المشاركون في مؤتمر مواجهة الإرهاب المنعقد في ماليزيا.
المشاركون في مؤتمر مواجهة الإرهاب المنعقد في ماليزيا.
-A +A
عبدالله الداني (كوالالمبور ـ هاتفيا)
أجمع مؤتمر مواجهة الإرهاب المنعقد في كوالالمبور على أن مواجهة الإرهاب تتطلب استخدام قوة ناشطة وتكثيف الاستثمار في النفقات العسكرية والأمنية، وضرورة وجود إستراتيجية موحدة للمكافحة. وثمن المؤتمر الذي عقد برعاية رئيس وزراء ماليزيا بحضور قيادات عسكرية وفكرية دولية تجربة مركز الحرب الفكرية في المملكة بوصفه مركزاً عالمياً يعتمد اقتلاع الأفكار والنظريات والشبه الإرهابية والمتطرفة من جذورها، إضافة إلى الدور الفعال للمملكة في محاربة الإرهاب على الصعيد العالمي، منوهين بالقرار التاريخي بإنشاء «التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب». وأشاد المؤتمر بمضامين كلمة رابطة العالم الإسلامي التي أبرزت الدور الإسلامي الكبير للمملكة في محاربة التطرف والإرهاب وتعزيز الوعي بتعاليم الإسلام، دين التسامح والسلام، مؤكدين أهمية وجود مبادرات لمكافحة الفكر المتطرف تكبت صعود التيارات المتطرفة وسوء فهم دين الإسلام.

ودعا المؤتمرون إلى تطبيق مفهوم الوسطية، ودعم القيم الشاملة للإسلام ونبذ التفسير الخاطئ لمفاهيمه، والاستفادة من التجربة الماليزية كوسيط نشط في محادثات السلام في المنطقة، إضافة إلى الحاجة إلى تعزيز رأس المال البشري لمواجهة التطرف من خلال خلق شراكة إستراتيجية بين مختلف التخصصات وأفراد المجتمع في مكافحة مواطن الضعف، وجعل المبادرات القائمة على المجتمع لمكافحة الإرهاب تتضمن شراكة مع المؤسسات الحكومية. ونبه المؤتمر إلى أهمية تبني إستراتيجية لمحاربة الإرهاب لا تغفل الوقاية من التطرف والحيلولة دون انضمام الأفراد للجماعات المتطرفة، مع أهمية المعركة الفكرية وخلق شعور بالانتماء والترابط في الدول والمجتمعات الإسلامية، مع التركيز على قطاعات التعليم والإعلام ومؤسسات المجتمع المدني، والتركيز على أهمية فهم رسالة الوسطية.


وكانت الجلسة الأولى للمؤتمر عقدت تحت عنوان «نظرة عامة على تجربة ومبادرات ماليزيا» وسلطت الضوء على المفهوم العام للوسطية في الإسلام، وفلسفة ومبادئ الوسطية، والآلية الدفاعية الواجب اعتمادها للتصدي لحركة التطرف التي تواجهها الأمة اليوم، إضافة إلى تسليط الضوء على التجربة الماليزية لتحقيق التقدم والازدهار منذ نيلها الاستقلال واعتمادها الوسطية نهجاً ثابتاً وراسخاً.

ولفت المتحدثون في ختام اليوم الأول إلى أن الجهل سبب رئيسي لكل الآفات التي تصيب النفس البشرية، إذ ينبغي نشر الوسطية على كافة المستويات لمكافحة التطرف والتغلب عليه.

وعن انتشار تنظيم ما يسمى بـ«داعش» وتمدده، أكد المتحدثون أن التنظيم الإرهابي هاجم حتى شهر سبتمبر الماضي 29 دولة خارج سورية والعراق، مشيرين إلى أن مشهد التهديدات الإرهابية الجديدة يتمثل في تحول الصراع السوري من تهديد واحد إلى تهديدات عدة، والتحول من الدولة إلى حالة الفوضى، ومن الأجهزة الإلكترونية إلى الفضاء الإلكتروني، ومن القوة العسكرية إلى قوة الأفكار، ومن العمل كمجموعات إلى مفهوم «الذئب المنفرد»، ومن وسائل التواصل الاجتماعي إلى تطبيقات الهاتف المتحرك؛ ما يؤكد الحاجة إلى تغيير نموذجي لفهم ديناميكية القضايا الأمنية الناشئة، عبر استشراف التحديات وصياغة الحلول المناسبة للتصدي لها قبل وقوعها.