-A +A
فهيم الحامد (الرياض)FAlhamid@
عندما دعا الدبلوماسي الأمريكي المحنك دينيس روس، بعد رحلته الثانية إلى السعودية أخيرا، الإدارة الأمريكية إلى الوقوف خلف السياسات الإصلاحية الإيجابية التي ينتهجها ولي العهد الأمير الشاب محمد بن سلمان؛ فإنه كان يعكس فكر مؤسسات صناعة القرار الأمريكي الواقعي والموضوعي للرؤية ٢٠٣٠ والتي اعتبرتها الإدارة الأمريكية بمثابة تغيير في قواعد اللعبة كونها تنقل السعودية إلى مرحلة ما بعد الاعتماد على النفط وتهيئتها للانطلاق إلى مصاف الدول العالمية. ومن المؤكد أن محمد بن سلمان الذي وصل أمس إلى واشنطن في أول زيارة رسمية له منذ تعيينه وليا للعهد سيكون حريصا خلال هذه الزيارة التاريخية لتعزيز الشراكة مع واشنطن في جميع الميادين إلى جانب السعي الحثيث لإحلال الأمن والاستقرار في المملكة والتصدي للمؤامرات الإيرانية ضد الأمة العربية، ومن المؤكد أيضا سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الداعمة للفكر السعودي المتجدد في إطار الرؤية ٢٠٣٠ ستكون دافعا قويا لتعزيز التحالف بين الرياض وواشنطن والتصدي للأعمال المعادية لإيران لبعض الدول العربية في المنطقة، فضلا عن نشرها الفكر الإرهابي الطائفي في الدول العربية والإسلامية ولقد تمثل ذلك جليا في اليمن وسورية والعراق ولبنان ؛ وهذا ما أكده سفير السعودية في واشنطن الأمير خالد بن سلمان، أمس الأول أيضا عندما قال إن إيران تريد حزب الله آخر في اليمن، مؤكدا أن النظام الإيراني لا يريد زعزعة استقرار السعودية فقط، بل المنطقة برمتها. لقد شرح الأمير خالد بن سلمان الوضع الإيراني بشكل كامل عندما قال مشكلة إيران تكمن في سلوكها وأيديولوجيتها التوسعية.

إيران الراعي الأكبر للإرهاب في العالم بدت أيامها معدودة، فهناك شعور حقيقي أن النظام الإيراني يمثل تهديدا كبيرا للأمن والاستقرار العالميين وليس الإقليمي فقط، بسبب سياساته العدوانية في المنطقة.. وجاءت تصريحات الرئيس ترمب أن الحرس الثوري أنفق أكثر من 16 مليار دولار لمساندة النظام السوري ودعم الإرهابيين في سورية والعراق واليمن، متهماً إياه بإفقار الشعب الإيراني وإلحاق الضرر ببيئته وقمع الحقوق المدنية، كرسالة تأكيدية على جبروت إيران وعنجهيتها وصرفها مبالغ على الإرهاب والقتل، والشعب الإيراني يرزح تحت وطأة نظام ولاية الفقيه الذي يسعى لحماية نفسه فقط..


لقد شبّه الأمير محمد بن سلمان، المفسد الأعلى الإيراني، آية الله خامنئي، بأنه «هِتلر الشرق الأوسط الجديد». وعزا ذلك التشبيه بالقول: «خامنئي له مطامع توسعية في الشرق الأوسط»... ومن المؤكد أن الملف الإيراني سيكون الملف الأول في محادثات الأمير محمد بن سلمان مع القيادات الأمريكية، إذ يوجد توافق في الآراء على ضرورة التصدي للتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، هو نهج سعودي يلقى أكبر ترحيب من القيادة الأمريكية، وبالتالي فإن الخطوات المقبلة ضد إيران سوف تتخذ من قبل الدولتين لدرء المخاطر عن دول المنطقة، وهي خطوات لتجنيب تلك الدول مغبة التدخلات الإيرانية السافرة في شؤونها.

ولا شك أن الخطر الإيراني يمثل تهديدا صارخا للأمن القومي العربي، ويتعين على كافة دول العالم مواجهة إيران الإرهاب..

والعالم بأسره يدرك تماما أن النظام الإيراني له أطماع في المنطقة، وهو بذلك يحاول التغلغل داخل مجتمعاتها لبسط سيطرته ونفوذه عليها وتحريك عملائه كما هو الحال في لبنان بواسطة حزب الله الإرهابي، وكما هو الحال في اليمن بواسطة الميليشيات الحوثية الانقلابية لنشر الدمار والفتن والطائفية داخل دول المنطقة، وتلك أطماع لم تعد خافية على أحد.. زيارة الأمير محمد بن سلمان ولقاءاته في الأوفال هاوس ستقصم ظهر ولاية الفقيه.