-A +A
فهيم الحامد (الرياض) okaz_online@
تعيد المملكة كتابة التاريخ في العالم بأكمله عندما تستضيف أعمال قمة قادة العشرين الافتراضية الاستثنائية خلال الأسبوع الجاري؛ لمناقشة السبل الكفيلة للتعامل مع فايروس «كورونا» المستجد. عندما تولت السعودية، رسمياً، في ديسمبر العام الماضي رئاسة مجموعة العشرين، التي ستعقد نهاية نوفمبر من العام الجاري 2020، سعت من خلال استضافتها للقمة تحت عنوان: «اغتنام فرص القرن الواحد والعشرين للجميع»، إلى أن تكون حاضنة لمفاتيح حلول الملفات الاقتصادية والتنموية المعقدة، كون الفرصة أمامها لإظهار قدرتها على قيادة الأجندة العالمية الطموحة لتقديم سياسات اقتصادية فاعلة مستدامة للتعامل مع تلك المستجدات، وإيجاد حلول للقضايا الملحة للقرن الواحد والعشرين.

وفي الوقت الذي أطلقت فيه السعودية برامجها ومبادراتها التي تسبق انطلاق القمة في نوفمبر، اجتاح وباء (كوفيد ١٩) الكون بقوة ودفع الدول إلى اتخاذ التدابير الوقائية والإجراءات المالية والنقدية اللازمة لدعم الاستجابة لمقاومة فايروس كورونا المستجد وحماية النمو الاقتصادي العالمي من الصدمات.


السعودية وباعتبارها تتولى رئاسة القمة، ارتأت ضرورة التحرك على المستوى العالمي واتخاذ التدابير الجماعية لحث الدول على تطبيقها لاحتواء تفشي الفايروس وعلاج المصابين به ومنع انتشاره.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تلقى خلال 48 ساعة، أربعة اتصالات من صناع القرار في العالم، وهم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، لمناقشة عقد اجتماع استثنائي افتراضي لقمة مجموعة العشرين، إذ عكفت المملكة على اتصالات مكثفة على أرفع المستويات، لضمان التنسيق المطلوب في مواجهة انتشار الوباء واستعراض التطورات المتعلقة بالفايروس، وأبرز تداعياتها على الاقتصاد العالمي. وتعد مجموعة دول العشرين منتدى عالميا يضم في عضويته قادة دول تمثل أهم الاقتصادات المتقدمة والناشئة والمؤثرة على الصعيد العالمي لمناقشة العديد من القضايا والتحديات المتصلة بالاقتصاد العالمي.

وتشارك دول المنتدى مجتمعة بنحو 80% من إجمالي الناتج العالمي وتستحوذ على نحو 80% من حركة التجارة العالمية كما يشكل سكانها ثلثا سكان العالم.

المملكة تعاملت بشفافية وجرأة مع وباء (كوفيد ١٩)، باتخاذ قرارات غير مسبوقة تاريخية على المستوى المحلي؛ للحفاظ على سلامة المواطنين والمقيمين وتحملت مسؤولياتها بالكامل كدولة ثقيلة تتحرك وفق البروتوكول العالمي الصحي، مستشعرة دورها على المستوى العالمي بحكم رئاستها لمجموعة قمة العشرين العام الحالي، بأهمية تكثيف الجهود الدولية المبذولة لمكافحة «كورونا»، عبر إجراء اتصالات مستمرة مع دول المجموعة لعقد اجتماع قمة استثنائي -افتراضي- يبحث سبل توحيد الجهود لمواجهة انتشار الوباء.

ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وضع النقاط على الحروف، بأن المملكة تسعى لتعزيز التوافق العالمي، حين علق على تسلم المملكة رئاسة قمة العشرين، أن السعودية تلتزم من خلال رئاستها لمجموعة العشرين بمواصلة العمل الذي انطلق من أوساكا، وتعزيز التوافق العالمي، والسعي بجهد بالتعاون مع الشركاء بالمجموعة لتحقيق إنجازات ملموسة واغتنام الفرص للتصدي لتحديات المستقبل.

من هنا جاءت دعوة المملكة لعقد اجتماع لقمة العشرين افتراضي لانحسار الوباء الذي يعتمد على مدى تحرك العالم والإجراءات التي يتخذها، وتطويق المرض الذي يتوقف بالأساس على الامتثال للإرشادات الصحية والوقاية والعمل الجماعي العالمي «لن يهزمنا كورونا ما دمنا يدا واحدة وروحا وطنية ومواطنة ومسؤولية في مبادرات تدعم جهود الدولة».