بما أن حارات جدة القديمة مرتبطة بمبانيها التي تصل أعمارها لمئات السنين وهو الذي يعني أن هذه المنطقة بحاجة إلى اهتمام خاص حتى نحافظ على بقائها شامخة، وحتى نبعد عنها الشيخوخة لأنها تاريخنا، فكثير من البلدان تتمنى أن توجد فيها بعض من هذه الآثار التي كانت داخل السور والتي شهدت الكثير من المواقف وبالذات المواقف الإنسانية التي يصفها عمدة حارة البحر طلعت غيث أنها جميلة،
يقول العمدة لا أبالغ إن قلت إنه كان لها دور في تشكيل حياتي، وبالذات فيما يتعلق بالواجبات الاجتماعية والإنسانية، فقد كنت في صغري أشاهد آبائي وأجدادي وهم يحرصون على التزاور فيما بينهم ويحرصون أيضا على تلمس احتياجات الآخرين، لكن مازلت أتذكر أيام أعياد زمان والتي لم تبارح ذهني حتى اليوم، فقد كانت البيوت مفتوحة وكان لكل حارة يوم لتعيد فيه على الحارات الأخرى والتي تبدأ مع اليوم الثاني من العيد حيث كان لكل حارة يوم يقومون فيه بمعايدة الحارات الأخرى فيدخلون بيوتهم سواء كانوا موجودين أم لا ومن كان يعرف الكتابة والقراءة يكتب اسمه ويغادر بعد أن يأخذ حلاوة العيد من كعك ومعمول ولدو وهريسة وغيرها وكان بيت العائلة بيت الجد أو كبير العائلة بداية تجمع كل أسرة وكانت زغاريد النساء تحول الأماكن إلى فرح مع دعواتهن لأطفالهن أن يكبروا وان تكون حياتهم سعيدة ورغم أن تلك الأيام قد ذهبت وولت حالها حال بعض بيوت جدة القديمة التي لم يعد لها وجود بسبب الإهمال الذي وجدته من الجميع دون استثناء لكني اشعر بأمل قادم أننا لن نفقد ما بقي لنا من ذلك التاريخ والذي لن يتم إلا بوقفتنا جميعا.
ورغم ذلك التفاؤل يبدو أن عمدة حارة اليمن عبدالصمد محمد عبدالصمد والذي ورث العمودية أو المشيخة أبا عن جد مثله مثل العمدة باعيسى والعمدة طلعت خاصة وانه في ذلك الوقت كانت العمودية أو المشيخة تتم بالتوارث الأسري حيث يخلف الابن الأكبر أباه العمدة ولكن بعد موافقة أهل الحي يبدو انه غير متفائل بالمستقبل فهو يحذر من مغبة انتشار الفئران في المنطقة والتي باتت تسكن في هذه البيوت وبدأت تحفر لنفسها أنفاقا تحت الأرض خاصة تحت بلاط شوارع المنطقة وأزقتها وهذا هو سبب وجود الحفر فيها.
ويضيف قائلا: لست متشائما لكن غير متفائل خاصة وان العمالة الوافدة تسكن هذه البيوت ولا تهتم بها فلا تكاد تمر فترة زمنية قليلة حتى نسمع عن حريق في احد المباني أو انهيار وهذا ما يجعلني احمل مسؤولية ما يحدث في المنطقة التاريخية جميع من له علاقة بها من ملاك لمبانيها وإدارات مسؤولة عنها وعلى الأمانة أن تتحرك في إيجاد طرق لتحافظ فيها على ما تبقى في هذه المنطقة من مبان تاريخية وتشجع أصحابها على ذلك بدلا من إصدار قراراتها بمنع الهدم وعلى الدفاع المدني وشركة الكهرباء (فرق السلامة) أن يقوما بجولات في المنطقة حتى يطلعوا على حجم المخالفات فيما يتعلق باشتراطات السلامة وبالذات في التمديدات العشوائية لأسلاك التيار الكهربائي وللمكيفات التي غرزت غرزا في الرواشين.
ويتفق معه الدكتور المهندس محمد علي يوسف وهو أحد أبناء الأسر التي سكنت في هذه المنطقة والذي يقول: إنه من المؤسف ان تختفي بيوت آبائنا وأجدادنا أمام أعيننا ونحن نقف مكتوفي الأيدي دون حراك فما زلت أتذكر بيتنا في هذه المنطقة والذي حاولت أن اشتريه من عائلة البطاطي التي اشترته لكنهم رفضوا ومن شدة حبي لهذه البيوت قمت ببناء نفس تصاميم البيوت القديمة في مسكني من اجل أن يستمر معي ذلك الماضي والذي يفترض من أمانة جدة أن توليه جل اهتمامها بدلا من وضع العراقيل أمام من يرغب في المحافظة على ذلك الماضي.
