في سنة من السنين.. مساء يوم السابع من رجب أول مرة رأيتها! وبعد أيام يطل الموعد التاريخي ليكون التمام والكمال لستة وعشرين عاما على لقائنا الأول!!! آخذكم اليوم الى استراحة لاحديث فيها غير الاحاسيس وحدها تجري كتدفق الشلال المنهمر.. وكل ماعداها معطل! وهذا النوع من الكتابات الوجدانية جماله أنه لايرغمك على استعمال الحذر فالاعتراف بمضمونه ليس عليه رقيب ولايكرهه حسيب!
كانت بعيدة.. وكنت بعيدة.. لكنها من النوع المشع.. يخترق بهاؤها المسافة ويصلك ضيها حتى لو كان بينك وبينها حجاب ساتر أو أبعاد وأبعاد! بعض الأشخاص يمرون أمامك ولاتراهم، وبعض الاشخاص ليسوا حولك.. ولايمرون أمامك.. ولاتراهم وجها لوجه ومع ذلك تلمحهم من بعيد، ثم يشدون بصرك.. ثم تتابعهم ثم تتبعهم ثم تتعلق بهم ثم يسجلون علامتهم على قلبك.. لحظتها يختطفونك من بين العشرات أو حتى الألوف! هكذا هي شخصية اختراقية.. أو خرافية تصلح بطلة لقصص الجمال والسحر والتأثير كشخصيات سندريللا أو الأميرة الحسناء.. بهية كالصبح الشفاف! ونقية كالنهار المشمس لايختلف إثنان على نقاء سريرتها وإطلالة وداعتها.. وأصالة معدنها الانساني المشع طيبة ورقة وصفاء وذكاء وإحساس ووعيا ورقيا وخلقا ومع كل ذلك بساطة شديدة البساطة! انها المعجزة البشرية التي تجعل من البساطة والعظمة أليفين!! عظيمة في كل سموها.. وبسيطة في كل تعاملاتها!! كانت أول من جعلني أفكر هل حقا لكل انسان من اسمه نصيب؟! هل كانت للنبوءة في اختيار اسمها حقيقة؟ مضاوي اسم مشتق من قلب البيئة ومن صميمها الوطني المعجون بخصوصية الوطن وطين الأرض له وقع ورنين الجنيه الذهبي كلما قلبته على الجنبين اعطاك لمعانا وبريقا أخاذا!! يقولون عنه التجديد المطور لاسم (موضي) أو هو النسخة المطورة منه! وعندما بحثت عن معناه منذ زمن طويل في "لسان العرب" ما كنت أبالي لو كان اسمها آخر غيره.. فكل اسم تضفي عليه جاذبية ومعنى! غير أني وجدتها سبحان الله خلقت كي تكون مضاوي ولاتصلح الا لهذا الاسم مضاوي! عيبها الوحيد انها (كتوم) تحمل الجرح في يدها ولا تقول آه! وغلطتها الاخرى أنها لاتحب محبة الآخرين لها إلا بميزان! ولو أسرفوا واحبوها أكثر مما تحتمل كفة الميزان خسروها!!! المشترك بيننا لم يكن صلة رحم، ولا قربى نسب! ولا تماثل أوضاع أو تشابه أسماء أو تقارب صفات أو حتى صداقة مثل كل الصداقات! المشترك بيننا طرف ثالث أوجد للأمومة أنهارا وفجر منها ينابيع يمدها في كل اتجاه فإذا هي تغدق على الجميع "حنانا" مميزا له مذاق السكر للملهوف بعد أن لعق المركله! ولأن طعم هذا الحنان لايتكرر، مجرد رحيل الام جفت معه الينابيع وما عدت استطعم السكر في أي حنان آخر.. إلا مضاوي! كل أمومة بعد تلك الأمومة الراحلة لم تنافسها في فيض عطائها الرحيم وكان الأجمل بيننا أننا نرعى النبع من تلك الأم التي مثل المطر تنهمر على الجميع بذلك الري المشبع! احيانا ظروفنا تجعل منا اشخاصا آخرين لكن أملنا.. أن لايتخلى عنا احبابنا لأننا أخطأنا! فاذا كان الخطأ كبيرا ألم يكن الحب اكبر؟!!! لاجل ذلك الينبوع... ردي بغفران!!!


للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة