استعرض الناقد صالح النعاشي تجربة الشاعر عبدالواحد الزهراني من خلال اصداره الجديد الذي يعتبر ديوانه الثالث «جمرة غضى» وقال النعاشي أن عبدالواحد قدم الموروث الشعبي للمنطقة الجنوبية عبر القصائد التي قدمها بالديوان والتي تتجلى فيها القيم الإنسانية والحس الوجداني والهم العربي الإسلامي حيث ألبسها الشاعر رداء الحكمة والموعظة والصور الشعرية الفريدة التي قلما وجدت في الموروث الشعبي اضاف النعاشي: هذا الديوان يعد توثيقاً هاماً لمسيرة الشاعر التي تميزت باهتمامه بالقضايا الاجتماعية والخروج بالقصيدة الجنوبية من حدودها الإقليمية إلى الانتشار الأكثر استحقاقاً كونه يمثل لوناً شعرياً منفرداً بذاته يقوم على أساس من الجناس
وتنقل النعاشي بين اوراق «جمرة غضى» مبينا ان الشاعر بدأ هذا الإصدار برائعة «خط الجنوب» التي كسر بها التقليدية في الحفلات والمحاورات والمديح حيث صور معاناة أهل الجنوب مع هذا الخط التي بقيت حاضرة في الأذهان ومحفوظة لدى اغلب الناس ثم انتقل الشاعر إلى لحن جنوبي شجي عبر كلمات تعطر رقة وعذوبة بقوله :
يالله يا واحد تسند عليه الهموم
تاهب لبو متعب أكتاف تشيل الثقيل
أنا أذكر أني على كتفي نقلت الجبال
واليوم حتى كتوفي كودن أشيلها
ولتبقى الأم روعة الدنيا وطاعتها وبرها صدع عبدالواحد بقصيدة رائعة للأم قال فيها :
ان كانت جنة الدنيا تخطط مدنها فوق يدها
مالك الملك صمم جنة الخلد تحت أقدامها
وطالب عبدلواحد المجتمع بمراعاة حقوق المرآة بقصيده منها هذا البيت :
والمرة في مجتمعنا ليش ما تاخذ حقوقها
وانتقل الشاعر إلى قصيدة الكبرياء ومنها :
غير وانا رفيقك صبغة الكبرياء صبغة بغيضة
راعي الكبرياء ماسار فوق التراب أبغض منه
اخبر النملة كلمها سليمان وتنازل لها
كما خاطب الشاعر في ديوانه الأخير المجتمع العربي قائلا:
اصح يانايم صباح الضمير العربي
ادري أزعجتك اعذرني ولكن ماذا وقت نوم
أنا وياك من حرب التفاعيل الى حرب الحداثة
لكن الغرب من حرب العصابات إلى حرب النجوم
وفي قصيدة يعانق الشاعر فيها الحزن ينادي متعب الذي طال انتظاره بقوله :
طولت غيبة المحبوب وان كان ودي مايجي
صار خوفي عليه أبعد من أبعاد شوقي وانتظاري
وانا ياما طلبته من سما الغيب وارض المستحيل
ياحبيب سكن في صومعة مهجتي واطرى بروحي
المعاليق لك وأعماق الأعماق لك والروح لك
إن شاالله إني انا وأنت ميعادنا يوم القيامة
الرجا في نهار العرض الأكبر وما يرجا قريب
لا تسل عني أهل العرض لو قدر الله واصطد فنا
صبغة الحزن في نظرة عيوني علامه فارقه
واختتم الإصدار بقصيدة حال الآمة الاسلاميه ومنها :
يالله انك تصلح الحال حال المسلمين
كيف نبغى نكسر الشوك في عين الخصوم
وإحنا في بيننا البين فرقا واختلاف
الذي في الهند ماصاموا إلا بعدنا
والذي في مصر ماعيدوا من عيدنا
وهناك عدة قصائد بالديوان منها «جمرة غضى» و «الجلود» و «أبو الهول» و «المقاطعة» و «الديمقراطية» و «الهجرة النبوية» .