أحمد بن مبارك
أحمد بن مبارك




السفير مع أحد الوسطاء أثناء الإفراج عنه.
السفير مع أحد الوسطاء أثناء الإفراج عنه.
-A +A
حاوره: أحمد الشميري Okaz_online@
كشف السفير اليمني في واشنطن الدكتور أحمد بن مبارك ضغوطات مارستها المليشيا الحوثية على الرئيس عبد ربه منصور هادي أثناء حصار صنعاء للإفراج عن نحو 10 سجناء إيرانيين ومن حزب الله يقفون وراء عمليات تهريب السلاح وخلايا التجسس التي القي القبض عليها في صنعاء.

واتهم ابن مبارك في حوار هاتفي مطول مع «عكاظ» القيادي الحوثي علي العماد باستدراجه للاختطاف نهاية عام 2014 في إطار عملية منظمة ومدروسة لإفشال الجهود الرامية لتمرير الدستور اليمني وإنجاح المبادرة الخليجية وتحقيق تطلعات الشعب اليمني في بناء دولة العدالة والمساوة، لافتاً إلى أن المليشيا الحوثية وجهت له اتهامات بالعمالة للسعودية والاستخبارات الأمريكية وأنه ماسوني.


وأفصح السفير عن تفاصيل حوارات جرت بين مبعوث الأمم المتحدة جمال بن عمر وزعيم المليشيا الحوثية وعصيان الجيش لأوامر الرئيس عبد ربه منصور هادي، مشيدا بالقرار الجريء لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واستجابته لخطاب وجهه الرئيس عبد ربه منصور هادي يطلب إطلاق تحالف لإنقاذ اليمن، مؤكداً أن الدبلوماسية السعودية واليمنية تعمل كطرف واحد لمواجهة عدو واحد.. وإلى الحوار:ـ

• كنتم من القيادات التي كان لها الدور الأكبر والفاعل في تنفيذ المبادرة الخليجية وإنجاح مؤتمر الحوار الوطني.. ما هي أبرز العقبات التي كان يضعها الحوثيون أمامكم؟

•• الحوثيون كان لديهم مشكلة مع المبادرة الخليجية منذ البداية، وكانوا في كل الحوارات يصرون على عدم القبول بها كمرجعية سياسية مع أنها كانت الإطار السياسي الذي سمح لهم بالمشاركة في الحوار السياسي، ولو عدنا إلى الوراء قليلا لبحث كيف تم إشراك الحوثيين في العملية السياسية فإننا نجد أن الأحزاب السياسية اليمنية والمجتمع الدولي الراعي للمبادرة الخليجية كانوا جميعا حريصين على أن تبدأ مرحلة جديدة من تاريخ اليمن يشارك فيها الجميع على قاعدة المواطنة المتساوية والشراكة الوطنية وكان ذلك تفكيرا إيجابيا في حينه مع أنه بنظري اليوم أنه كان عاطفياً ولم ينتبه للبعد العقائدي لهذه الجماعة التي تؤمن بحقها الإلهي في الحكم كسلالة، وقد قدمت الكثير من التنازلات للحوثيين من قبل كل القوى السياسية من خلال اللجنة التحضيرية للحوار الوطني التي كان يرأسها الدكتور عبدالكريم الإرياني وكنت مقررها آنذاك وذلك لكي يدمج الحوثيون في العملية السياسية ويتخلوا عن السلاح، لكنّ الحوثيين استغلوا ذلك وظلوا طوال الفترة الانتقالية ومرحلة الحوار يحرصون على الضغط والحصول على مكاسب سياسية دون تقديم أي شيء وبالمقابل تسبب هذا التعنت إلى إطالة أمد المرحلة الانتقالية والحوار الوطني.

وسطاء إيران

• هل كان لدى الحوثيين رؤى يطرحونها لإشراك إيران في الشأن اليمني؟

•• لم يبدوا أي رؤى ظاهرية وكانوا حذرين في هذا الأمر لكن الأحداث التالية والخطوات التي قاموا بها أثناء وبعد حصار صنعاء واشتراطاتهم بإطلاق سراح المساجين الإيرانيين وحزب الله في السجون اليمنية والذين ألقي القبض عليهم على خلفية تهريب السلاح في سفينة جيهان1 و2 وخلية التجسس في صنعاء، كما أننا أثناء حصار صنعاء وقبل 21 سبتمبر 2014 وأثناء ما كان الدكتور عبدالكريم الارياني وأنا وأمين العاصمة عبدالقادر هلال وجلال الرويشان الذي كان حينها رئيسا للأمن السياسي في لجنة رئاسية للتفاوض مع الحوثيين، وكان إذا ما حدثت أي عرقلة تأتينا رسائل عبر أحد الوسطاء الإقليميين من إيران أنهم مستعدون للتدخل لإقناع الحوثي.

