قصص وحكايات كثيرة تروى عن الانترنت، ومقاطع فيديو ومشاهد مخجلة تأتي على عجل، فضلا عما يسمى بـ «غرف الشات والتعارف» التي تستغل اسوأ استغلال فينشر صور نساء وفتيات وعمليات ابتزاز وتخريب بيوت وأسر!! استطلاع عكاظ أظهر ان 87% يرون غرف الشات خطرا اخلاقيا على حواء. فيما اعتبر 82% حوارات النساء المتزوجات في مثل هذه الغرف خيانة! قضايا حواء فتحت هذا الملف الشائك:
ابتزاز
سارا الحمد تقول: أدمنت على غرف الدردشة والأحاديث الصامتة إلى درجة اننى اجلس أمام الشات بالساعات لااعرف متى أتوقف وبصراحة تعرفت على شخص في المنتدى وبدأت أتحدث معه أكثر من المجموعة التي كانت في المنتدى إلى أن تطور الحديث بيننا وبدأنا ننتقل لغرفة خاصة لنتحدث بصراحة أكثر بعدها تعرفت عليه وبدأت أتحدث معه عن حياتي الخاصة وما اعانيه من بعد زوجي الذي لايبادلني نفس الاهتمام إلى أن وجدت فيه الشخص الذي ابحث عنه وتطورت علاقتي به إلى أن بدأت اشعر بأنني أحبه بعدها طلب منى ان اعلق كاميرا «بال توك» ليستطيع أن يراني إثناء المحادثة ويسمع صوتي وبالفعل قمت بتركيب الكاميرا ولان ظروف عمل زوجي تتطلب منه الدوام في نوبات مسائية استطعت أن اخذ حريتي أكثر في فترة غيابه بالحديث مع هذا الشخص وفي حالة وجود زوجي نكتفى بالشات ازداد تعلقي بهذا الشخص أكثر وأكثر الى درجة إننا أصبحنا نجلس معا لأوقات طويلة على «النت» لدرجة اننى نسيت الاهتمام بوحيدتي وهي ابنة الثلاث سنوات الى أن جاء الوقت الذي بدأ يبتزني هذا الرجل بطلبات لااستطيع أن أقوم بها رغم اننى أحبه لكننى لاارغب أن يفضح امرى واخسر حضانة ابنتي بعد الطلاق ان علم زوجي شيئا لكن ما خفت منه حدث فقد اخذ مقاطع لي أثناء حديثي وقام بتعليقها في أحد المنتديات الساقطة وكانت صدمة عمري وأنا الى الآن أعيش مرارة الصدمة وأخشى أن يعلم زوجي بما حدث وحينها ستنهار حياتي!
هاكرز
وفاء عبد الرحمن تقول: تعرضت لنشر صوري الخاصة وصديقاتي في الانترنيت حيث كنا نتبادلها كمجموعة أصدقاء في غرفة الدردشة بأحد المنتديات لنفاجأ بأحد الهاكرز الذي دخل واخذ هذه الصور وقام بنشرها على نطاق واسع لدرجة لمجرد البحث في الصور تظهر في محركات البحث الأخرى.
اصطياد
عمار اسعد شاب يهوى الانترنيت يقول: اغلب الشباب يدخلون غرف الدردشة لاصطياد فتيات يقومون بعدها ببناء علاقة معهن ولان النت يعطي أوسع نطاق للتعرف تجد هناك فئة من الشباب يلهثون وراء تصيد قليلي الخبرة بالنت وإمكانية ابتزازهم وكم عرض من خلال هذه التقنية صور فاضحة لفتيات تم تركيبها وفبركتها ووضعها في منتديات عامة الى جانب القصص التي يتم نشرها لذلك اجد أن هذه التقنية استخدمها البعض بشكل سلبي ومضر بالآخر.
تعارف شيطاني
الكاتبة الصحفية سارة بدر تعلق على القضية من وجهة نظرها فتقول: كثيرا ما سمعنا وقرأنا عن غرف المحادثة الالكترونية [غرف الشات] كما يسميها رواد الانتر نت.
هذه الغرف عبارة عن ساحات للحوار الكتابي والصوتي وتبادل الصور وتسمح للجميع بالمشاركة فيها، وتخصص بعض المواقع غرفا مغلقة للشات يشارك فيها من يلتزم بدفع اشتراك سنوي، ويستخدم المترددون عادة أسماء مستعارة يحمل بعضها معاني مخزية يعف الإنسان عن ذكرها لقذارتها ويمكن أن تستخدم المرأة اسم الرجل والرجل اسم المرأة والسؤال الذي يطرح نفسه الآن ماذا يحدث في غرف المحادثات الالكترونية!
