الراعي السوداني
الراعي السوداني
-A +A
أحمد سكوتي (جدة) askoty@
تفاعل مغردون ووسائل إعلام عربية مع خبر «عكاظ» أول أمس، عن الراعي السوداني والرحالة السعودي، إذ أعلن رجل أعمال سعودي تبرعه بمنزل وعمرة لـ(الراعي)، الذي ظهر في مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يجود رغم فقره وحالته المادية بإكرام ضيفه السعودي الذي التقاه في صحراء شرقي السودان.

وأكد رجل الأعمال -تحتفظ «عكاظ» باسمه- أنه شاهد بالصدفة المقطع عبر «تويتر» وتفاعل معه لأنه شعر بعفوية الراعي، وحرصه على إكرام الضيف، مما يجسد صفات حميدة عرف بها السودانيون، ويؤكد أن الكرم لا يرتبط نهائيا بمن عنده مال بل أخلاق إسلامية يجب أن يتصف بها الجميع.


وأوضح أن احترام الشعوب العربية والإسلامية ورد الكرم بأفضل منه، والمبادرة بالجود صفة تعلمناها من قيادتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، ممن يجودون بالعطاء بلا حدود لكثير من الشعوب الشقيقة والصديقة، ويبادرون بالدعم والإغاثة حتى تم إنشاء مركز معني بهذا الأمر يحمل مسمى عزيزا وهو مركز الملك سلمان للإغاثة، لتبحر القوافل السعودية إلى كافة أنحاء العالم لتبرهن كرم القيادة وتعكس أصالة الشعب السعودي في تعامله مع الآخرين.

وبين أنه فور مشاهدة المقطع بدأ بالبحث عن أي وسيلة تقوده إلى الراعي السوداني، وبالفعل تم التواصل مع مصور الفيديو «الذي يتمتع بمصداقية في التعامل الإنساني وحرصه على عمل الخير»، وقال «كلنا حريصون على إبراز القيم الفاضلة، والقدوة الحسنة لنا في هذا الأمر هم قادتنا، وهناك كثر من أهل الخير السعوديين ممن ينشرون العطاء في كل البلدان، لتستحق السعودية وصف بلد الخير والعطاء».

وأوضح أنه تبرع على الفور بكافة تكاليف العمرة للراعي آدم وأسرته، على أن يتم شراء منزل له في السودان، بالتنسيق مع الرحالة، إذ علم أنهم يعيشون في «صندقة» لا تقيهم شمسا ولا زمهريرا، مبينا أنه ليس لديه أي مانع في التنسيق مع السفارة السعودية في الخرطوم، لكافة الترتيبات في شأن دعم أهل الراعي، سائلا الله عزوجل أن يتقبل العمل خالصا لوجهه الكريم. وكان رحالة سعودي مصور مقطع الفيديو -الذي فضل عدم ذكر اسمه-، أوضح لـ«عكاظ» أنه فوجئ مثل الآخرين بانتشار المقطع لأنه لم يروج له في أي موقع، رغم أنه رحالة ولديه العديد من الحسابات على الشبكة العنكبوتية.

وأوضح أن المقطع حديث جداً، وعفوي جداً، إذ إنه عاد من السودان لمسقط رأسه، قبل أسبوعين فقط، مبيناً أنه يوثق رحلاته السفاري كالعادة التي طاف فيها بالكثير من الدول العربية والإسلامية (شرقي آسيا)، ولا ينشر منها شيئاً.

وحول تفاصيل الأمر قال «إنه كان يمر بالصدفة في تلك المنطقة، ليجد الراعي، وأراد ومن معه شراء التيس للغداء، وكالعادة يوثق كل ما يمر به، ليجد ردة الفعل من الراعي، وبفضل من الله تم توثيقها». وأضاف «من محبتي لهذا الشخص، ولهؤلاء السودانيين، أكبرت في الراعي تصرفه العفوي، وكرمه رغم حاجته، فأحببت أن أشارك أهلي هذا المقطع، فأرسلته لهم، ويبدو أن أحدهم أراد ترويجه تأكيداً لاعتزازهم هم أيضا بالسودانيين، ومحبتهم لهم».

وأوضح أنه لم يفاجأ بتصرف الراعي رغم فقره وعوزه وحياته القاسية في منطقة نائية صحراوية، إلا أنه أثبت أصالة السودانيين ومحبتهم للسعوديين، وقال «والله رأيت منهم كل حب للسعودية أرضاً وقيادةً وشعباً، لديهم تقدير خاص لكل السعوديين، بل أستطيع القول إن محبة السعوديين تجري في عروقهم».

وأضاف «رغم قناعتي بصفات السودانيين من بشاشة وصدق وأمانة وكرم مطلق إلا أنني سعدت بردة فعل الراعي، وإن كان متوقعاً، لأنني دائماً أجد من السودانيين البشاشة والصدق والأمانة والكرم»، لافتاً إلى أنه عندما وصل السودان وهي ليست المرة الأولى، لم يشعر بغربة مطلقاً، بل كان في راحة نفسية، وشعر أنه في وطنه.