الدور الإيراني أثناء مؤتمر الحوار الوطني لم يكن مرتبطا بالحوثيين فقط، بل رصدت أجهزة الاستخبارات اليمنية عددا من السياسيين ذهبوا عبر بيروت إلى طهران، وكان لدى القيادة مؤشرات كثيرة وأتذكر أن الرئيس هادي كان في كل لقاء مع هيئة مؤتمر الحوار الوطني بحضور الحوثيين يوجه رسائل إلى الحوثيين بهذا الصدد ويحذرهم من العمل كوكيل لإيران.

• يعني أن مفاوضات دارت بين الرئاسة والحوثي للإفراج عن المهربين الإيرانيين وخلية حزب الله جرت قبل اقتحام صنعاء!؟

•• ليس مع الرئاسة مباشرة ولكن مع الأجهزة الأمنية وعملية المفاوضات جرت أثناء حصار صنعاء، وكانت واحدة من الملفات التي ضغط بها الحوثيون وتم تسليمهم لوسيط إقليمي.

• كم عدد هؤلاء السجناء؟

•• لا اتذكر العدد بدقة ولكنهم أقل من عشرة إيرانيين ومن حزب الله كانوا ضمن خلية صنعاء التجسسية ومهربين للسلاح.

مؤامرات الجيش

• خلال فترة إدارتكم لمكتب الرئيس عبد ربه منصور هادي، هل كان هناك تدخلات إيرانية؟ ولماذا لم تتخذ الرئاسة قراراً بحسم المواجهات في صعدة أثناء الحوار وبعده؟

•• الرئيس عبد ربه منصور هادي كان واضحاً في كل لقاءاته محليا ودوليا وتحدث عن التدخلات الإيرانية منذ البداية، فمنذ بدأت أزمة دماج وتحرك الحوثيين نحو عمران صدرت أوامر عملياتية من الرئيس هادي وأقرت خطة الدفاع عن صنعاء وقبل دخول عمران أصدر الرئيس أوامر عسكرية صريحة بتحريك ألوية وكتائب محددة لمواجهة المليشيا وحماية عمران لكن للأمانة كانت هناك مؤامرة وكان هناك عدد من القيادات العسكرية يؤخرون هذه الأوامر ولا ينفذونها واصبح المشهد أكثر وضوحا حين شاهدنا لاحقا ذات الوحدات العسكرية تنفذ أوامر الحوثيين في غزو المدن اليمنية والتنكيل بأهلها كما حدث في عدن والضالع وتعز والبيضاء وغيرها من المدن التي خاضوا فيها المعارك وتحالفت معهم وحدات من الجيش بأوامر من ذات القيادات.

• في الساعات الأخيرة للحوار الوطني تعرضتم للاختطاف ما هي الأسباب وعلاقة عائلة صالح بذلك؟

