يثير عدد من الاحياء العشوائية في المدينة المنورة الهواجس من تحولها الى بؤرً للجرائم المختلفة الى جانب تدني الخدمات البلدية فيها كانتشار النفايات وتسرب مياه الصرف الصحي وسوء تصريف مياه الأمطار في الشوارع، وغيرها من السلبيات التي تحاصر هذه الاحياء الراكدة والخاملة. عدد من مواطني المدينة قالوا: ان الاحياء العشوائية الواقعة في الوسط والاطراف اصبحت تشكل عبئاً حقيقياً واضافياً للجهات الامنية من خلال بحثها عن المجرمين المطلوبين والسحرة والمشعوذين حيث توفر لهم هذه الاحياء ملاذاً آمناً لاسيما السيح و الاعمدة وعيرة والجرف وعروة وبني ظفر والحسنان، وغيرها..
وتشير الدراسات والبحوث التي تجريها الجهات الامنية والاجتماعية والمختصون الى وجود ارتباط وثيق بين ارتفاع معدل الجريمة والمستوى الاقتصادي حيث تؤكد الاحصاءات انخفاض معدلات الجريمة في الاحياء الحديثة وارتفاعها في الاحياء الشعبية التي يقطنها الفقراء وذوو الدخول المتدنية اذ ان هذه الاحياء تفتقر للتنظيم وتتوفر فيها الشوارع الضيقة التي تكون بيئة مناسبة لتنفيذ الجرائم ومن اهمها: القتل- التزوير- السحر- نسخ وتوزيع الافلام الاباحية- تكوين بيوت للرذيلة- السرقة واخفاء المسروقات، تمرير المكالمات وغيرها من الجرائم المختلفة.
مطلوبون ومخدرات
وقد شهد حي الجرف على مدى الأعوام الماضية سلسلة من الجرائم حيث سقوط عدد من الملاحقين والمطلوبين أمنياً به وذلك على خلفية جرائم القتل والسرقة حيث كان يقطن بداخله اثنان من مرتكبي حادثة قتل السياح الفرنسيين في الثامن من شهر صفر الماضي في صحراء بواط شمال المدينة المنورة.. وفي حي وعيرة تمكنت الجهات الامنية من الحد من ظاهرة الاتجار بالمخدرات وحبوب الكبتاجون.. وفي حي العزيزية الواقع غربي المدينة تحتضن اكثر من «130» استراحة سكنية جملة من جرائم السرقات والسطو على المنازل، من بينها جرائم ارتكبها «سفاح المدينة» العام الماضي.
إثارة المخاوف
ولا تزال قصص السرقات تثير مخاوف اهالي حي العاقول الذي شهد العديد من السرقات خلال العامين الماضيين حيث تعرض المواطن محيل المطيري لسرقة «162» رأساً من الاغنام بين عشية وضحاها.. وفي ذات السياق تعرض العديد من عمال المزارع في هذا الحي للتعدي بالضرب من مجموعة من المراهقين يمتهنون سلب اموال وهواتف هولاء العمال اضافة الى سرقة الاغنام والسيارات ومولدات الكهرباء ومضخات المياه الخاصة بالمزارع التي يعملون فيها.. وفي ذات الاطار وفي موقع ثان يسمى صحراء البطان في وادي العاقول شرقي المدينة المنورة عثر على بقايا «13» سيارة وبمراقبة الموقع ضبط شاب اعترف بانتمائه لعصابة اعتادت سرقة السيارات من احياء المدينة وتفكيكها لبيعها لمحلات التشليح.
السحرة والمشعوذون
وفي حي السيح ضبطت الجهات المعنية نحو «25» ساحراً خلال الفترة الماضية فيما بلغ عدد المضبوطين في المدينة المنورة خلال العامين الماضيين 65 ساحراً ومشعوذاً حيث سجلت غالبية هذه الحالات ضد وافدين مخالفين لانظمة الاقامة والعمل وفي ذات الاطار يقول مدير عام الجوازات بمنطقة المدينة المنورة العقيد محمد الحميدي ان حملات المداهمات التي نفذت في احياء المدينة المنورة منذ منتصف العام الماضي لغاية منتصف العام الجاري اسفرت عن القبض على 8056 وافداً مخالفاً لنظام الاقامة والعمل اضافة الى القبض على 984 مزوراً ومعالجة وضع 611 متسللاً في حين تم ترحيل 18.470 وافداً مخالفاً لنظام الاقامة والعمل.