وتضيف: تحدثت مع صديقتي عن تجربتها في هذا المجال ،فحكت لي قصتها قائلة: أثار فضولي حديث صديقات العمل عن غرف المحادثة التي لايخلو موقع إلا وكانت جزءا من اقسامه، فقررت أن اكتشف عالم الشات السحري كما يسميه البعض وبالفعل اشتركت في أحد المواقع المنظمة بطريقة جيدة، واخترت اسما مستعارا يحمل معاني الجنس اللطيف وبدأت بالمشاركة ولاحظت أن اللغة السائدة المستخدمة ركيكة تستخدم لتبادل الآراء بين الجنسين وبدون حدود ،واهم المواضيع تتركز في الجنس وممارساته غير المشروعة، لم ايأس وقلت لنفسي ليست كل غرف الشات مثل هذه ودخلت إلى عدة مواقع وغرف ولكن النتيجة كانت واحدة، الفتاة تكتب والرجل يلمح تلميحا واضحا بعبارات الثناء والإعجاب ويطلب فيما بعد رقم الهاتف لتوطيد العلاقة بالمحادثة الهاتفية واللقاء خارج المنزل فهذه الغرف تعتبر مرتعا خبيث لتعارف الجنسين وإنا اعتبرها بابا من أبواب الشيطان.
الذئاب
لتوسيع دائرة معرفتنا عن ماهية المحادثات الالكترونية كان لابد أن نعرف من هم رواد غرف الشات في العالم العربي؟ حيث تشير ظاهرة الشات الى أن معظم الفتيات والنساء المترددات على غرف المحادثة يفتقدن إلي الثقة في كل من حولهن ويبحثن دائما عن الصدر الحنون والصديق الحميم الذي تستطيع المرأة معه أن تبوح بمشاكلها وخلافاتها مع أهلها أو زوجها، وبالطبع سوف تجد ماتريده مع ذئاب غرف المحادثات الالكترونية الباحثين عن الفريسة الأنثوية،والممتلكين الخبرة والحيلة الواسعة لجذب واستدراج أي فتاة، فكم من بيوت هدمت وانتهت بانفصال وطلاق بسبب هذه التقنية، فالمرأة بطبيعتها رقيقة تبحث عن الاهتمام وتحب سماع عبارات الود والثناء غير الموجودة في حياتها بسبب عدم مبالاة الزوج أو قلة اهتمام الأهل او بسبب خلافاتها الزوجية، فهي تريد من يساعدها في تجاوزها دون معرفة اسمها وعائلتها ولذلك تبدأ البحث عن ما تريده في غرف الشات.
وتبدأ قصة هذه المرأة بحوار وعبارات دافئة قلما تجدها مع من حولها مع شخص آخر ويبدأ الحب وتستمر العلاقة إلى أن يحدث اللقاء الأول فالثاني وينتهي بالممارسة اللا اخلاقية بالطبع بعد وعود الزواج والإخلاص، وبتلك النهاية تنتهي علاقة الشاب بالمرأة بعد أن حقق هدفه بذكاء بانتظار فريسة جديدة أخرى وهكذا، ومن رواد غرف المحادثة الالكترونية في العالم العربي ايضا الفتيات اللائي يبحثن عن [ الحب الالكتروني] فتبحث الفتاة عن الشاب الذي تتبادل معه الحب وتتزوج منه فيما بعد كما أخبرتها إحدى صديقاتها وتزداد رغبة الفتاة في البحث عن هذا الشريك عندما تتقدم في السن وتشعر أن قطار الزواج يبعد عنها وللاسف الشديد فإن هذا الحب ينتهي بانتهاء أول جلسة، ولا يستحق أن نطلق عليه مصطلح الحب، لان الشاب بدافع التسلية وقضاء الوقت يقوم بملاحقة الفتاة من غرفة إلى غرفة في الشات وكثيرات من الفتيات ساذجات يعتقدن أن عبارات الثناء حب حقيقي ويصعب عليهن مقاومته وبالتالي تكون اقصر الطرق والحيل لإنشاء علاقات مرفوضة.