اغتيال هادي

•• منذ بداية الحوار كنا نشعر أن هناك أطرافا لا تريد للحوار الوطني أن ينجح وعملت على إفشاله ونفذت عددا من الاغتيالات، بالإضافة إلى الانسحابات التي عطلت الحوار لفترة طويلة، ولذا حرصاً منا على إنجاحه والوصول إلى مسودة الدستور نقلنا لجنة صياغة الدستور إلى منتجع في أبوظبي وكنا نأتي بخبراء دوليين لتقديم الدعم الفني للجنة متى أرادت ولكن إطالة أمدها جعلت الرئيس يطلب مني التوجه إلى الإمارات لتعجيل عمل اللجنة وتذليل الصعاب التي تواجهها، وأبلغني بكل صراحة بالقول «أريد هذا الدستور أن يستكمل قبل أن يتم اغتيالي»، أي أن الرئيس كان يتوقع اغتياله في أي لحظة ولذا كان حريصا على أن يستكمل الدستور وتكون هناك قضية يمكن أن يلتف حولها الشعب اليمني ولذا بذلنا جهودا كبيرة ووافق الجميع على المسودة ووقع عليها الجميع باستثناء عبدالرحمن المختار (القيادي الحوثي حاليا)، وعقب عودتي بالمسودة إلى صنعاء بدأت أتعرض لضغوطات كبيرة، حيث كان مقررا أن نسلم المسودة إلى الهيئة الوطنية للرقابة على مخرجات الحوار الوطني لكي تراجع الدستور ومدى توافقه مع مخرجات الحوار الوطني ومن ثم يعرض على الشعب اليمني عبر وسائل الإعلام المختلفة لإبداء الملاحظات والنقاش في إطار خطة معدة لمدة ثلاثة أشهر يعقبها التعديل النهائي من قبل لجنة صياغة الدستور ويقر من الهيئة الوطنية وبعدها يعرض للاستفتاء العام للتصويت عليه، خلال تلك الفترة شعر الحوثي وصالح أنهم إذا سمحوا لهذه الخطوات أن تمر سيصعب عليهم إيقاف هذه العملية لأنه عندئذ سيصبح القرار بيد الشعب خصوصاً وأن هناك التفافا شعبيا واضحا حول الدستور في مختلف المدن اليمنية ولذا مارس الحوثيون ضغوطات على الرئاسة وعلي شخصياً حتى لا نمضي في هذه المسألة لكن كانت هناك قناعة لدى الرئيس والقوى السياسية بضرورة تحديد موعد جلسة لتسليم مسودة الدستور وأثناء ما كنت في طريقي لتسليمها بحضور كافة القوى بما فيها أتباع الحوثي وصالح اختطفتني مليشيا الحوثي.

• صالح في حينها كان يرى أن الدستور يحرمه وعائلته من الحكم ويتعارض مع مشروع وأطماع الحوثي ما تعليقكم؟

•• الإشكالية التي كنا نواجهها هو رفض صالح والكثير من مراكز القوى التي حكمت اليمن لعقود طويلة مشروع الدولة الاتحادية الذي سوف يمكن كل اليمنيين من الشراكة في السلطة والثروة ويحقق المزيد من العدالة والمساواة وهذا يشكل تهديدا في نظرهم لمصالحهم حيث كانت تعتقد مثلا جماعة الحوثي أنها صاحبة حق إلهي بحكم اليمن والتقت مصالحهم مع حرص الرئيس السابق على عودته إلى الحكم.

أتذكر نقاشا جرى في صعدة قبل دخول الحوثي إلى صنعاء بأيام وكان مبعوث الأمم المتحدة في حينها جمال بنعمر وعبدالملك الحوثي حيث قال عبدالملك الحوثي صراحة أنا مع الرئيس علي عبدالله صالح نعتقد أن مشروع الفيدرالية غير صالح لليمن ولا يمكن أن ينجح وأن مقدارا بسيطا من اللامركزية يكفي لليمن وأن موضوع الدولة الاتحادية هو تمزيق للبلاد فرد عليه بنعمر: «هل تعتقد أن اليمنيين سيقبلون صفة الحكم المركزي الذي فشل في السابق في ظل ما يحدث من حراك شعبي في الجنوب والثورة السلمية الشبابية في عموم اليمن وهل مأرب أو الحديدة او تعز بعد كل ما حصل ستقبل بالمركزية»، فقال عبد الملك: «الشمال ملكنا حكمناها وسنحكمها وقبض علي يديه بطريقة تشير إلى الملكية»، فرد عليه بنعمر وهل سيقبل الجنوب بذلك؟ فكان جواب الحوثي: سنقاتل إلى آخر جندي وهذا كان واضحاً أن هذه الجماعات تعتقد أنها صاحبة حق حصري بحكم اليمن وعندما رأت أن هناك عملية يمكن أن يشارك فيها كل الشعب اليمني انقلبت عليها.

• لكن هناك فقرة في بنود الحوار كان يرفضها صالح وهي التي تحدد مستقبل نجله؟

•• صحيح، كانت هناك فقرة في الحوار تمنع ترشيح أي عسكري للرئاسة إلا بعد مضي فترة زمنية على تركه للعمل العسكري وكان الهدف منها حماية اليمن من أي طامح أو حكم عسكري بعد كل ما لحق باليمن من ويلات جراء تغول المؤسسة العسكرية في الحكم، لكن هناك بعض الأطراف منها صالح يعتقدون أن هذا يحرم نجله أحمد من مستقبل سياسي قريب ولذا كان هناك معارضة لهذه الفقرة رغم أن الكثير من أعضاء المؤتمر صوتوا لصالح هذه الفقرة.

