمل «جواز الخلو من كوفيد-19» أن يتيح لحامله السفر بحرية، وعدم الخضوع لقاعدة العزل بعد الوصول لمدة 14 يوماً، كما هو الوضع حالياً. وترفض شركات السفر والسياحة وسلطات المطارات قرار عزل القادمين 14 يوماً بعد وصولهم إلى بريطانيا. وسيصبح إلزامياً اعتباراً من 8 يونيو القادم على أي قادم لبريطانيا، مواطناً كان أو أجنبياً، أن يعبئ نموذجاً قبل وصوله يذكر فيه عنوان إقامته، لضمان التزامه بالعزل، وإلا سيتعرض لمخالفة غرامتها 100 جنيه (500 ريال) في صالة القدوم. وسيقوم موظفو الصحة العمومية بالاتصال هاتفياً بالمسافر القادم لضمان التزامه بالعزل. وإذا خالف الالتزام سيتعرض لغرامة قدرها ألف جنيه (5000 ريال). وإذا كان المخالف أجنبياً، يحق لوزارة الداخلية البريطانية إبعاده فوراً. وتقول الحكومة البريطانية إنها يجب أن تظل قادرة على الاتصال بالقادم، خصوصاً إذا اتضح أن أحد القادمين معه في الرحلة الجوية تم تشخيصه بمرض كوفيد-19. وطبقاً لضوابط الرحلات الجوية التي نشرتها في بروكسل وكالة الاتحاد الأوروبي لسلامة الطيران (الجمعة)، فإن المسافر ملزم بارتداء «الكمامة» طوال فترة الرحلة. ولن يسمح للمودعين بدخول صالات السفر، إذ يتعين عليهم توديع مسافريهم خارجها. كما أنه لن يكون مسموحاً للمسافر دخول صالات الأسواق الحرة. كما لن تكون هناك مبيعات جوية على متن الطائرات.

روبوت لـ «الخدمات الفندقية»وذكرت صحيفة «ديلي ميل» أخيراً ، أن أجواء ترقب العودة للسفر والسياحة رسمت واقعاً جديداً في فنادق ما بعد «كوفيد-19». إذ ستكون المخالصات المالية عن طريق الدفع غير الاتصالي (البطاقات). وستودع في الثلاجات الصغيرة في غرف النزلاء، معقمات، ومطهرات. وستكون عمليات التنظيف مستمرة على مدار ساعات اليوم. وقد تتولى روبوتات مهمات النظافة في بعض الفنادق الكبيرة. ولن يسمح بطوابير النزلاء في انتظار قفل حساب غرفهم. وستكون ماكينات الخدمة الذاتية هي العنوان الرئيسي في بهو الفنادق، وسيكون استخدام أجهزة الكشف الحراري عن درجة حرارة النزيل ملمحاً أساسياً مشتركاً، وسيكون سائقو سيارات الفنادق ملزمين بارتداء أزياء الحماية الشخصية، وسيوضع فاصل بلاستيكي بين السائق والضيف الذي يقله، وسيكون على الفنادق في المنتجعات الكبيرة تجهيز حافلات واسعة تتقيد بقاعدة التباعد الجسدي، وتحمل عدداً أقل من النزلاء. وستلجأ فنادق كبرى إلى استخدام تكنولوجيا التعرف إلى الوجوه في عمليات دخول المصاعد والغرف. وستوفر الفنادق لنزلائها أقنعة الوجه (الكمامات)، وستكون هدية الترحيب بكل نزيل إعطاؤه عدداً من المطهرات والمعقمات عند وصوله للفندق، ولن يسمح باستخدام المصاعد لأكثر من شخص، إلا للمجموعات التي يرافق بعضها الآخر. وغالباً ستتخلى الفنادق عن توفير عمال أو عاملات لتنظيف الغرف. وسيمنح النزيل أدوات التنظيف الخاصة بغرفته ليقوم بالمهمة بنفسه، ولن يسمح باستخدام الغرفة الفندقية إلا بعد مرور 24 ساعة على إخلائها من نزيلها السابق. وأعلنت فنادق ماريوت أنها نشرت أجهزة لبخ المطهرات آلياً داخل الغرف، وقالت فنادق فخمة إنها وفرت أيضاً أجهزة لضخ الأوزون لتنقية الهواء بين نزلائها.

تقليص الطاقة الاستيعابيةوقد تفرض الحكومات الغربية قيوداً على الحد الأقصى لإشغال الغرف الفندقية. ففي إسبانيا، قررت الحكومة أن على الفنادق ألا تشغل غرفها بنسبة تزيد على 30% من طاقتها الاستيعابية. وعلى إدارات الفنادق الكشف على درجة حرارة كل موظف مرتين يومياً. وسيكون التواصل مع الاستقبال وأقسام الخدمة في الفنادق من خلال تطبيق فيس تايم على مدار ساعات اليوم. وبالطبع فإن أوقات الوجبات ستعاد جدولتها، مع ضمان التباعد الملائم بين الموائد. وسيتم التخلي عن نظام «البوفيه المفتوح» المعتاد في الفنادق. وسيتم حض النزلاء على تناول وجباتهم داخل غرفهم. وقد تلجأ مطاعم بعض الفنادق الفخمة إلى الاستعانة بالروبوت بدلاً من «الجارسون» لخدمة الضيوف على المائدة، ولن تكون هناك خدمات حلاقة، ومساج، وتنظيف الوجه بالبخار.