-A +A
خالد السليمان
أقسى طلب يمكن يطلبه الإنسان هو حظر التجول في مدينته، فهو نقيض كل مبادئ الحرية التي يؤمن وينادي بها، لذلك عندما تجد المجتمع نفسه يطالب السلطة بفرض حظر التجول في سبيل تطبيق الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار عدوى الكورونا المستجد فهذا يعني أن المجتمع قد ضاق ذرعا بكل المستهترين الذين يتجاهلون دعوات المسؤولين والممارسين الصحيين المختصين للحد من الخروج غير الضروري من المنازل!

لا يظن أحد أن حظر التجول شيء يمكن التعايش معه بسهولة، فهو التقييد الكامل لحرية حركة أفراد المجتمع، لكنه أيضا مؤشر التوقف الكامل للحياة الطبيعية كما نعرفها!


وفي جميع بيانات وزارة الصحة نجد أن غالبية الإصابات المسجلة الجديدة هي لمخالطين، أي أن فرص نجاتهم من الإصابة بالعدوى كانت ستكون أفضل لو أنهم التزموا بالنصائح والتعليمات، وكانت المنظومة الصحية في غنى عن إضافة المزيد من الضغط على كاهلها!

إذن المسألة لا تتعلق بالفرد بل بالجماعة، وتقييد حريته هو خط الدفاع الأخير عن المجتمع، خاصة إذا كان مستهترا لا يكترث لسلامة غيره، فإن تطبيق النظام بأقصى درجاته هو الرادع لأمثاله!

ورغم أن حظر التجول سيبدو عقوبة جماعية مقابل التصدي لقلة من المستهترين، إلا أن الصالح العام في هذه المرحلة يتطلب التضحيات والصبر من الجميع، وتعاضد المجتمع لمواجهة الأزمة حتى ينجلي غبارها!

الخلاصة.. تتوقف الحياة في الحاضر لأيام وأسابيع.. لنضمن استمرارها في المستقبل!

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com