وبالمناسبة ونحن نتحدث عن ذلك الآن فالهدف هو الاتعاظ مما حدث بالماضي من أجل المستقبل، وأنا حاليا ليس لدي أي خصومة مع الرئيس الراحل صالح خصوصاً بعد ما حصل له والطريقة التي تم اغتياله فيها والأهم القناعة التي توصل لها وعبر عنها في خطابه الأخير بضرورة الحفاظ على النظام الجمهوري وحمايته من هذه الجماعة الطائفية السلالية، فأنا أتحدث وأنا متسامح معه وعلينا جميعاً أن ننسى الماضي ونوحد صفوفنا ونعمل مع حزب المؤتمر الشعبي العام وكل الصف الجمهوري المؤمن بيمن اتحادي قوي في مواجهة هذه العصابات الحوثية.

اتهامات

• حدثنا عن الممارسات التي ارتكبها الحوثيون بحقك كمختطف؟

•• حقيقة الاختطاف كانت عملية منظمة ومدروسة، كان لدي في ذلك اليوم لقاءات مع عدد من السفراء، وكذلك مع القيادي الحوثي علي العماد في مكتبي بالأمانة العامة للحوار وأعتقد أن عملية اللقاء معه كان مخططا له بهدف استدراجي لهناك وكنت في طريقي إليه صباحاً ومعي سيارة حماية ترافق سيارتي وشاهدت انتشارا عسكريا اتضح لي في ما بعد أنها قوات تخضع للرئيس السابق صالح وتعرضت لمضايقات بالطريق وصولاً إلى قبالة جهاز الرقابة والمحاسبة في منطقة فج عطان بصنعاء وقطع الشارع أمامي وظهرت مجاميع قبلية مسلحة تتبع الحوثي وهاجمونا لكني وجهت حراستي بعدم الاشتباك معهم لأن التوازن في القوى لصالحهم، فأخرجوني من سيارتي وأخذوني مع السائق وأحد المرافقين الذي رفض التخلي عني بالمطلق ونقلت بسيارة أخرى وربط رأسي ووضعوني بوضع غير مريح ووضعت سماعات في أذني تشغل أناشيد حوثية حاولوا التمويه وظلوا يسوقونا لساعات داخل صنعاء لكني شعرت أني أدور في نفس الدائرة وبعدها أدخلت إلى منزل عرفت لاحقاً أنه منزل اللواء علي محسن الأحمر نائب رئيس الجمهورية ووضعت في غرفة مغلقة بمعزل عن مرافقي وفي اليوم الثالث بدأ التحقيق معي وأنا معصوب العينين كان المحققون من صعدة ومن الاستخبارات الموالية لصالح في حينها، وبعدها تم قصف المنزل الذي أنا فيه اثناء الاشتباكات التي اندلعت بين الحوثيين والحرس الرئاسي وتضررت الغرفة التي أنا فيها ونجوت بأعجوبة ليتم نقلي على أكثر من 7 مواقع بعضها كان أشبه بحمامات لقذارتها إحداها في قرية القابل لكن آخر الأيام قضيتها في مبنى المكتب السياسي للحوثي بالجراف الذي أعرفه من أيام الحوار.

• من هي القيادات التي تعرفت عليها وما هو أسخف حدث واجهك؟

•• الشخص المسؤول عن اعتقالي شخص يدعى أبو طه عرفت لاحقاً أنه عبد الرب جرفان وهو حالياً مسؤول الأمن القومي لدى الحوثي وهو من كان دائماً يتحاور معي، واغرب موقف حين طلبت منهم مصحفاً للقرآن فحدثوني ماذا تريد من المصحف وقلت لهم أنا مسلم والمعين هو الله وعلي أن ألجأ إليه فكان ردهم أن القرآن بذاته بدون قراءة للمسيرة القرآنية لا فائدة منه، فالمسلمون ظلوا يقرؤون القرآن لسنوات ولم يحققوا شيئا أما نحن بالمسيرة القرآنية انتقلنا من الكهف إلى القصر الجمهوري في صنعاء ألا تتدبر أن هناك منهجا وإرادة لما يحصل لنا، والقرآن الناطق هو الطريق للقرآن الكريم وتنفيذه يقصدون بذلك ملازم حسين بدر الدين الحوثي، وكان لديهم قناعة مطلقة بأنهم سيحكمون السيطرة على الجزيرة العربية، لذا أعتقد أن الأخطاء التي وقعت فيها القوى السياسية أنهم تعاملوا مع الحوثيين على أساس رؤيتهم السياسية التي قدموها أثناء الحوار وما كان يرددونه في الإعلام ولم يتم قراءة ومعرفة الحوثيين من الناحية العقائدية وهي من القضايا التي غابت عن الكثير من الأطراف.