فالأمانة وللأسف تشترط عدم الترميم إلا وفق رؤيتها الخاصة ناسية أن تلك المباني هي ملك للآخرين وان من حقهم عليها أن تعوضهم طالما لها اشتراطات ترغب أن تنفذ وبإمكانها أن تسمح لهم بالاستثمار داخل هذه المباني على أن تمنعهم من التصرف في الواجهات الخارجية والتي يفترض على الأمانة إذا كانت حريصة على المحافظة على هذا الماضي أن تستأجرها من ملاكها خاصة وأنها قادرة على ذلك وفي نفس الوقت على الأمانة الا تسمح بالتصرف في أي مبنى سواء للترميم أو الهدم إلا من خلال موافقة الجهة المسؤولة عن المحافظة على المنطقة التاريخية وبلدية البلد الفرعية معا فالجهة الأولى مسؤولة عن النواحي التاريخية والفنية والأخرى عن النواحي التنظيمية.
عوائل جدة القديمة
وقد شهدت هذه الحارات سكن بعض من العوائل المعروفة هذه الأيام والذين وبسبب التطور العمراني الذي شهدته جدة هجروا المنطقة وانتقلوا إلى مناطق أخرى, ومن هذه العوائل التي سكنت داخل السور القديم قبل هدمه في عام 1948م, وحسبما جاء في كثير من الروايات منهم: "أبو الجدائل, العمري, عشماوي, أبو الحمائل, أبو صفية, أبو زيد, أبو داود اللحياني, أبو زنادة, أبو سبعين, أبو زيدان, أبو عوف, أبو الشامات, أبو رعيان, أبو مجرد النجيمي, أبو صالحة, أبو طبيخ, غيث, ناظر, كيال,مناع, الطويل, منهم الوجيه يوسف الطويل, الامير, شحاتة, شحات, خميس وبغدادي, الهاشمي, الجداوي, الحنبولي, الصوري, السرتي, الشعراوي, الفيومي, البيومي, المغربي وفتيح, الرقبان, اللنجاوي, الجمل, الجمجوم, عبيد وقنديل, صابر ونوار, عيد, شمس, عطية, اللقاني وعطية, عبده, الجدع, سلامة, الزهيري, غراب, نعمة الله, شعيب, عبدالعاطي, عبدربه, عبدالفتاح, عبدالصمد عمران, عبدالجواد, فتيحي, الافندي, نصيف, غلوم, الهزازي, الموقوف عزاية, آل الشريف منهم الأكارم, القندهور, الشلبي, جخدار, الرشيدي, المرزوقي, باحجري, عبدالعال, النمر, عبده, الدريني, السيد الفكهاني, السقاف, اللامي, القاضي, شحبر, السقا, قابل, الشرقاوي, برلس, زينل, علي رضا, الشيخ, امام, الشربتلي, البترجي, الناغي, فايز, تميرك, حسنين, حنبظاظة, الكببجي, التمار وسيد احمد, آل قاسم, صعيدي, السيد, ناس, السيد الهداية, حبيب, ريس, خليل, بسيوني, كدوان, الدمياطي, كبوها, مسعود, عابد والبقسماطي, القمصاني, آل مصطفى يوسف, المشاط, سرحان, السندي, عجلان, الاشرم, البحراوي, البحيري, البحري, المغربل, بكر, عقيل جار, الساعاتي, تلاب, حكيم, الحفني, الخضري, الدغستاني, المتبولي, زهران, ملا, القمري, البستاني, الهنداوي الدشاش, البابور, رجب, مسعد, ندى, عباس, رضوان, الزامكة, الزقزوق الزغبي, الزعزوع, سنبل, سنديوني, الدبوس, شعبان, السيد صائم الدهر, الوسية, دياب وسيد, الباجو, السمكري, الموريا, عنبر, العنبري, عليمي, فرحات, المنصوري, السروي, كركشان, اللبان, حسوبة, قاروت, نبلاوي, عصفور, عزوز, دفع, الاصفهاني, السنوسي, المختار, غنيم, راجخان, شبكشي, باسل, باغفار, لاري, باناجة, باجنيد, باديب, باخريبة, باعيسى, باعشن, باعراقي, النشار, السعداوي, برغوثة, قشلان, الدخيل, الحلواني, محجوب, البنوي, عارف, المحتسب, ابوالعينين, ابو الروس, دخاخني, زاهد, راجح, حسين, الكيكي, سراج, حماد, حضري, حضيري, غريب, عاشور, شيخون, بيضون, صباغ, سلطان, باحميشان,, العطيوي, فايز, زكريا, السيد جابر, عبدالدايم, البوقري, معوض, الاسطة, البعلي, البيلي, ابن عمر, النونو, الكاكا, قنبور كوبة, حزوقة, عياد, مقلد, رمضان, طرابلسي, عفش, قشر السمك, البابلي, طبيلة, طربية, المليباري, البليسي, وغيرهم من الأسر.
الأمانة والمُلاك مطالبون بتحرّك عاجل
الـفـئـران «تأكل» أرصفة وأساسات بيوت جدة القديمة
29 أبريل 2008 - 20:17
|
آخر تحديث 29 أبريل 2008 - 20:17
الـفـئـران «تأكل» أرصفة وأساسات بيوت جدة القديمة
تابع قناة عكاظ على الواتساب
جولة: محمد الهتار تصوير: محمد باكراع - محمد الزهراني