اعتقد أن هناك فجوة موجودة في مجتمعنا العربي، فما الذي يجعل امرأة تجاوز عمرها الخامسة والثلاثين تشارك في غرف المحادثة الالكترونية، وفتاة في عمر الزهور والمراهقة تدمن على دخول غرف الشات نحن نحتاج الى تنمية إنسانية تواكب الحضارة التقنية والعلمية بمعنى ان مجتمعنا يحتاج الى دورات في التوعية والتوجيه لنشر الفكر الصحيح وارشاد جميع افراد المجتمع نساء ورجالا امهات واباء اطفالا ومراهقين الى الطرق السليمة لمواكبة الحضارة الالكترونية واخذ ماهو مفيد منها وترك ضررها.
وتضيف: على الام والاب الدور الارشادي والتوجيهي في تربية الابناء، في جميع مراحل النمو، خاصة في مرحلة المراهقة ،لانها مرحلة تتميز بالتغيرات البيولوجية والنفسية ويحتاج فيها المراهق الى من يقف بجواره دائما، فالام والاب يجب ان يكونا ملجأ وعونا لكل ابنائهما في ارض الواقع، ويجب ان يكون الشغل الشاغل لهما هو حماية ابنائهما.
وتوعيتهما بأضرار الانتر نت المنتشرة بوسائل مختلفة مع ضرورة الرقابة في استخدام الانتر نت، واقترح ان يشارك الوالدان ابناءهما تصفح المواقع الالكترونية والتحدث معهم عن فوائد هذة التقنية مع ضرورة تحديد ساعات يومية للجلوس معهم امام شاشة الكمبيوتر .
وليس بحرمانهم من استخدام الكمبيوتر كما يفعل بعض الاباء لان هذة التقنية الحديثة يمكن ان نأخذ منها المفيد ونترك الضار وهو ما يجب ان يعمل من اجله المربون.
استخدامات مختلفة
د. نجاة عبد الله بوقس «كلية التربية للبنات بجدة – القسم الأدبي. أستاذ مشارك.. المناهج وطرق تدريس العلوم ومديرة مركز الوسائل وتقنيات التعليم» ترى ان الذي يتم في الغرفة الإلكترونية المغلقة يخضع لتربية وتنشئة الفرد وأخلاقياته ومستوى ثقافته ويحكم اشتراكه فيها أهدافه التي تسيره، وبالتالي تكون اللقاءات والحوارات – إن أمكن أن نطلق عليها حوارات – بحسب مستوى المتلاقين – غير المعروفين ويقضون فيما لايفيد غالب الأوقات فتلكم العلاقات والحوارات غير سليمة ولاترضي الله ولا المجتمع ولا تتفق مع ثقافة وتربية الأسر وينبغي ان تفرض مجالات نافعة يستخدمها الأفراد استخداما موجها لهذه التقنية لتحقيق اغراضهم من هذه الاحاديث فالعاملون في المجالات والتخصصات المختلفة قد يطوعون هذه التقنية ووسائلها في تبادل الخبرات عبر المحادثات والاستفادة من النصح والمشورة، والاساتذة يتواصلون بطلبتهم بأي شكل من أشكال التواصل، ولكن فئات أخرى من العاطلين وذوي التفكير غير الواعي تسيئ استخدام هذه الوسائل ولذا ينبغي ان يكون هناك ضابط لعمل هذه الوسائل في بيوتنا بتنشئة الأبناء على التمييز بين الخير والشر وبين السيئ والحسن وعبر الضبط غير الظاهر يمكن تحديد فترة استخدام الشبكة وإخضاعها للترشيد وقبل كل ذلك تنشئة الطفل على الضبط والتمييز الداخلي بتربية الضمير الذي يحكم اختياراته في وسائل ترفيهه واتصالاته وتحصينه بالتوجيه المباشر وغير المباشر بتبني أساليب المناقشة والحوار والإقناع .... (التركيز على تربية الدافع والضبط الداخلي) والتقليل من الاعتماد على السلطة والضبط الخارجي وعن التأثيرات تشير د.بوقس الى أن هناك تأثيرات ذات جانبين إيجابي وسلبي، فالجانب الإيجابي عند استخدامنا لهذه التقنية بشكل واع والاستفادة مما يقدم فيه من إرشادات وتنظيمات وتصميمات وحتى كيفية معالجة بعض المشكلات الزوجية أو الاستفادة من الدورات التدريبية ونحوها وقد وجدت من طالباتي استفادة عظيمة من بعض المواقع والمحادثات التي ينصحون بعضهم بعضا بمراجعة موقع أو أستاذ متخصص في بعض الإحصاء أو الخبرات أو المهارات ...