• ما أبرز التهم الذي وجهت لكم أثناء التحقيق؟

واجهت تهما كبيرة، أني صاحب مشروع تقسيم اليمن وأروج له، وكان هناك هجوم كبير على الرئيس هادي وباعتباري يده اليمنى، وأنه دفعت لي مبالغ طائلة من قبل السعودية من أجل تنفيذ هذا المشروع تصل إلى 26 مليونا و300 ألف دولار ووضعت في حساب لي في بنك ببريطانيا لكني نفيت ذلك وأبلغتهم كيف لي حساب في بنك بريطاني وأنا لم أزر هذا البلد مطلقاً، بالإضافة إلى تهمة أني عميل للاستخبارات الأمريكية والغربية وأنني ماسوني وضمن خلية يديرها الدكتور عبدالكريم الإرياني الذي يتهمونه بالانتماء للحركة الماسونية، كما اتهموني بالوقوف وراء قرار العقوبات وكان لديهم تفاصيل أني ذهبت بزيارات سرية غير معلنة إلى مجلس الأمن كمبعوث رئاسي قبل إصدار قرار فرض العقوبات وكان لديهم رصد كامل بهذه المسألة وما الدور الذي لعبته.

• لكن الحوثيين نشروا محادثات بينكم والرئيس عبر وسائل إعلامهم ما صحة هذه المحادثات؟

•• طبعاً هذه كذبة كبرى، وكان جزءا من الاغتيال المعنوي لي مع أن كل ما نشر لا يوجد فيه ما يعيبني أو الرئيس هادي، بالعكس أكد مصداقية الرئيس عبد ربه منصور هادي في تبني المشروع الوطني، وهم كان لديهم تسجيلات كثيرة جداً، وهذا إن دل فإنما يدل على أن هناك رصدا استخباراتيا وقد عرض علي أثناء التحقيق تسجيلات بين الرئيس وقيادات في الدولة وطلب مني التعليق عليها وتفسير بعضها، وللأسف كان لديهم أجهزة عالية الدقة بعضها تابعة لبعض الوحدات الأمنية الموالية للرئيس الراحل صالح.

إنقاذ اليمن

• أين كنتم ساعة عاصفة الحزم وكيف تلقيتم خبرها؟

•• كنت في الرياض حيث غادرت صنعاء بعد 24 ساعة من الإفراج عني وبعد أن وجه الحوثيون تهديدا صريحا وأبلغوا مبعوث الأمم المتحدة أنهم لن يتحملوا المسؤولية عن حياتي وكان مقررا أن أغادر فور الإفراج لكن عندما عرفت أن مرافقي لم يفرج عنهم فرفضت المغادرة حتى أفرج عنهم وقابلتهم ثم غادرت إلى الرياض وتمت استضافتي من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين مشكورين.

وكنت على تواصل مع الرئيس هادي سواء أيام كان تحت الإقامة الجبرية أو بعد خروجه إلى عدن وعقب قصف دار الرئاسة في المعاشيق كنا أنا ومحافظ حضرموت عادل با حميد حينها على تواصل وتمكنت من تنظيم اتصال وتواصل مع المرافق الشخصي للرئيس واستطعت تنسيق خروجهم مع بعض الدول الشقيقة والصديقة وضمنا وصوله إلى المملكة.

لا أخفيك أن إعلان عاصفة الحزم في تلك الظروف كانت فرحة كبرى لي مع أني كنت مطلعا على الرسالة التي وجهها الرئيس لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز طالباً التدخل لكن لم نكن نتوقع هذه الاستجابة السريعة، وحقيقة كان القرار جريئا وقطع الأيدي الخبيثة لإيران ومشروعها الإرهابي في المنطقة.

