أحد مؤذني الحرم المكي داخل «المكبرية».
أحد مؤذني الحرم المكي داخل «المكبرية».
-A +A
سلمان السلمي (مكة المكرمة)
salma0n@

متخصصون في ضبط أوقات الصلوات الخمس في المسجد الحرام، أطلق عليهم «ذوو الأعناق الطويلة»، لا يتناول الصائمون إفطارهم إلا بعد سماع ندائهم،هم مؤذنو المسجد الحرام، من ينادون بدخول وقت الصلوات في اليوم والليلة خمس مرات من على «المكبرية».


يتناوب 17 مؤذنا على الأذان في المسجد الحرام، وينسقون العمل فيما بينهم وفق جدول معد من شيخ المؤذنين الشيخ علي ملا، قبل اعتماده من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ عبدالرحمن السديس. ولا يجتمع المؤذنون سوى يوم العيد، ليشهدوا الصلاة، فيجلسون في صف واحد يكبرون للعيد، يكبر الأول ثم الذي يليه وهكذا، في مشهد مهيب، حتى ينادى لصلاة العيد ويدخل الإمام.

في المكبرية المؤقتة الواقعة بجوار باب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يمارس المؤذنون عملهم، لحين تجهيز المكبرية القديمة مقابل الحجر الأسود. فيما يتكئ الأذان في الحرم المكي على تاريخ مضيء يجسد التطور التاريخي في طرق رفع نداء الأذان، إذ يذكر كبار السن في مكة المكرمة ملامح آلية تطور رفع الأذان لكن الذي لا يدركه كثيرون أن استخدام «المزولة» كأداة مؤقتة للآذان في الحرم المكي كانت من الوسائل المهمة، حيث يحتفظ معرض عمارة الحرمين بجهاز للمزولة لقياس الوقت وكانت مثبتة على بئر زمزم.

وقد كان الملك عبدالعزيز -غفر الله له-، أول من أدخل الساعة لاستخدامها في تحديد مواعيد الأذان بالحرم المكي، وهي عبارة عن ساعة عملاقة أدخلت في الخمسينات الهجرية، بينما اليوم تعد المكبرية المطلة على صحن المطاف أهم مركز تحكم عالمي في العالم لرفع الأذان من بيت الله العتيق، كما أنها من أبرز المعالم التي تحيط بمطاف الحرم المكي.

ويتم اختيار مؤذني الحرم المكي عن طريق لجنة من أئمة الحرم وشيخ المؤذنين، على أن يكون المؤذن حافظا للقرآن، ويتمتع بالتقوى والورع والصوت الحسن، وقد تعاقب على صعود منابر الحرم ومكبريته الشامخة عوائل مكية منذ نحو 250 عاما، من أبرزها بيت الريس، والملا، والمعروف، والشاكر، والبصنوي، وخوج.