هطل خبر تخفيض أسعار الوقود عليّ وأنا وسط الماء تماماً، هناك أو هنا في جنوب غرب خاصرة الوطن في فرسان، هذا الخبر الذي يحمل للمواطنين بشارة إضافية في سلسلة البشائر التي غمرتهم والتي يتوقعون انهمارها في أسعار كافة الخدمات التي تعنى بحياتهم اليومية مثل الوقود والكهرباء والماء.. ورسوم بعض الخدمات الأساسية..
قلت هطل الخبر عليّ هناك.. فقلت انقل غيث بشائره على من حولي من أبناء الجزيرة من مسؤولين وموظفين وصيادي أسماك.. فنقلته وأنا على يقين تام بأن بهجتهم به.. ولهفتهم لسواه سوف تكون موازية لشعور أي مواطن في هذه البلاد..
فوجدتهم على العكس تماماً ومرّ الخبر عادياً، مما أثار استغرابي وعندما استفسرت عرفت أن أسعار الوقود أعني البنزين تحديداً تباع في فرسان بسعر أكثر بكثير مما يباع في باقي مناطق بلادنا..
فأحسست بتعاطف كبير معهم، وأدركت أن هؤلاء المواطنين في هذه الجزيرة والجزر التابعة لها.. والممتدة على مسافة مهمة وكبيرة من بلادنا، وأنهم في هذه الظروف الجغرافية البالغة الصعوبة التي يواجهونها يجب علينا أن نقف عندهم، ونعاملهم معاملة استثنائية وأن نقدم لهم الخدمات لا بأسعار المدن المرفهة بل بأسعار أقل منها.. إذا أردنا أن نمنع هجرة أبناء هذه الجزر جزرهم وأن نحافظ على وتيرة الحياة فيها..
إن مواطني هذه الجزر يعانون الأمرّين من مشقة السفر.. وغربة الجغرافيا المائية.. وكثافة تكاليف الحياة مادياً ونفسياً.. ولذلك فإن المفترض أن تُقدم لهم كافة التسهيلات والإمكانات التي تمكنهم من الحياة بالحد الأدنى من الظروف الموضوعية التي تسمح لهم بالبقاء.. من أجل إحياء الحياة.. واستمرار إيقاعها.. وإلا فماذا يجبر أبناء الجزيرة على البقاء وهم يواجهون كل هذه المعوقات بعد المسافة وخطر العبّارة.. وغربة البحر.. وغلاء الأسعار خاصة أسعار الخدمات.. ما الذي يجبرهم على ذلك..
سؤال نحمله إلى المسؤولين ونحن نعي بأنهم يعون تماماً هذه الحقيقة التي لا اختلاف فيها.. وإن لم نستطع أن نقدم لهم الوقود بأسعار أقل من المدن الأخرى فلنقدمه لهم كالآخرين على الأقل.. خاصة أنهم مازالوا يعيشون تحت وطأة مأساة رازان.. ورعب الأخطاء الطبية.. والموت القادم من الماء.. ومشارط الأطباء.
أسعار البنزين.. وأهل فرسان
1 مايو 2006 - 19:26
|
آخر تحديث 1 مايو 2006 - 19:26
تابع قناة عكاظ على الواتساب