أشتاق إلى لحظة صمت في صخب العالم, وأنين المظلومين, ووقاحة المفترين والأقوياء, ومدعي غرس بذور السلام.... لعلنا في هذا الصمت نصغي إلى: حكمة من تجربتنا, وإلى صلاة من خشوعنا, وإلى أصداء من أمجادنا الغابرة!
الله.... من يدلُُّنا -من جديد- على دروب هذه الحياة: الأجمل والأكرم, والأعمق والأنبل؟!
إنهم اليوم يحاولون إشعال الحروب بدعوى تثبيت قواعد السلام.. ويذلون الشعوب بالقهر وبالاجتياح, وبالاحتلال لأراضيهم, ويتحدثون عن “الكبر” والتكبر.. لا الكبرياء.. إنهم يغرسون بذور الحقد السوداء, وتدوس مجنزرات دباباتهم على رؤوس السنابل, والزهور, والعشب الأخضر... وهم يلوحون للشعوب المضطهدة بغصن زيتون فوق دبابة, وبطير حمام على شكل قنبلة!
وكيف يقدر إنسان هذا العصر أن يصمت وفي داخله: ألوان القهر, والإحباط, والفجائع.. والعديد من النزاعات, والتمرد, والرفض, والخوف معاً!! ولا نقول: إن في داخل الإنسان: الأحلام, لأن الإنسان فقد حلمه بعد أن أخذته أمواج عاتية من ظلم القوى العالمية, ومن اضطهاد العنصريين له أو لعقيدته, ومن تفشي أحزاب المصالح المادية والرغبات بادعاء نشر الديمقراطية!!!
لكنَّ هذا الكلام: مكرور, نكتبه كل يوم, ونعيده.. أمام الكلام -غير المكرور- فهو يتبلور من خلال محاولة دخول الإنسان في مسابقة الصمت مع نفسه!
والسؤال: هل يمتلك الإنسان قدرته الآن, وبماذا يشعر.. ما الذي يكتشفه بعد ساعة واحدة فقط؟!
لن يصل إلى نتيجة, لأنه لا يستطيع أن يبقى ساعة كاملة غارقاً في الصمت.... ذلك لأن ألسنتنا تتكلم, ومعها رؤوسنا وأوجاعنا تتكلم.. ومعها معاناتنا اليومية... وأهواؤنا تتكلم على امتداد مساحة الكذب التي تتسع في العالم.
وهكذا... الإنسان يمارس نوعاً من المطاردة لكل ما لا يقدر أن يفعله, أو يمتلكه!!
في إمكانك أن تتكلم طوال يومك, ومع بداية ليلك حتى طلوع الفجر إن أردت... فهذه “قدرة” الإنسان اليوم: أن يتكلم ويفشل أن يصمت لحظة, ويستمر في الكلام بلا توقف!
لكنها ليست ميزة.. بقدر ما تحول الكلام إلى: وجع وتشنج, وسوء تعبير.. وربما إلى: قلة أدب!
آخر الكلام:
للشاعر الكبير/ حسن عبدالله القرشي:
- يأبى الرجال أذى الضميــ
ـر الحر.. مكرمة وخِصْبا
والرأس رأسك.. تصرخ الــ
أجراس .. ينطلق المخبّا!!
A_Aljifri@Hotmail.com
مسابقة للصمت!؟
28 سبتمبر 2007 - 21:55
|
آخر تحديث 28 سبتمبر 2007 - 21:55
تابع قناة عكاظ على الواتساب