الخ أما الجانب السلبي فهو إساءة استخدام هذه التقنية في أحاديث الغيبة والنميمة والشكاوى الكيدية وحض الفتيات والفتيان والزوجات والأزواج على التمرد وإساءة استخدام الحرية المتاحة لهم. وخيانة الأسر وتدمير الحياة المستقرة، وغالبا يكون لبعض المستويات المتدنية في التعليم والتفكير والتربية أثر في السير في هذا الاتجاه (نصيحة: كن واعياً حذراً ألا ولاتصل إلى مرحلة إدمان الإنترنت وأعط كل ذي حق حقه) ذئاب الانترنت هم أنفسهم الذئاب الحقيقيون في المجتمع وهؤلاء غرهم أنهم قادرون على استغلال هذه التقنية أسوأ استخدام ويعدون مرضى غير أسوياء نفسياً، لأنهم أغفلوا عين الله واستهانوا بملكيهم الكاتبين واجترأوا على محارم الله فلم يتذكروا أن لهم والدة أو أختاً أو عمة أو خالة ..الخ ولو تفكروا لحظة فيمن سيتسلط على أحد نسائه كما تسلط هو على نساء غيره لما تجرأ بارتكاب الخطأ. والتقصير ناتج من التربية وغياب الضمير الحي وضعف السلطة الداخلية للفرد منذ الصغر.. لذلك لابد من التربية الحسنة والنافعة لينشأ الطفل مميزاً بين الصحيح والخطأ وبين المقبول وغير المقبول.
والفتاة المراهقة إن لم تشبع عاطفتها بأن يغمرها والداها بالحب الصادق والمساواة في التعامل معها ومع إخوتها الذكور قد تكون فريسة سهلة لهؤلاء الذئاب وفي البيوت من مشاكل التحرش والاعتداء الجنسي من المحارم ما يعري أساليب تربيتنا وتقصيرنا في مراقبة أمانة من نرعاهم ولا يقتصر الأمر على ذئاب الشبكة.
ولا يمكن أن نتقبل الحل بالمنع فكل ممنوع مرغوب، ولذا لا بد أن نتيح لهم الفرصة بالتوجيه الحسن للاستفادة من النت والبعد عن إساءة الاستخدام بالرقابة من بعيد والحوار وإشعارهم بحرصنا على مصلحتهم وبوسائل الإقناع المختلفة والتوجيه غير المباشر للمواقع والمنتديات التي تقدم المادة الجيدة.
وقد ذكرت الكثير من التحصينات التي تقدم للأبناء من بداية حياتهم أي من الخمس سنوات الأولى حيث يتشرب الأفراد الكثير من المبادئ والقيم التي يريد الوالدان غرسها في صغارهم، فمتابعة سلوكيات الأبناء والتنبه للتغيرات التي تحدث في طرق تفكيرهم وأساليب حياتهم وتصرفاتهم تساعدنا على التدخل وتقديم التوجيه بصور مختلفة، وعدم الاعتماد على الخدم في التربية والتوجيه أو ترك مرافقة الصغار للخدم لأطول فترة من حياة الطفل فتأثيرهم وعدم توجيههم أو عدم معرفتهم بالصحيح يمنعهم من التربية على المستوى المطلوب، كما أن عدم معرفة عينات الصحبة قد تؤدي إلى أمور لا تحمد عقباها، اضافة إلى أن مصاحبة الأبناء تعزز ثقتهم بأنفسهم وتحميهم.
د. سعود صالح كاتب (خبير في الإعلام الجديد): يرى أنه قبل الحديث عما يجري داخل أروقة الغرف الإلكترونية المغلقة اننا بحاجة إلى التعرف على ما يحدث في رحاب الفضاء المعلوماتي من تطورات أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن.
فخلال التسعينات كانت العلاقة القائمة بين المستخدم والانترنت هي علاقة تسير في اتجاه واحد بمعنى أن يكون هناك موقع انترنت واحد لعدد كبير من المستخدمين هذه البنية العلائقية أحادية الاتجاه في الانترنت التقليدية تخلو بطبيعة الحال من خاصية التفاعل التي هي واحدة من أهم وأبرز خصائص وسائل الاتصال السائدة حالياً على الانترنت.