• لكن انقلاب الحوثي المدعوم إيرانياً لا يزال يشكل خطرا في ظل إفشال جهود السلام وآخرها اتفاقية ستوكهولم.. ما موقف الحكومة اليمنية وإلى أين يتجه الوضع دبلوماسياً وعسكرياً؟

•• الحكومة اليمنية تعبر دائماً عن موقف سياسي متزن ومسؤول وحريص على تجنيب اليمنيين مزيداً من الويلات وتحترم تعهداته للمجتمع الدولي ولعل الموقف المسؤول الذي عبرت عنه الحكومة اليمنية والتحالف العربي بالموافقة على اتفاق السويد مثل اختبار نوايا للمليشيا والبدء في إجراءات بناء الثقة والتعاطي مع الحديدة كبوابة للسلام، لكن كما هو معلوم كل هذه الجهود والتعهدات ذهبت أدراج الرياح ولم نلمس أي نجاح في الملفات التي تم التوصل إليها، والموقف حالياً مطروح على المجتمع الدولي للضغط لتنفيذ هذه الاتفاقية خصوصاً وأن الحكومة التزمت بالهدنة، فنحن لا زلنا نمسك بيد غصن الزيتون وأخرى على الزناد حفاظاً على المكتسبات التي تحققت.

الإرهاب الحوثي

• كيف تقرأ الموقف الأمريكي.. يبدو لا يزال غامضا؟

•• زيارة السفير الأمريكي ومساعد وزير الخارجية الأمريكي إلى عدن وضحت الكثير وكان أقوى موقف من طرف دولي دعم الحكومة الشرعية، والحفاظ على وحدة واستقرار اليمن، وتحميل الحوثي مسؤولية عدم تنفيذ اتفاق ستوكهولم، وأن الحوثيين لا يمثلون الشعب اليمني بل مصالح إيران وهو الموقف ذاته الذي ما نسمعه من الإدارة الأمريكية هنا في واشنطن، لكن النقاشات الحاصلة في الكونغرس وما تفرزه من تشويش نعتبره أمرا طبيعيا وهي آراء مشرعين ومواقف سياسية تصدر من كل عضو ونتفق معها من حيث الحرص على إنهاء الحرب فنحن أكثر حرصا على إيقاف الحرب ولكن السؤال هو كيف يمكن التعاطي مع هذه المقترحات التي يقدمها المشرعون في ظل الخطر الإيراني وضرورة أن يحتكر السلاح بيد الدولة وحدها ولا يسمح لمليشيا أن تهدد منطقتنا بصواريخ باليستية، فالحكومة تريد إنهاء الحرب وفقاً للقوانين الدولية لكن المليشيا الإيرانية ترفض ذلك وتواصل تهدد الداخل اليمني ودول الجوار وتستخدم بلادنا كمركز لتنفيذ أجندة إيران التوسعية.

• لكننا لم نلمس من المجتمع الدولي وأمريكا تصنيفا للحوثي كجماعة إرهابية بالتوازي مع حزب الله والتنظيمات الأخرى الموالية لإيران في ظل العقوبات المفروضة على نظام طهران؟

•• هناك موقف أمريكي واضح ضد إيران وضد حزب الله الذي جرى تصنيفه كمنظمة إرهابية وهناك أدلة مثبته بتقارير أممية عن الدعم المباشر من قبل إيران الذي نعتقد أنها صاحبة مشروع توسعي إلى جانب إسرائيل في منطقتنا، وعناصر الإدانة للحوثي كحركة إرهابية متوفرة، ولكن بالمقابل هناك حرص ليس من الأمريكيين ولكن من المجتمع الدولي بكامله أن اتخاذ هذا القرار سوف يغلق الباب أمام الجهود الدولية، فكيف يمكن للأمم المتحدة أن تشرف على عملية سلام بين الحكومة وحركة إرهابية، ولذا اعتمدت هذه الخطة حتى تتاح فرصة للسلام، فإدارة الرئيس ترمب عندما وضعت إستراتيجية مجابهة إيران تحدثت بوضوح ضمن الإستراتيجية عن الحوثيين كدمية بيد إيران ولذا فإن الموقف حتى الآن لم يرق بعد إلى مستوى إدراج الحوثي كمنظمة إرهابية ولكن هناك فهم متزايد حول خطورة هذه المليشيا الإرهابية وما تشكله على مستقبل المنطقة والعالم.

دبلوماسية سعودية

• ما الدور الذي تلعبه الدبلوماسية السعودية في دعم الدبلوماسية اليمنية؟

•• نحن نعمل بدور متناسق مع أشقائنا الدبلوماسيين السعوديين كطرف واحد في مواجهة واحدة ويجمعنا مصير مشترك وعدو واحد، ونقدر تماماً حجم الضغط الكبير الذي تتعرض له السعودية نتيجة لمواقفها الأخوية مع شعبنا ولذا تعمل الدبلوماسية السعودية واليمنية على توضيح كل الرؤى بصورة متناسقة وأن اليمن والسعودية في جبهة واحدة وتنسيق دبلوماسي كبير على كافة الأصعدة في واشنطن.