لا يمكنك أن تبدأ في قراءة الصفحات الأولى من كتاب Global nomad in search of true happiness دون أن تتوقف فجأة لمواصلة قراءته لاحقاً، فالسرد القصصي والحكايا الماتعة التي تملأ الكتاب سترغمك على الاستمرار في القراءة حتى آخر صفحة، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة الاكسير للاستشارات الإدارية هاني خوجه، وهو مؤلف الكتاب، يحاول الإجابة على أسئلة الحياة الكبيرة، للوصول إلى وصفة سحرية يتمكن من خلالها الشخص من اتباع خطوات معينة للوصول إلى السعادة الحقيقية عبر مساعدة الآخرين، إذ لم تكن الأشياء المادية يوما من الأيام هي السبيل إلى السعادة، وإليكم نص الحوار:
• كيف جاءت فكرة الكتابة لديك؟ وما هي فكرة الكتاب عموما؟
•• للأسف أنا أعاني من ذاكرة ضعيفة، وكنت أشعر بالخوف يوما من الأيام أني سأنسى تفاصيل حياتي وطفولتي، فقررت البدء في تدوين جميع الأحداث في حياتي دون وجود فكرة لتجميعها في كتاب آنذاك، وقبل سنتين كنت أتسلق قمة كلمنجارو برفقة زوجتي، وفي آخر يوم وبعد قربنا من القمة وازدياد صعوبة الصعود ورؤية أشخاص يتساقطون عودة ولم يكملوا المسير، بدأت في التأمل في آية سورة البقرة (إني جاعل في الأرض خليفة) ومن هو المقصود الحقيقي بالآية وهل هي محصورة فقط بآدم، وتوصلت لقناعة بأنها تخص الناس كافة، ومهمة الناس هي بناء الأرض واكتشاف المهارات الخاصة بهم ووضع طموح شخصي للوصول لهدف معين، ومن هناك قررت البدء في مشروع الكتاب.
• كيف نصنف الكتاب؟ هل هو سيرة ذاتية أم كتاب عن تطوير الذات؟
•• يمكنني القول إن الكتاب أشبه بالتجربة الشخصية ومساعدة الآخرين، وهو موجه للأشخاص الذين يبحثون عن السعادة الحقيقية سواء كانوا ناجحين في حياتهم العملية أو في بداياتهم.
• لماذا لم تشر في عنوان الكتاب إلى أنك سعودي ووصفت نفسك بـ(عالمي)؟
•• ترحلي وزيارتي للعديد من البلدان حول العالم، ووجود أصدقاء من جميع الجنسيات، إذ عشت جزءا من حياتي في أمريكا وأوروبا والسعودية، هو أحد الأسباب التي جعلتني أضع عنوان الكتاب (رحالة عالمي)، ولتوسيع القاعدة التي تستفيد من الكتاب وراء كتابته باللغة الإنجليزية.
• هل يوجد أي تشابه بين المجتمعين في السعودية وأمريكا؟
•• هناك تقارب كبير بين الثقافة السعودية والأمريكية على مستوى المجتمع، فالسعوديون والأمريكان أقرب مما نتوقع، إذ هناك مبادئ مشتركة بين الشعبين، فكلاهما يقدر العائلة، وحب البيئة والسفر والرياضة والأكل، جميعها متشابهة بين الطرفين مع اختلاف الوسائل، هناك فئة متحفظة وفئة منفتحة من المجتمعين، ومن خلال الكتاب أحاول أن أكسر هذه الحواجز الوهمية بين الشعبين، للأسف السعودي في الخارج يتوجس من الاختلاط بالمجتمع الغربي، وهذا أحد الأسباب في الصورة الذهنية السلبية عنا، والإعلام الغربي دائما يتابع النماذج المتطرفة، وهنا تبرز أهمية دور السعوديين في الخارج، إذ الاحتكاك اليومي مع المجتمع والتحاور هو السر في التغيير.
• ما رأيك في المشهد الثقافي اليوم في السعودية؟
•• المحتوى الثقافي في البلد مازال أقل من المأمول، العديد من القصص التي لم تكتب بعد، المجال والفرصة كبيران على مستوى إثراء المكتبة العربية بالتجارب الشخصية للمؤثرين ورجال الدولة والرياضيين، توثيق هذه القصص سيعود بالنفع على الجيل الحالي الذي لم يعاصر الأجيال السابقة، وكل شخص يحمل تجربة تستحق الكتابة.
• هل مازال للرسم مكان في قلب هاني خوجه؟
•• أنا هاو جيد للرسم، وانشغالاتي العديدة تمنعني من قضاء ساعات طويلة في هذه الهواية، لكن أحاول من وقت إلى آخر المحافظة على لياقتي في هذا الجانب، وهناك بعض الرسومات في الكتاب التي قمت بها شخصياً.
• بحكم طبيعة عملك، كيف يمكن تحقيق أهداف رؤية 2030؟
•• رؤية 2030 طموحة، ووضع أهداف عالية هي السر وراء تحفيز المجتمع للعمل، ووضع الخطة هو أمر يسير، لكن الأصعب هو التنفيذ، وهنا دور مهم للفرد السعودي الذي يجب أن يبتعد عن السلبية وأن يتقبل فكرة التغيير الذي لا مفر منه والتعامل بشكل جدي في هذه المرحلة والتحلي بجزء من المسؤولية والمشاركة في هذا الحلم الوطني.
قال إن الشعبين السعودي والأمريكي متقاربان بشكل كبير
خوجه لـ"عكاظ": المحتوى الثقافي أقل من المأمول.. فمن يلتقط الفرص؟
7 نوفمبر 2016 - 20:05
|
آخر تحديث 8 نوفمبر 2016 - 01:59
تابع قناة عكاظ على الواتساب
أنس اليوسف (جدة)