بعد ذلك تطورت صناعة الانترنت وأصبح التصفح بها قادراً على التفاعل وبناء مفهوم جديد قائم على علاقة ( متعدد – متعدد ) أو فظهرت لنا في البداية تطبيقات مثل منتديات الحوار وغرف الدردشة وصولاً إلى جيل جديد من المجتمعات الافتراضية التي لم تكتف بمجرد تقريب المسافات بين الناس، بل إنها ألغت كثيراً من تلك المسافات محطمة في طريقها قدرا كبيرا من القيم والمبادئ السائدة لدى كثير من المجتمعات، وهذا كله خطوة في طريق ما يعرف بثقافة مشتركة بعد أن أصبح العالم قرية كونية صغيرة.
ويضيف د.سعود: المجتمعات الافتراضية هي عالم آخر في الفضاء المعلوماتي يحكي ما نفعله في عالم الواقع على الأرض. وأحياناً يقبل فيه مالا نستطيع فعله على الأرض بسبب القيود المختلفة. هذه المجتمعات الافتراضية اختزلت المسافات بين الناس في كافة أنحاء العالم وحطمت الارتباط بين المكان الجغرافي والمكان الاجتماعي لدرجة يمكن معها الإعلان فعلياً عن موت المسافة.
في هذه المجتمعات كل «مواطن « أو «مواطنة « يخلق لنفسه أسلوب الحياة والمعايير والمعتقدات التي يريدها هو، بينما على مجتمعات الأرض نرى أن المجتمع هو الذي يفرض كل ذلك على مواطنيه. وبالتالي فإننا قد نجد كثيراً من التناقض والمعايير المزدوجة لشخص ما أو لمجتمع ما، فنجده يمارس أخلاقيات وسلوكيات معينة على الأرض ويتحرر منها كلياً على الفضاء المعلوماتي داخل المجتمعات الافتراضية حيث لا رقيب ولا حسيب.
بعض تلك المجتمعات وصل عدد أفرادها إلى أكثر من مائة مليون مستخدم ، ويرى البعض أن هناك ما لا يقل عن 400 ألف عضو من المملكة على واحد فقط من تلك المجتمعات وهو «الفيس بوك».
ويشير د.سعود الى أن كل ما يمكن أن يدور أو يحدث على أرض الواقع يمكن بشكل تقريبي أن يقال أو يحدث على الفضاء المعلوماتي ابتداء من الحوارات العلمية والثقافية وتبادل عناوين الكتب والمواقع المتخصصة، امتداداً إلى تبادل العبارات العاطفية بمستوياتها المختلفة وتبادل لقطات الفيديو المليئة بالجنس والانحراف.
وعن ما الذي يفعله الشباب والشابات داخل تلك المجتمعات، أضاف د.سعود أن غالبية مستخدمي ومستخدمات الشبكات الاجتماعية يستخدمونها بغرض التعارف والتواصل مع الأصدقاء والأقارب، وتبادل المعلومات والصور ولقطات الفيديو غير أن هناك بالتأكيد الكثيرين ممن استطاعوا الاستفادة من الخصائص الكبيرة الجبارة لتلك التطبيقات بشكل إيجابي للغاية عن طريق الانضمام للمجموعات العملية أو المهنية المتخصصة .. وإنه من المهم أن أذكر هنا أن الانترنت هي مجرد وسيلة، استعمالنا لها هو الذين يحدد ما هو إيجابي أو سلبي .. لقد كنا نشكو في الماضي من أن التكنولوجيا باعدت بين الناس .. أعتقد أن التطبيقات الاجتماعية بمفهومها الجديد أعادت توثيق الكثير من تلك العلاقات الاجتماعية ... لقد استطعت شخصياً أن أتواصل مع مجموعة من الأصدقاء القدامى الذي لم أسمع عنهم منذ سنوات عديدة وعثرت عليهم بواسطة «الفيس بوك» وأنا الآن على اتصال يومي معهم.
ومن جهة أخرى عندما نتحدث عن المجتمعات الافتراضية كالفيس بوك مثلاً فإنك عندما تلج إليها ستجد نفسك كما لو أنك في حفلة عامة صاخبة تضم كافة الطبقات والأجناس والأعمار والمستويات الثقافية والأخلاقية. وحتى عندما تكون حريصاً وتختار أن تزيد من مستوى إغلاقك للدائرة التي أنت بها وتحصرها على الأصدقاء المقربين فإنك ستجد أن هناك الكثير من التطبيقات العديدة التي تدخل إليك عنوة، وهي تتعارض مع ما نحن عليه من عادات وتقاليد كأن يخبرك أحدهم أن هناك فتاة جميلة ترغب في التعرف عليك أو ترسل إليك باقة ورد.. فإذا لم يكن المستخدم على قدر من الوعي والنضج فإنه سينجرف شيئاً فشيئاً في علاقات تبدأ بفكرة « أنا أتسلى فقط ولا شيء يحدث « إلى مرحلة تصل فيها الأمور إلى مستوى يمكن أن يعصف بالحياة الزوجية، وهناك كثير من القصص الواقعية وحالات الطلاق التي حدثت لهذه الأسباب.
