لم يشفع لحي الحرس موقعه المجاور لمطار الأمير محمد بن عبدالعزيز وكثافة سكانه الذين يتجاوز عددهم 20 ألف نسمة فالعشوائية تضرب اطنابها في الحي الواقع شرق المدينة المنورة حيث ان غالبية منازله بيوت شعبية مشيدة عشوائيا دون صكوك واصحابها تملكوها عن طريق السكن فيها.. والشوارع ترابية تكثر فيها الحفر وليست بأفضل حالا من شوارع أية قرية من قرى طيبة الطيبة.. وعن الخدمات البلدية التي يفتقدها السكان حدث ولا حرج. العالمون بتفاصيل نشأة الحي قبل اكثر من 20 عاما ينسبون تسميته الى مجموعة من منسوبي الحرس الوطني شيدوا مساكن لهم على ارضه القريبة من مقر عملهم والتي كانت بيضاء في ذلك الحين واصبح فيما بعد وجهة للكثير من ذوي الدخل المحدود من سكان المدينة نظرا لأن المنازل فيه كانت تباع بأسعار زهيدة لكونها بدون صكوك.
مطبات وحفر
واجهنا صعوبة بالغة ونحن نشق طريقنا الى داخل الحي على شارع لم تمتد له يد السفلتة واجهدت المطبات والحفر سيارتنا رغم أنها من ذوات الدفع الرباعي. وعبر المواطن موسى الحربي الذي التقيناه في بداية جولتنا عن أسفه للاهمال الذي يلقاه حي الحرس من قبل الجهات المعنية بتوفير الخدمات قائلا انهم في حاجة ماسة لتنظيم الحي وسفلتة شوارعه ووضع حد لتجاوزات الذين يقومون برمي مخلفات البناء في الساحات بعشوائية مفرطة بيد انه اعترف بأن الوضع الآن أفضل مما كان عليه في السابق.
انقطاع المياه
وفي موقع غير بعيد تحدث لنا المواطن منصور العمري عن اشكالية الانقطاع المتكرر للمياه مطالبا الجهات المختصة بإيجاد حل يريح السكان من هذه المعاناة المستمرة.. واشتكى من غياب مشاريع الصرف الصحي عن الحي الذي يطاله الأهمال منذ سنوات طويلة.
لاحظنا اثناء جولتنا بعض الشباب المتهورين يقودون سياراتهم بسرعة جنونية في شوارع مجاورة لمدارس مما يعرض الطلاب لخطر الدهس وقال العم سويلم "من سكان الحي القدامى" متحسرا ان هذه المشكلة زادت عن الحد مما يستدعي اتخاذ اجراءات صارمة لردع من يعرضون ارواح الاخرين للمخاطر.
سوء تنظيم
والتقط طرف الحديث فهد الرويلي متطرقا الى سوء التنظيم الذي يحول حي الحرس الى قرية وكأنه ليس حيا في المدينة المنورة التي يقصدها الملايين من داخل المملكة وخارجها سنويا لزيارة المسجد النبوي الشريف. وشدد على ضرورة ايلاء الحي الاهتمام اللائق به ليتبوأ الموقع الذي يستحقه بين احياء طيبة.
مرتع للحشرات
امام محل تجاري صغير استوقفنا سليمان المطيري حيث تحدث باسهاب عن تردي وضع النظافة في الشوارع التي باتت مرتعا خصبا للحشرات والاوبئة "على حد قوله" وعن العمالة السائبة الهاربة من كفلائها التي وجدت في المنازل الشعبية ذات الايجارات المنخفضة في الحي مأوى لها. فقد ناشد الجوازات القيام بحملات مكثفة ومستمرة للقبض على هؤلاء الوافدين المخالفين للانظمة والذين ينتشرون بشكل لافت في حي الحرس.
ردود المسؤولين
عقب الجولة التي تواصلت لاكثر من ثماني ساعات وضعنا جميع الملاحظات والاستفسارات التي سجلناها على طاولة وكيل امين المدينة المنورة للخدمات المهندس صالح القاضي الذي اجاب عليها برحابة صدر قائلا ان الامانة تهتم بنظافة حي الحرس بشكل يومي كغيره من احياء طيبة وعمال النظافة التابعون للشركة المتعاقد معها ينتشرون بكافة الاحياء على مدار الـ 24 ساعة الا ان تعاون المواطن ضروري للقضاء على كافة السلبيات.
ومن جانبه قال مدير المياه نبيل ازمرلي ان امدادات الماء تصل الى حي الحرس مثلما تصل لباقي احياء المدينة المنورة.. وسيأخذ الحي نصيبه من مشاريع الصرف ضمن خطة مدروسة اعدت لهذا الغرض.
واكد مدير جوازات المدينة المنورة العميد محمد الحميدي ان حملات فرق الجوازات متواصلة لضبط جميع مخالفي الانظمة وعلى المواطن التعاون مع هذه الحملات لتحقق الهدف المنشود منها في حي الحرس وغيره من احياء المنطقة وبالتالي يتم القضاء على كافة السلبيات.