أما على مستوى التأثيرات الاجتماعية فإنه إذا كان البعض يشكو من أن القنوات الفضائية القادمة من خارج الحدود قد غزت مجتمعنا بأفكار وقيم وعادات لم نكن نتصور رؤيتها في هذا المجتمع، فإن هذه المشاهدات والتطبيقات أشد خطرا لأنها لا تقتصر على مجرد مشاهدة الممارسات التي تتعارض مع العادات والأخلاق السائدة ولكنها تضع الشخص على المحك المباشر من خلال خاصية التفاعل الجبارة التي تملكها تلكم القنوات، إضافة إلى خاصية ما يعرف بالتطفل بمعنى أن التطبيق لا ينتظر مبادرتك بالحضور إليه بل انه هو الذي يحضر إليك بشكل سافر ومغر يصعب على المراهقين خاصة غير المهيئين مقاومته .. إنه تآكل تدريجي للقيم والأخلاق يحدث دون أن نشعر به أو نراه وهنا تكمن الخطورة!.
الحـلــول
من وجهة نظره يرى د.سعود كاتب أن المنع ليس هو الحل إطلاقاً .. نحن لا نمنع بناتنا من الذهاب للمدرسة على سبيل المثال بحجة إمكانية تعرضهن للمضايقات في الطريق أو احتكاكهن في المدرسة بأخريات لسن على درجة مطلوبة من الخلق .. ولكننا نقوم بتربيتهن تربية صالحة ونعمل على توعيتهن وتثقيفهن باستمرار وبشكل واضح وصريح بالمخاطر المحيطة .. ولا نكتفي بذلك إذ لا بد من وجود رقابة ومتابعة وتوجيه مستمر .. وعلى المستوى الحكومي لا بد أن تكون هناك قوانين وتشريعات حازمة وصارمة يتم الإعلان عنها في جميع وسائل الإعلام ضد جرائم الانترنت بمافيها التحرش والتشهير والإغراء ومحاولة الاتصال بالقاصرين والقاصرات وتتركز على المناطق المكتفية بهذه الفئة مثل: (الفيس بوك وما ي سبيس وهاي فايف) وغيرها وأن تتم بطريقة علمية مدروسة ولماذا لا يتم إنشاء إدارة أو قسم تابع للجهات الأمنية على درجة من التعليم والمعرفة والخبرة بتلك التطبيقات، كون مهمته القيام بجولات في الفضاء المعلوماتي ليس بغرض المراقبة الشخصية أو تتبع الخصوصيات ولكن بغرض حماية النساء الموجودات بكثرة في الفضاء المعلوماتي وخاصة المراهقات .. هذا القسم يمكن أن يوظف الكثير من الفتيات السعوديات المؤهلات أيضاً.
وعن مساهمة الانترنت وخاصة الشبكات الاجتماعية في فضح خصوصيات مجتمعنا، يقول: أنا أقف بكل قوة مع حماية خصوصيات الأفراد، ولكني في المقابل لا أؤيد ما يسمى بخصوصيات المجتمع التي تسعى إلى تصويرنا بالمجتمع الملائكي الخالي من العيوب والأخطاء .. إن أول خطوات حل المشكلة يكمن في تحديد تلك المشكلة والاعتراف بوجودها .. إن علينا أن نوجه جهودنا لحل مشاكلنا لا لإخفائها والتستر عليها وإنكار وجودها.
87% يرونها خطرا على حواء.. و82% اعتبروا دردشة المتزوجات خيانة
«ذئاب الانترنت» ينسلّون من «غرف الشات» المظلمة
1 مايو 2008 - 19:09
|
آخر تحديث 1 مايو 2008 - 19:09
«ذئاب الانترنت» ينسلّون من «غرف الشات» المظلمة
تابع قناة عكاظ على الواتساب
ابتهاج منياوي - جدة